جوارديولا والاستمرار في عادة تهميش ريال مدريد .. حقد دفين

رامي جرادات 14:24 06/05/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في الكثير من الأحيان، نحاول عدم تذكر إخفاقاتنا حتى لو كانت قليلة، نركز على حاضرنا ونرى أنه الأصعب دائماً، ونتناسى كم عانينا في الماضي، ربما عقلنا الباطني هو من يرشدنا لذلك، أو ربما نحاول أن نداري حقيقة تزعجنا باستمرار.

    بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي قبل يومين صرح أن ليفربول هو أصعب خصم واجهه خلال مسيرته في بطولات الدوري، وكانت إجابته جازمة بدون تردد”في الدوري ليفربول هو أصعب منافس واجهته بكل تأكيد”، هذه كانت كلماته لشبكة سكاي سبورت.

    من الجميل أن تعترف بقوة خصمك وتشيد بالعمل الذي يقوم به، وجوارديولا تحديداً بارع في هذا الأمر، لكن سيكون من الأفضل أن تقدر جميع خصومك على نفس المستوى، ولا تتجاهل أحدهم لأنه كان سبباً في رحيلك عن إسبانيا، أو لأنك تربيت على كرهه.

    بيب جوارديولا اكتسح ريال مدريد منذ استلامه تدريب برشلونة عام 2008، لكن هذا كان في أول موسمين فقط، حيث بدأت تحتدم المنافسة بينهما في الموسمين التاليين، حتى أن الريال خطف لقب الليجا منه في آخر موسم له مع البرسا، وبفارق كبير أيضاً بلغ 9 نقاط، وحصد حينها فريق جوزيه مورينيو 100 نقطة، ولم يكن قد وصل أحد لهذا العدد من قبل.

    ربما كان بيب يقصد الدوريات التي فاز بها فقط ! بحكم أنه تجاهل أيضاً تتويج تشيلسي بلقب البريميرليج عندما احتل مانشستر سيتي تحت قيادة بيب المركز الثالث بفارق 15 نقطة، نعم، هذا قد يكون تفسيراً منطقياً، لكن كيف ذلك وهوما زال لم يحسم لقب الدوري إلى الآن ؟ أليس الصراع ما زال دائراً مع أصعب منافس؟

    ذاكرة بيب قصيرة جداً لدرجة أنه أغفل أيضاً موسم 2009-2010 الذي حسم فيه اللقب بالجولة الأخيرة، وكان يبتعد بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد حتى تعثر الأخير في آخر مباراة وانتصر برشلونة على بلد الوليد، أذكر جيداً كم كان موسماً صعباً على جوارديولا، لأن الريال حصد حينها 96 نقطة.

    هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها جوارديولا الانتقاص من ريال مدريد بطريقة غير مباشرة، قد فعل ذلك قبل بضعة أشهر عندما استثنى الغريم التقليدي الحقيقي من قائمة أفضل 3 أندية في أوروبا خلال آخر 10 سنوات، استبعد صاحب لقب أهم بطولة 4 مرات ووضع بدلاً منه فريقين يبعدان بسنين ضوئية عن منافسيهم المحليين بحجة أنهم سيطرو على بطولات الدوري.

    جوارديولا مدرب عظيم وعبقري، وتفوق على معظم المنافسين الذين واجههم في مسيرته، وما حققه من ألقاب وإنجازات شيء أسطوري حقاً، لكن هذا لا ينفي أن كرهه لريال مدريد المتأصل به يجعله يخرج بتصريحات مضحكة أحياناً.

    لا مشكلة أن تبدي رأيك، ولا مشكلة أيضاً أن تتجاهل الفريق الذي تكرهه في كل مناسبة، لكن أرجوك لا تحاول إيهامنا أنك شخص محايد وتقدر جميع المنافسين، دور الملاك لم يعد يليق بك، وانصحك بمشاهدة الفيلم الذي أعده برشلونة عن الفترة التي دربت فيها الفريق، لأنك سوف تجد ما يدهشك هناك.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.