مانشستر يونايتد - الدوري الإنجليزي

سبورت 360 – اقتحمت جماهير مانشستر يونايتد، ملعب أولدترافورد يوم الأحد الماضي، وذلك من أجل التعبير عن غضبها تجاه عائلة جليزر المالكة للنادي، وهو الأمر الذي أدى إلى تأجيل قمة الجولة 34 من بطولة الدوري الإنجليزي بين الشياطين الحمر وليفربول.

ويُعد مانشستر يونايتد أحد الأندية الكبرى بالقارة العجوز، وواحداً من أغنى الأندية في عالم الرياضة، ولكن جماهير النادي خرجت يوم الأحد الماضي للاحتجاج على ملكية عائلة جليزر للنادي، وذلك بسبب مشاركتها في إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي.

من هم عائلة جليزر ومتى استحوذوا على مانشستر يونايتد؟

استحوذ رجل الأعمال الشهير مالكولم جليزر على مانشستر يونايتد في عام 2005، من خلال شركة “ريد فوتبول” الاستثمارية، ومنذ ذلك الوقت نجح في بناء علاقة جيدة مع جماهير الشياطين الحمر، وكانت البداية بالتخلص من ديون النادي.

ونجح مالكولم جليزر في قيادة مانشستر يونايتد للتتويج بالعديد من الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2008 على حساب تشيلسي، ناهيك عن الوصول لنهائي نفس المسابقة مرتين (2009 و2011).

كما سيطر مانشستر يونايتد على الدوري الإنجليزي في عهد مالكولم جليزر، حيث فاز الفريق باللقب 5 مرات، كما فاز بكأس الرابطة الإنجليزية 3 مرات، وكأس العالم للأندية مرة وحيدة.

وعندما توفي مالكولم جليزر في مايو 2014 بعد إصابته بجلطة دماغية، تم تقسيم الحصة المسيطرة بنسبة 90 في المائة بين أبناء جليزر الستة: أفرام، جويل، كيفين، برايان، دارسي وإدوارد جليزر.

وبدأت عملية استحواذ جليزر على مانشستر يونايتد منذ 2003، وقام مالكوم بتمويل معظم عمليات الاستحواذ عن طريق القروض، باستخدام “خطة شراء مدفوعة” بدلاً من أموالهم الخاصة، وهو ما أدى لغضب جماهير الشياطين الحمر.

admin-ajax

وفي 29 يونيو 2005، في زيارتهم الأولى إلى أولد ترافورد بعد اكتمال عملية الاستحواذ، قوبل جويل وبريان وأفرام جليزر باحتجاجات من طرف حوالي 300 من مشجعي مانشستر يونايتد الذين عارضوا ملكية النادي الجديدة.

تم استدعاء حوالي 100 من أفراد شرطة مانشستر الكبرى إلى الملعب في محاولة لإيقاف أي أعمال عنف، وأصدر مدير النادي واللاعب السابق بوبي تشارلتون اعتذاراً علنياً لعائلة جليزر عن الاستقبال الذي تلقوه.

ولكن بفضل العقود التجارية الضخمة والمتنوعة التي تم توقيعها، زادت إيرادات مانشستر يونايتد بأكثر من الضعف منذ عام 2005، وأصبح واحداً من أغنى الأندية في عالم الرياضة، رغم معاناته من ديون ضخمة فوز استحواذ عائلة جليزر على أغلب أسهم النادي.

أسباب تقهقر العلاقة بين عائلة جليزر وجماهير مانشستر يونايتد:

في بداية هذا التقرير، أشرنا إلى أن سبب احتجاج جماهير مانشستر يونايتد على عائلة جليزر يوم الأحد الماضي، هو مشاركتها في إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي، بمعية 11 نادياً آخر، ولكن بالتأكيد هذا ليس السبب الوحيد.

السبب الأول يعود إلى 2005 عندما استحوذت هذه العائلة على ملكية النادي، بقيمة 790 مليون جنيه إسترليني، ففي ذلك الوقت أقدمت على سياسات مالية متهورة لتعويض خسارتها، من خلال رفع أسعار التذاكر والاشتراكات الموسمية.

ووقتها شكل جماهير مانشستر يونايتد حملة قوية بعنوان “نحب مانشستر ونكره جليزر”، وشملت الحملة عرض عدد من اللافتات في مدرجات مسرح الأحلام، بالإضافة إلى أعمال احتجاجية قرب الملعب والكتابات على الجدران.

السبب الثاني يعود إلى انخفاض إيرادات النادي بطريقة مقلقة، ما جعل أحد أبناء عائلة جليزر يطرح أسهمه للبيع خلال العام الماضي، وبطبيعة الحال فعندما تنخفض المداخيل فإن الفريق يصبح غير قادر على شراء اللاعبين من الطراز الرفيع.

ولا يقتصر توتر العلاقات بين جماهير مانشستر يونايتد وعائلة جليزر على الأمور المادية فحسب، بل تمس الأمور الأكثر أهمية، وهي النتائج على أرض الملعب، بالإضافة إلى عدم قدرة الفريق على المنافسة على الألقاب المهمة خلال السنوات الماضية.

GettyImages-1303365611 (1)

كما أن غياب التواصل بين الجمهور والملاك زاد الطين بلة، خاصةً وأن عائلة جليزر تعيش بالولايات المتحدة الأمريكية، واختارت رجلاً يمثلها لإدارة النادي (إد وودوارد)، وهو شخص مكروه للغاية من طرف أنصار الشياطين الحمر.

ويعتقد جماهير مانشستر يونايتد أن عائلة جليزر ملاك من أصحاب المليارات ويتمتعون بالجشع ويحتاجون إلى كرة القدم من أجل حصد الأموال، وهم بارعون في جلب الأموال والإعلانات، وليس في بناء فريق كرة قدم يتنافس على الألقاب.

وربما ترغب جماهير مانشستر يونايتد في تطبيق النموذج الألماني، من خلال جعل حصة الجماهير تزيد عن 50% من أسهم النادي، وذلك حتى تتمكن من اتخاذ القرارات.