فيرجسون مع لقب دوري الأبطال 1999

موقع سبورت 360- “حتى ظلي الذي يتابعني أينما سرت في كل مكان..التفت خلفي فلم أجده”..عندما نتحدث عن نادٍ من أعمدة الكرة في آخر 30 سنة كنادٍ كان دائماً ما يجذب النجوم ويعمل على تطوير الشبان ويصل لأفضل النتائج ويمثل ثورة كرة القدم الحديثة..ونقارن ما كان بالحال الآني فإننا يجب أن نستيقظ.

هو نادٍ فقد الآن التوهج والمجد الذي كان مع المدرب الاسكتلندي اسير أليكس فيرجسون دون إغفال علامات تاريخية أخرى في الماضي مثل جورج بيست وبوبي تشارلتون على سبيل المثال لا الحصر. كانت قد دافعت عن ألوان النادي وحققت معه بعض الإنجازات.

مانشستر يونايتد.. النادي الذي بعد سنوات عديدة من إدارة إد وودوارد الذي يدير كل الشؤون الخاصة بالنادي منذ عام 2012  وهى يحظى بثقة عائلة جليزر المالكة للنادي لم يصل لما يريد تحقيقه من تآلف وشكل متعارف عليه في تشكيلات وفرق الشياطين الحمر المعتادة.

فتمت المراهنة بعد رحيل فيرجسون على عديد من المدربين مثل فان خال وديفيد مويس وجوزيه مورينيو ولكل واحد فيهم فلسفته الخاصة.

ما تسببت فيه إدارة المُحاسب الإنجليزي للأمور الكروية أضاعت هوية اليونايتد الأساسية وذلك على الرغم من نجاحه المالي الفائق.

مانشستر يونايتد وقصة صعود حالمة في التسعينيات

مانشستر يونايتد وقصة صعود حالمة في التسعينيات

العنوان مقتبس من رواية فتحي غانم “الرجل الذي فقد ظله” والتي كانت تُشير إلى بيع أحد الصحفيين لمبادئه وتخليه عن أصدقاءه في مقابل المال والوصول للنفوذ والمراتب العالية..والظل كذلك في اللغة هو استتار ضوء الشمس أو آشعتها الحارقة الشديدة بحاجز يمنع من الأذى الذي قد تسببه في حالة التعرض لها لفترات طويلة وقد كان العرب قديماً يبحثون عن الأشجار ليستظلوا بها..كان فيرجسون هو الشجرة والنجوم الذي قام بإدارتهم وقيادتهم ليصبحوا في مصاف الأساطير هم الثمار والبهجة والفرحة.

من مباراة لتكريم بعضاً من أساطير اليونايتد في مايو الماضي

من مباراة لتكريم بعضاً من أساطير اليونايتد في مايو الماضي

و الظل هنا بالنسبة لليونايتد هو هويته الذي خلقها إبن أبردين السير أليكس فيرجسون مع بداية الوجه الجديدة للكرة الإنجليزية بانطلاق البريمير ليج عام 1992..بالقيام بدفع الملايين نعم وشراء صفقات باهظة السن ولكن كل لاعب كان يتم إدخاله ضمن المنظومة كان يُدرس بعناية ويعرف فيرجسون كيف سيطوره وما يحتاجه منه.

لكننا الآن نرى بأن إدارة الفريق تتمثل في انتهاز الفرص في سوق الانتقالات..وتم دفع الكثير من الأموال قبل سنوات في شراء لاعبين يريدهم مدرب ما..قبل أن ينهي فترته ويأتِ مدرب آخر ليعيد ترتيب الأوضاع وفق ما يراه فيستبعد اللاعب الذي لا يتوافق مع أفكاره ويطلب لاعبين آخرين ولذلك أصبح فريق اليونايتد من عام لآخر متكدساً بلاعبين لا يملكون هوية النادي ولا تجد طريقة لعب واضحة، وإضافة لذلك تجد تذمراً من المدرب الذي تراه مُثقل بلاعبين غير راضٍ عنهم مثلما حدث مع البرتغالي جوزيه مورينيو.

سولشاير هو الإنقاذ الأخير لهذا النادي العريق..ربما، فهو يريد ويُصر على هوية لعب جديدة يرى بأنها ستتناسب مع تقاليد النادي باللعب بخط متقدم وحيازة الكرة والاعتماد على التمريرات القصيرة لكنه يواجه حالياً شيئاً مريراً..فبعد إبعاد بعض اللاعبين الذين وجد أنهم غير نافعين مثل سانشيز ولوكاكو وسمولينج فهو مازال يملك مشكلة في القائد الحقيقي للفريق داخل الميدان.

نحن هنا نتحدث عن بول بوجبا وهو نجم من طراز رفيع لكنه لا يريد اللعب ولا البقاء مع اليونايتد وكان يُمني النفس بالخروج إلى مدريد كما أننا نرى في خط الهجوم نقص الخبرة الهائل لدى لاعبي الخط الأمامي باستثناء خوان ماتا مع تذبذب مستوى بعض المواهب الواعدة.

سولشاير مع لينديلوف مدافع اليونايتد..مهمة ثقيلة مع لاعبين لم يقم باختيارهم إضافة إلى الكثير من اليافعين

سولشاير مع لينديلوف مدافع اليونايتد..مهمة ثقيلة مع لاعبين لم يقم باختيارهم إضافة إلى الكثير من اليافعين

في النهاية..لا يبدو الأمر سيئاً إلى هذا الحد من وجهة نظري..فدعم نجوم النادي السابقين مثل سكولز وروي كين ونيفيل لسولشاير ومشروعه سيعطي إحساساً للاعبين الجدد الذين انضموا هذا الصيف – وهم لاعبون جيدون مثل ماجواير ودانييل جيمس وبيساكا- وبعض اللاعبين الشبان بالثقة والإيمان بهذا المشروع..وصحيح أنهم سيحتاجون للكثير من الوقت ليصلوا للحنكة والهدوء والتمرس المطلوب لتحقيق النتائج الإيجابية بصورة مستمرة لكن في النهاية يُمكن البناء على هذه المرحلة الصعبة فيما بعد وجلب اللاعبين الذين يملكون المواصفات التي عرفها سولشاير في لاعب اليونايتد عندما كان يتدرب تحت إمرة فيرجسون.

فعندما تُقلص من اللاعبين الذين لا يملكون الإيمان الكافي بالنادي من حولك واستبدالهم بلاعبين يخدمون كرة القدم الجديدة التي تريد تقديمها ويثقون بأن هذا النادي هو نقطة وصول فحينها ستقوم لليونايتد الصحوة المنتظرة، وأقصد بالصحوة النجاح المستمر وليس الفوز بعدد متتالي من المباريات قبل استكانة الرغبة والروح من جديد..إنها فقط عملية وقت ما لم تقم إدارة إد وود وارد بقلب جميع الأمور لصالح -الفوضى- بالإطاحة بسولشاير ودفع النادي لخطوات جديدة إلى الخلف!..هذا الأمر أراه مستبعداً تماماً..حتى الآن.