معرفة جوارديولا بالقوانين مثل مهارة خضيرة بالمراوغة .. مورينيو محق

رامي جرادات 17:29 19/08/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بيب جوارديولا

    “في الماضي، كان هناك عدد كبير من المدربين لا يتحدثون عن الحكام، وفئة قليلة فقط تنتقدهم عند ارتكابهم الأخطاء، مع جوارديولا دخلنا في عهد جديد، فهو ينتقد الحكام عندما تكون قراراتهم صحيحة”.

    لا يوجد أفضل من تصريح جوزيه مورينيو عن بيب جوارديولا عام 2011 لنبدأ به فقرتنا اليوم (قصف جبهة)، فبعد مرور 8 أعوام عن كلمات السبيشل ون الشهيرة، اكتشفنا أنه كان محقاً بالفعل، أو ربما خدمه القدر بتصريح ساذج من بيب أطلقه قبل يومين أكد فيه ما قيل عنه خلال معارك الكلاسيكو.

    خلال مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام يوم السبت الماضي التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، أحرز جابرييل جيسوس هدف الفوز للسيتيزنز، لكن تقنية الفار تدخلت وألغته بعد ذلك كونه اتضح أن الكرة لمست يد إيميريك لابورت قبل أن تتجه للمهاجم البرازيلي.

    جوارديولا صرح عقب نهاية المباراة أنه يجب إيجاد حلاً سريعاً لما تفعله تقنية الفار، وباعتقادي هو محق تماماً، فكيف لنا أن نقبل أن يطبق القانون بشكل عادل في المباريات التي يكون بيب طرفاً بها؟ فهو يعتقد أن جميع الحكام مثل هينينج سيتغاضون عن احتساب 4 ركلات جزاء صحيحة ويصعدون به للمباراة النهائية ويساعدوه على تحقيق سداسية تاريخية.

    الفيلسوف كما يحب عشاقه تسميته لم يكتفي بهذا القدر، بل قارن بين لقطة هدف توتنهام القاتل في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ولقطة هدف جابرييل جيسوس قبل يومين، بحجة أن يورنتي حينها لمس الكرة بيده وسجل هدفاً أقصى السيتي من العبور إلى نصف النهائي.

    لا أعلم أين كان بيب جوارديولا منذ انتهاء الموسم ولحين مباراة توتنهام قبل يومين، ربما كان يقضي إجازته في جزيرة مقطوع عنها جميع وسائل الاتصال، أو أراد تجربة حياة البرية بدون استخدام التكنولوجيا، فكيف له أن يكون لديه تويتر وفيسبوك وبإمكانه الدخول على جميع الصحف العالمية عبر هاتفه أو مشاهدة القنوات الرياضية، ثم بعد ذلك يكون جاهلاً بقانون لمسة اليد الجديد، لو تابع أي مباراة في كوبا أميركا على قنوات بي إن سبورت لعلم بالأمر سريعاً، فقد كان كل معلق يتحدث عن القانون الجدد لمدة 89 دقيقة من أصل 90 دقيقة، الدقيقة المتبقية كان يقرأ بها التشكيلة.

    عزيزي بيب، القانون الجديد الذي بدأ تطبيقه منذ بطولة كوبا أميركا واضح جداً، وينص “لن يحتسب الهدف في حال تم تسجيله مباشرة من لمسة يد حتى وإن كان عن غير قصد، أو جاء عن طريق لاعب سجل هدفاً أو صنع هدفاً بعد أن استحوذ على الكرة بمساعدة يده”.

    لا اعتقد أن هناك داعٍ لنشرح أن هدف توتنهام الموسم الماضي تم احتسابه قبل القانون الجديد، وهدف جابرييل جيسوس تم إلغاءه بموجب القانون المعدل بعد لمسة يد واضحة على إيميريك لابورت، فأي متابع مستجد على كرة القدم يعتقد أن ليفربول نادي صاعد حديثاً يمكنه استنتاج هذا الأمر بكل بساطة، وفي الحقيقة لم أكن أعلم أنه يمكن للاعب صناعة هدف بيده، سواء أكان القانون جديداً أم قدمياً، هذه الأشياء تسمع عنها فقط عند جوارديولا الذي لم يجد شيء تكتيكي ليفعله فقرر أن يوبخ سيرجيو أجويرو الذي استبدله.

    لا يمكن أن تكون معرفة بيب جوارديولا بالقوانين مثل مهارة سامي خضيرة بالمراوغة، أو تواضع زلاتان إبراهيموفيتش، أو أخلاق سيرجيو راموس، على المستوى الشخصي أرفض تصديق ذلك، لأننا جميعنا نعرف أن الفيلسوف على دراية تامة بالتعديلات التحكيمية الجديدة، لكن كما قالها مورينيو سابقاً هناك مدربين ينتقدون الحكام عندما يتخذون قرارات صحيحة“.

    جوارديولا لن يخسر أو يتعادل بدون سبب أو عامل خارجي، حاله كحال مورينيو أيضاً ويورجن كلوب اللذان صدعا رؤوسنا بالمؤامرات الكونية، لكن مدرب السيتيزنز يتميز عنهما بسذاجة تبريراته أحياناً، وكأنه يعيش في كوكب “ثانوس” المهجور.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.