عندما تشاهد بول بوجبا بقميص مانشستر يونايتد هذا الموسم لا تصدق أنه أغلى لاعب في التاريخ، فرغم تقديمه بعض المباريات الجيدة نسبياً إلا أنه ما زال بعيداً عن وصفه نجماً كبيراً قادر على صناعة الفارق، على الأقل ما زلنا لم نرى بوجبا الذي تابعناه في يوفنتوس.
لا شك أن بول بوجبا يتعرض لضغط كبير بسبب سعره المرتفع، لاسيما وأنه لاعب خط وسط محوري وليس مهاجم أو حتى صانع الألعاب تقليدي، وبالتأكيد هذا ساهم بشكل أو في تأخر انسجامه مع المجموعة كونه يشعر بالقلق من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه.
بول سكولز أسطورة نادي الشياطين الحمر قدم نصيحة ثمينة لبوجبا قبل أيام قائلاً “يجب على بوجبا أن لا يعقد الأمور على نفسه، فهو ليس من نوعية اللاعبين القادرين على تجاوز 3 أو 4 لاعبين وتسجيل هدف”.
كلمات بول سكولز تلخص كل شيء، فعندما تهافتت الأندية للتعاقد مع بوجبا الصيف الماضي لم يكن السبب هو أهدافه الصاروخية أو فنياته الجميلة أحياناً، بل بقدرته الكبيرة على قيادة خط وسط فريقه والربط بين خطي الوسط والهجوم، ولكونه ماهر أيضاً في السيطرة على الكرة ويجيد التمرير وتحويل العرضيات، عدا عن قدراته البدنية الكبيرة وامتيازه في الكرات الهوائية.
في كرة القدم الحديثة، يمكن اعتبار بوجبا لاعب متكامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو يملك كل المقومات ليكون لاعباً استثنائيا في خط الوسط، لكن مشكلته تكمن بأنه يعقد الأمور على نفسه، تماما مثلما قال سكولز.
بوجبا دائماً ما يبحث عن الحل الأصعب والأجمل، ففي أغلب الكرات التي يستلمها تشعر أنه يحاول إثبات شيء، يريد برهنة أنه يستحق المبلغ الفلكي الذي دفع به، ويريد أيضاً أن يلعب دور القائد القادر على صناعة الفارق دائماً، وهذا تماماً ما يجعله مشتتاً ويفقد الكثير من الكرات بشكل مستمر.
دور بوجبا مع جوزيه مورينيو واضح تماماً وإن اختلف من مباراة لأخرى، فالمدرب البرتغالي يريد من نجمه الفرنسي أن يكون محور اللعب في الفريق، ورغم أن بوجبا لم يلعب هذا الدور في يوفنتوس باستثناء بعض الفترات من موسمه الأخير لكن ما شاهدناه منه يجعلنا متيقنين أنه قادر على فعل ذلك.
على سبيل المثال، لو تم دفع 100 مليون بتشافي هيرنانديز عندما كان في أوج عطائه لن يعترض أحد، ولو دُفع ع هذا المبلغ للتعاقد مع ماركو فيراتي أو توني كروس لن نجد أصوات تعارض بالقدر الذي شاهدناه على بوجبا خصوصاً بعد بدايته البطيئة مع اليونايتد، رغم أن جميع هؤلاء اللاعبين ليسوا بارعين في المراوغة أو تسجيل الأهداف، لكنهم يشتركون في سمة واحدة وهي القدرة على ضبط إيقاع الفريق والرؤية داخل الملعب.
ما يحتاجه بوجبا فعلاً لكي يبرهن أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم أن يكون نقطة ارتكاز فريقه، أن يكون الحل لزميله المستحوذ على الكرة عندما يتم محاصرته، أن يملك رؤية أكبر للملعب، أن يلعب بسلاسة وبساطة، وأن يفهم فكرة التسليم والاستلام في 90% من الكرات التي تصله.
بوجبا ليس مطالب أن يكون رونالدو أو ميسي، فدوره مختلف تماماً، وهذا ليس اكتشاف عظيم فالجميع يعلم ذلك، لكن المشكلة أن بوجبا الوحيد الذي لم يدرك الأمر بعد.
تابع : مباريات اليوم – مباريات الغد – مباريات الأمس
