ربما لا يكون كأس رابطة المحترفين الإنجليزية هو أقصى طموح مانشستر سيتي، لكن اللقب الذي حققه المان بلو اليوم أزال بكل تأكيد جزء كبير من الضغوطات الملقاة على عاتق المدرب التشيلي مانويل بيليجريني الذي نجح أخيراً في التتويج بلقب أوروبي.

السيتي كاد أن يقع في ذات الفخ الذي وقع به جاره مانشستر يونايتد ومن قبله تشلسي عندما أقصوا من المسابقة على يد سندرلاند، لكن هدف رائع من يايا توريه ألحقه نصري بهدف ثاني بعد دقيقة واحدة فقط مكنا مانويل من خطف اللقب دون تقديم المستوى المأمول من فريقه.

بيليجريني ربما يكون أسعد الأشخاص في العالم اليوم بلقبه الأوروبي الأول، كما أصبح بإمكانه العمل براحة أكبر خصوصاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سيبقى في مرمى نيران فريقه القادر على انتزاع الصدارة في حال فوزه بمباراتيه المؤجلتين، رغم ذلك تبقى هناك أمور هامة يجب عليه تعديلها أولاً.

مانويل مطالب بتقديم تفسير منطقي لسبب تردي مستوى خط دفاع فريقه خصوصاً في الهجمات المرتدة والسريعة التي تشن ضدهم، المان بلو تلقى هدف مبكر وكاد أن يتلقى هدف آخر لولا لطف الأقدار بهم كما أن المستوى الفني لم يكن بمستوى التوقعات التي بنيت على رجال بيليجريني.

لا يعقل أن يقدم المان بلو مستوى دفاعي مهزوز في مباراة تلو الأخرى ومن غير المقبول أن ينفرد مهاجمي سندرلاند بمرماه حتى وإن كان يتبع خطة هجومية بحتة، زاباليتا وكلاروف يتقدمان سوياً نحو الهجوم في ذات الوقت وتوريه يؤدي دور لاعب خط الوسط الهجومي في الغالب مما يجعل قلبي الدفاع وأحياناً فرناندينيو في مرمى نيران خط هجوم الخصم دوماً.

السيتي يتميز بقدرته على استرداد الكرة من الخصم سريعاً وفي مواقع مناسبة، رجال بيليجريني افتكوا الكرة في مواجهة سندرلاند 27 مرة مقابل 18 مرة فقط لخصمهم رغم أنهم كانوا الطرف الأكثر استحواذاً على الكرة، وهذا يؤكد أن السيتي لا يواجه مشكلة في دفاع المنطقة إنما في الاندفاع الغير محسوب بسبعة أو ثمانية لاعبين نحو الهجوم.

كما أن بيليجريني مطالب بإيجاد حلول أكثر لفريقه في ظل اعتمادهم الكبير على يايا توريه وسيرجيو أجويرو رغم احتواء تشكيلته على ترسانة مميزة من أمهر لاعبي خط الوسط والهجوم في العالم!

من حق مانويل أن يكون سعيداً الليلة ويحتفل حتى وقت متأخر بلقبه، لكن يجب عليه منذ الغد الانتقال نحو الخطوة التالية إن أراد مواصلة حصد الألقاب الإنجليزية.