“لا تتجاهل الدفاع على حساب الهجوم” هكذا كان عنوان الدرس الذي تعلمه يورجن كلوب مع انطلاق الموسم الرابع له مع نادي ليفربول الإنجليزي.

أتفق أن هناك أندية لا تريد تغير سياستها وأسلوب لعبها والطريقة التي تتبعها منذ زمن، تحديداً لو كانت تضخ المتعة في عالم كرة القدم، ولكن ليس من الطبيعي أبداً أن تلعب للمتعة على حساب النتائج، في النهاية النتيجة تتوج الجهودات داخل الملعب.

نعم كلوب تغير في عدة نواحي، أهمها تفكيره وعقليته اتجاه سوق الانتقالات، الأمر الذي جلب له التعاقد مع الهولندي فيرخيل فان دايك أغلى مدافع في العالم مقابل 75 مليون جنية استرليني من صفوف ساوثهامتون الإنجليزي في يناير الماضي، والتعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون بيكر مقابل 63 مليون جنية استرليني.

هذه الأمور بالطبع لو حدثت منذ موسمين أو أكثر لن نصدقها، المدرب الألماني الذي اعتدنا على أسلوبه في سوق الانتقالات وهو عدم صرف الأموال ببزخ والاعتماد على اللاعبين الشباب والصاعدين والصفقات التي تتم بمبالغ معقولة نسبياً أصبح يمتلك في صفوفه أغلى مدافع في التاريخ وأغلى ثاني حارس في العالم.

ليس انتقاداً لكلوب هو بنفسه اعترف أنه غير فلفسته اتجاه سوق الانتقالات وهذا هو الأمر بالفعل خصوصاً بعد اشتعال السوق بين الأندية الأوروبية تحديداً بعد انضمام نيمار من برشلونة مقابل 222 مليون يورو مبلغ فسخ التعاقد.

ولكن في رأيي أن كلوب اتخذ القرارت المناسبة حتى لو كانت متأخرة الأهم أنها في النهاية جاءت وتم اتخاذها، تحديداً ترميمه وتدعيمه لخط الدفاع بالتعاقد مع فان دايك وأليسون.

كلوب حل مشكلة ليفربول الأساسية وهى خط الدفاع، ليفربول لم يكن يعاني أبداً مع خط هجومه وأسلوبه في الهجوم، كلوب طبق فكره الهجومي في أول يوم له مع ليفربول حتى قبل تكوين الثلاثي الناري الحالي صلاح، فيرمينو وماني.

لم تكن أبداً مشكلة ليفربول هجومية ولكنها كانت دفاعية 100% سواء دفاع المنظومة والذي يقوده كلوب بتفكيره من خارج الملعب أو الأشخاص والعناصر التي كانت تفتقد لقائد للدفاع داخل الملعب.

كنا نرى هجوم ليفربول يسجل بالثلاث والأربع أهداف في المباراة الواحدة داخل وخارج أرضه وفي النهاية يفشل في تحقيق الفوز، بالتأكيد كانت هناك مشكلة كبيرة مشتركة بين كلوب وخط دفاعه.

فان دايك عالج المشاكل الفردية والتنظيمية في دفاع ليفربول..

ليفربول كان يفتقد كثيراً لقائد في خط الدفاع هنا قائد في الفريق ككل مثل ميلنر وهندرسون في ليفربول وفي الأندية الكبيرة يتواجد قائد خاص للدفاع هو الذي ينظم الخط ويتواصل مع حارس المرمى، ليفربول قبل فان دايك كان يفتقد لمحرك المنظومة الذي يطبق التعليمات ويتواصل مع جميع اللاعبين داخل الملعب.

قبل وصل فان دايك، كان جميع لاعبي ليفربول في الخط الخلفي يمتلكون نفس الامكانيات جودات متشابهه جداً، بعد وصول فان دايك أصبح هناك مدافعاً على مستوى أعلى بكثير يمكن للجميع الاستفاده منه، وهذا ما حدث مع لوفرين في منتصف الموسم الماضي ويحدث الآن مع جو جوميز.

وخاض فان دايك مع ليفربول 16 مباراة في الدوري الإنجليزي منذ وصوله من سواثهامتون في يناير الماضي، نجح فيها الريدز في الخروج بشباك نظيفة في تسعة مباراة ولم يتلقى أى هدف على ملعبه أنفيلد.

أخيراً هناك حارساً أساسياً لليفربول..

في المواسم الأخيرة لم يمتلك ليفربول حارساً أساسياً، نعم لا أحد كان يعلم من هو حارس ليفربول حتى يورجن كلوب نفسه كان يجهل الأمر.

دعونا نقتصر الأمر على الموسم الماضي، ليفربول بدأ الموسم الماضي بسيمون مينولية كحارس أول، لكنه فشل في إثبات نفسه، ليقرر المدرب الألماني يورجن كلوب استدعاء مواطنه لوريس كاريوس من أجل حماية شباك ليفربول حتى نهاية الموسم، ولكنه فشل في ذلك، وكلف ليفربول أخطاء ثمينة راح ضحيتها بطولة دوري أبطال أوروبا، في ظهور كارثي تسبب في خسارة ليفربول أمام ريال مدريد في نهائي كييف نهاية شهر مايو الماضي.

وفي رأيي أن يورجن كلوب تعلم من مأساة الموسم الماضي بقرار تعاقده مع أليسون وعدم اعتماده على كاريوس ومينيوليه للمرة الثانية في موسم جديد لليفربول، الذي يطمح فيه الريدز للعودة لطريق البطولات الذي غاب كثيراً في ظل اشتياق جماهيره الكبيرة للألقاب.