عادت إلينا مرة أخرى منافسات البطولة الأقوى والأغلى أوروبياً دوري أبطال أوروبا بالدور ثمن النهائي الذي شهد بجولته الأولى الأسبوع الماضي العديد من المباريات والنتائج المثيرة كعادة المسابقة الأشهر عالمياً.

هذا الأسبوع تلعب مباريات الجولة الثانية من ذهاب الدور ثمن النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، الدور الإقصائي الذي أسفرت قرعته عن العديد من المباريات النارية والثأرية.

ليفربول الإنجليزي يواجه بايرن ميونخ الألماني، هذه المواجهة لها وزن كبير في عالم كرة القدم 10 ألقاب دوري أبطال أوروبا 5 للردز ومثلها للعملاق البافاري يتنافسون على بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي.

نهائي مبكر بكل تأكيد، ليفربول وبايرن ميونخ كان من الممكن تواجدهما في نهائي كييف العام الماضي، ولكن فقط الردز هو الذي نجح من عبور الدور نصف النهائي الموسم الماضي، بينما خرج بايرن ميونخ خاسراً أمام بطل النسخة نفسها ريال مدريد الإسباني.

مواجهة صعبة وبدون حسابات، أياً كان وضع الفريقين في الموسم ونتائجهما السابقة، مثل تلك هذه المباريات تلعب بدون أى مراجعات أو حسابات سابقة، حتى لو هناك مشاكل يواجها أى فريق منهما.

ليفربول يواجه مشكلة كبيرة..

ليفربول بقيادة يورجن كلوب يواجه مشكلة حقيقية قبل مباراة مساء غدا الثلاثاء، المدرب الألماني لا يمتلك في كتيبته سواء قلب دفاع واحد فقط جاهز لخوض مباراة الذهاب على ملعب أنفيلد، وهو الكاميروني جويل ماتيب.

إصابتين وإيقاف، هكذا الحال في دفاع ليفربول قبل أحد أهم مباريات الموسم على الإطلاق والتي سوف تحدد بشكل كبير موقف الفريق من الاستمرار في البطولة التي وصل لها الردز إلى المباراة النهائية العام الماضي، دوري أبطال أوروبا.

الحقيقة أن مشكلة ليفربول ظهرت مبكراً جداً وكان يمكن حلها بمجرد الدخول وبداية عمليات سوق الانتقالات الشتوية، والتي انتهت دون أى صفقة تذكر أبرمها المدرب الألماني يورجن كلوب لصالح الردز.

المدافع الهولندي المتألق فيرجيل فان دايك، أحد قادة ليفربول ومن أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم إن لم يكن الأفضل لن يتواجد في مباراة الذهاب بسبب الإيقاف وتراكم البطاقات عليه بعد حصوله على بطاقة صفراء في مباراة ليفربول الأخيرة قدور المجموعات والتي حسمت تأهله أمام نابولي الإيطالي أوائل شهر ديسمبر من العام الماضي.

قبلها بأيام قليلة تحديداً يوم الخامس من شهر ديسمبر من العام الماضي، واجه ليفربول نظيره بيرنلي وشهدت المباراة إصابة خطيرة للمدافع الشاب جو جوميز بكسر في الساق وتأكد غيابه منذ وقتها لعدة أشهر ولم يعد حتى وقتنا هذا.

ومع بداية شهر يناير من العام الجاري عندما واجه ليفربول خصمه وولفرهامبتون في الدور الأول من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، تعرض المدافع الكرواتي ديان لوفرين لإصابة عضلية وتكررت الإصابة ولم يظهر في مباريات الردز منذ وقتها.

خط الدفاع الأفضل في إنجلترا بدأ بالفعل بالاهتزاز، تلقى ثلاثة أهداف كاملة للمرة الأولى في مباراة واحدة هذا الموسم أمام كريستال بالاس على ملعب أنفيلد، وتلقيه هدف أمام ليستر سيتي ووست هام، الأمر الذي أقلق جماهير ليفربول بالفعل الفترة الماضية.

كلوب كان يمتلك الحل..

الحل كان بيد يورجن كلوب وإدارة ليفربول، تحديداً المدرب الألماني الذي يمتلك الكلمة الأولى والأخيرة في سوق الانتقالات، إبرام صفقة في خط الدفاع لتغطية هذه الإصابات ومنافسة البقية على مركز أساسي بجوار فيرجيل فان دايك، الأمر الذي كان من الممكن أن يرفع من مستوى بعض اللاعبين.

كلوب استغنى السوق الماضية عن الظهير الأيمن الإنجليزي ناثان كلاين، في ظل إصابة جو جوميز وأليكساندر أرنولد، الأخير الذي عاد مؤخراً فقط وشارك في لمدة دقائق قليلة أمام بورنموث بالدوري الإنجليزي.

قرار كلوب كان غريباً بالفعل، لدرجة أنه أشرك جوردان هيندرسون في مركز الظهير الأيمن أمام ليستر سيتي بسبب إيقاف جيمس ميلنر الذي اعتمد عليه في هذا المركز مع غياب أرنولد وجوميز.

كلوب عاند مرة أخرى ولم يستغل فترة الانتقالات لحل مشكلة كبيرة في صفوفه، بل زاد المشكلة مشكلتين بالاستغناء عن ناثان كلاين وعدم تعويضه أو التعاقد مع قلب دفاع يعوض الغيابات التي ضربت خط الدفاع.

كلوب يكرر اصراره الغريب..

الأمر يذكرني بما حدث مع ليفربول الموسم الماضي خلال سوق الانتقالات الصيفية والشتوية، عندما رفض ساوثهامبتون في البداية الاستغناء عن فان دايك لصالح ليفربول، لم يتجه كلوب لحل مؤقت أخر وظهر ليفربول في النصف الأول من الموسم الماضي كأنه بلا خط دفاع أو حارس مرمى، حتى تم التعاقد مع المدافع الهولندي في يناير من العام الماضي.

وفي يناير من العام الماضي، استسلم كلوب وقرر الاستغناء عن صانع ألعابه البرازيلي فيليب كوتينيو لصالح برشلونة بعد مشاكل كبيرة تسبب بها اللاعب الذي رحل بعد 6 أشهر من العند والرفض من جانب ليفربول مقابل مبلغ ضخم وصفقة تاريخية وصلت قيمتها إلى 161 مليون يورو.

جماهير ليفربول على قدر حزنها على رحيل نجم أخر من نجوم الفريق ولكنها كانت تنتظر رد فعل في سوق الانتقالات بعد حصول الإدارة على رقم ضخم من بيع كوتينيو ولكن الرد جاء بعدم تعويضه.

وعلى الرغم من إبداع الثلاثي الأمامي صلاح، ماني وفيرمينو الموسم الماضي، إلا وأن ليفربول عانى في بعض المباريات من الإبداع في وسط الملعب والثلث الهجومي تحديداً إذا غاب أحد الثلاثي المذكور.

وهذا تقريباً ما حدث عندما واجه ليفربول نظيره ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي في كييف الأوكرانية، عندما تلقى كلوب، لاعبي وجماهير ليفربول صدمة كبيرة بخروج المصري محمد صلاح مصاباً بعد 30 دقيقة مرت من عمر المباراة.

كلوب لم يجد البديل المناسب وقتها، أشرك آدم لالانا الذي قضى أغلب أوقات الموسم الماضي مصاباً، ولم يكن هناك الاسم القادر على صناعة الفارق بين صفوف دكة ليفربول في المباراة.

الحل المؤقت..

لا أعلم الغيب ولا أنا بارع في التكهنات، ولكن ليفربول عليه الخروج غداً بنتيجة إيجابية حتى لا يندم كلوب على عدم النظر للمشكلة بشكل جاد خلال الفترة الماضية.

حتى عودة فان دايك المنتظرة في مباراة الإياب للمشاركة بجوار جويل ماتيب الذي أن لم يحدث شيء مفاجئ سيكون اللاعب الجاهز الوحيد بسبب غياب جوميز ولوفرين للإصابة، كلوب يمتلك خيار بإشراك البرازيلي فابينيو في مركز قلب الدفاع كما فعل سابقاً عندما كان ماتيب يستعد للعودة من الإصابة.