بيب جوارديولا

أصبح بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي في موقف صعب جداً خلال الوقت الحالي، المدرب الإسباني يتعرض لانتقادات حادة بسبب تدني مستوى فريقه، بالإضافة إلى قيامه ببعض الصفقات التي تراها الصحف البريطانية سيئة جداً.

صحيح أنني أتفق مع انتقاد جوارديولا بالنسبة للأداء والنتائج رغم إقراري بحاجته للمزيد من الوقت، إلا أنني أجد صعوبة في تقبل فكرة انتقاده على بعض الصفقات مثل التعاقد مع كلاوديو برافو وجون ستونز، ففي جانب بيب بعض الحقائق التي تجعله مظلوم جداً هنا.

1- خطأ التعاقد مع كلاوديو برافو. الصفقة التي يتعرض لانتقادات حادة بسببها في إنجلترا، وهذا أمر طبيعي حينما يقرر المدرب الاستغناء عن حارس المرمى الأول في بلده، مقابل استقطاب حارس أجنبي، فقط لأنه يلعب بالقدمين بشكل أفضل.

لكن ما نسيه الجميع هنا أن هارت بالفعل كان سيء في مانشستر سيتي، بل يرتكب كوارث من حين لآخر، ومانويل بيليجريني قام باستبعاده عن التشكيلة الأساسية في أكثر من مناسبة ولو امتلك حارس بجودة أفضل لما أعاده إليها، لذلك مسألة رحيل الحارس عن السيتي لا يتحملها بيب والدليل أن اللاعب لم يجد نادي كبير يفتح له أبوابه سوى تورينو!

ثم أن مستوى برافو السيء وليد الموسم الحالي وليس الماضي أو ما قبل الماضي، فحينما تواجد في برشلونة كان يقدم أداء مميز جداً ساعد من خلاله فريقه على حصد لقب الدوري الإسباني في مناسبتين متتاليتين، برافو كان قليل الأخطاء وفعال في التصدي لمحاولات المنافسين. ومن سوء حظ بيب والسيتي أن اللاعب تراجع مستواه بشكل غريب في الموسم الحالي، وكأنه فقد الثقة بقدراته بعد تخلي برشلونة عنه.

ديفيد سيلفا رفقة ستونز وكلاوديو برافو

ديفيد سيلفا رفقة ستونز وكلاوديو برافو

2- خطأ التعاقد مع جون ستونز. جوارديولا ظُلم هنا لسبب وجيه، معظم مدربي العالم تمنوا أن يتعاقدوا مع ستونز خلال العامين الماضيين! لو نذكر صيف 2015، جوزيه مورينيو أضاع الصيف بطوله وهو يطلب ود مدافع إيفرتون السابق، كما أن العديد والعديد من الأندية حاولت التعاقد معه ولولا سعره المرتفع جداً لسبقوا جوارديولا إليه.

لذلك كان من الممكن أن نشاهد ستونز في مانشستر يونايتد، أو تشيلسي، أو نادي آخر، مما يعني أن خطأ جوارديولا بالتعاقد مع اللاعب كان سيرتكبه مدربون آخرين، وبالنهاية جون لم يقدم الأداء المنتظر والمتوقع منه من قبل العديد من المدربين.

3- إصابة إلكاي جوندوجان. لا أحد يقول بأن جوارديولا أخطأ بالتعاقد مع جوندوجان، لكن لسوء حظ المدرب فإن أول صفقتين لم تنجحا كما هو متوقع، فيما كانت الصفقة الهامة الثالثة والتي أرادها المدرب لتنظيم وسط الملعب وتطبيق فكره الكروي بشكل أفضل عن طريق لاعب خط الوسط الألماني تعرضت لضربة قوية، جوندوجان أصيب وسيغيب لنهاية الموسم.

طبعاً إصابة جوندوجان ليست مبرراً حتى يتلقى مانشستر سيتي الهزائم، لكنها تبقى عنصر مؤثر في عدم قدرة بيب على توصيل أفكاره الكروية إلى لاعبيه خصوصاً أن اللاعب كان مصاباً في بداية الموسم أيضاً، ومن الواضح أن بيب كان يفكر في جعل إلكاي المهندس في وسط الملعب على طريقة تشافي برشلونة رفقة ديفيد سيلفا ليؤدي دون إنييستا.

كل ما ذكر لا أضعه كحجج للدفاع عن نتائج جوارديولا السيئة، فالمدرب يتحمل مسؤولية تراجع أداء فريقه بدون أدنى شك، لكنها تبرير وتوضيح لأسباب قيامه ببعض الصفقات التي أصبحت الصحف البريطانية تهاجمه عليها أكثر مما تهاجمه على نتائج فريقه.