فان دي بيك.. هل يتحول سولشاير إلى رسم الجوهرة بسبب الهولندي؟

مع أياكس تين هاج، يمكن تخيل رسم قريب من 4-4-2 دياموند كما شرحه العراب يوهان كرويف في حديث سابق، “4-4-2 دياموند المعروفة هي أقرب إلى 4-1-2-1-2 أي رباعي بالوسط على شكل جوهرة، ثنائي بالهجوم، رباعي بالدفاع . حينما تضم مهاجم متحرك، من الممكن أن يعود إلى الوسط الهجومي ليصبح شكل الملعب أقرب إلى الدياموند، إرتكاز دفاعي ثم ثنائي وسط ومهاجم متأخر، مع ثنائي هجومي على الأطراف.

دور فان دي بيك يعيد إلى الأذهان ثنائية ميسي وسيسك فابريجاس مع برشلونة خلال الدور الأول من موسم 2011-2012، ثم مركز فابريجاس كلاعب وسط إضافي ومهاجم وهمي في تشكيلة فيستني ديل بوسكي إبان بطولة يورو 2012. يتمركز سيسك أكثر كلاعب حر بين الوسط والهجوم، يصنع الوصلة مع ميسي، اللاعب النجم الذي يتوغل في وبين الخطوط، ويتبادل الثنائي الدخول إلى منطقة الجزاء.

– خصائص فان دي بيك تكتيكياً

لاعب وسط مختلف بعض الشيء، ليس “بوكس” صريح ولا حتى صانع لعب، ومن الصعب وصفه بالارتكاز المساند، لكنه يملك جزء من كل ذلك، لأنه مميز في اللمسة الأولى، الحركة من دون كرة، الضغط على الخصم، وتسجيل الأهداف عندما تحن الفرصة، رغم أنه من الصعب وصفه بالمهاري أو الريجستا أو الوسط المتكامل.
هو لاعب غير مهاري، غير قادر على تهدئة أو تسريع النسق، وليس من خصائصه عمل التمريرات القطرية أو الكرات الحريرية مثل صناع اللعب، لكنه يتحرك بذكاء، يبذل مجهود بدني كبير، ولديه ميزة اللمسة الواحدة والتمركز من دون الكرة، وهذا ما يقوم به مع أياكس تين هاج، ومنتخب هولندا.
يسجل الأهداف ويصنعها، يضغط في نصف ملعب الخصم على المدافعين ولاعبي الوسط، يستخدمه مدربه كلاعب وسط متقدم في رسم 4-3-3، أو حتى كصانع لعب مباشر في رسم 4-2-3-1، المهم أنه يتواجد أكثر بالثلث الهجومي الأخير، لذلك فإن أرقامه الهديفية تؤكد ذلك محلياً وقارياً خلال الموسمين الماضيين.

– رسم مانشستر يونايتد

تكمن أهمية التعاقد مع فان دي بيك في إضافة لاعب وسط جديد إلى التشكيلة، صحيح أن سولشاير سيفضل اللعب بالثنائي برونو فرنانديز وبول بوجبا وخلفهما لاعب وسط دفاعي صريح، لكن ماذا عن كثرة إصابات الفرنسي وغياباته؟ وقتها سيكون دي بيك لاعب الوسط الثالث بالقرب من برونو، وخلف ثلاثي الهجوم مباشرة.
إضافة لاعب بخصائص دي بيك في الضغط والشق الدفاعي وضبط التحولات السريعة، كلها أمور تفيد طريقة لعب سولشاير التي تعتمد بشكل أساسي على نقل الهجمات من الخلف إلى الأمام، وضرب الخصم باللعب العمودي المباشر السريع، لذلك فإنه يحتاج إلى لاعب وسط بمواصفات دي بيك واندفاعه البدني، جنباً لجنب مع سرعة الثنائي مارسيال وراشفورد بالمقدمة.
يمكن تخيل طريقة لعب اليونايتد أمام الكبار في الدوري وحتى رابطة الأبطال، بالاستغناء عن أحد عناصر الهجوم من أجل إضافة لاعب وسط رابع، والتحول من رسم 4-3-3 إلى ما يشبه 4-4-2 الجوهرة، بتواجد مكتوميناي أو أي لاعب آخر في منطقة الارتكاز الدفاعي، على يمينه برونو وعلى يساره بوجبا، وفي العمق فان دي بيك بالمركز 10 أعلى الدائرة، مع تواجد مارسيال أو جرينوود رفقة راشفورد بالهجوم، على اليمين واليسار، من أجل ضرب المنافس بالتحولات وملأ منطقة الوسط بكثافة عددية واضحة، في انتظار ما سيضيفه الهولندي فعلياً داخل الملعب.