نجح مانشستر سيتي في تحقيق فوز صعب للغاية على ضيفه ليفربول، السيتي أظهر تماسك كبير في الموسم الحالي على أرضية ميدانه لكن نستطيع القول أن ليفربول هو الفريق الوحيد الذي أرهقهم وأحرجهم في ملعبهم الإتحاد، فريق رودجرز كان يستحق التعادل على الأقل ولكن لا نستطيع القول أن السيتي لم يستحق الفوز أيضاً، بيليجريني قدم مباراة تكتيكية قوية.

1- بيليجريني بدأ المباراة مثلما اعتاد على أرضية ميدانه هجوم كاسح على مرمى الخصم من أجل السيطرة عليه مبكراً، لكن رودجرز يبدو أنه هيأ لاعبيه قبل المباراة لمواجهة هذه الحالة فاستطاع ليفربول اجتياز الدقائق الأولى بهدوء ثم بدأ السيطرة على الكرة وفرض ايقاعه على السيتي.

ليفربول مارس عمل هجومي بخطة 4-3-3 لكن العمل الدفاعي كان مختلف بخطة 4-1-4-1 بتواجد لوكاس خلف الرباعي هندرسون وألن وكوتينيو وستيرلينغ مما قلص المساحات أمام خط وسط السيتي وحرمه من ممارسة طريقة لعبه المعتادة وألغى خطورة توريه ونصري وسيلفا.

2- عمل رودجرز الهجومي كان مميز في النصف ساعة الاولى عن طريق عودة سواريز إلى وسط الملعب وسحب كومباني معه واستغلال امكانات الأوروجواياني جيداً في السيطرة على الكرة ثم التمرير للمنطلق ستيرلينغ أو كوتينيو، هذه العملية منحت الريدز هدف أول تم الغاؤه بقرار ظالم.

مع مرور الوقت أمر رودجرز سبعة لاعبين من فريقه بالتقدم للأمام وخلق الزيادة العديدة في مناطق السيتي واللعب من لمسة واحدة ليظهر الانسجام بين لاعبي الريدز الذي أسهم في تسجيل الهدف الأول.

3- السبت الماضي تحدثنا عن ممارسة مدافعي ليفربول المسك في الركلات الركنية داخل منطقة الجزاء بدلاً من ابعاد الكرة بالإضافة إلى سوء تمركز رجال رودجرز في الركلات الثابتة العرضية وهذا سيشكل عائق أمامهم في المباريات الكبيرة، بيليجريني درس الأمر جيداً وعبر قوة كومباني البدنية تمكن من تسجيل هدف التعادل.

المدرب التشيلي تنبه أيضاً إلى طريقة عمل ليفربول الدفاعية والتي تحدثنا عنها وآمن أن فريقه سيواجه صعوبة كبيرة لفك شيفرة هذا الدفاع، كما أن اللعب في مناطق الريدز سيكشف الخط الخلفي أمام مهارة سواريز وستيرلينغ فما كان من التشيلي إلا أن أعاد رباعي خط الوسط إلى الخلف وبدأ في اللعب على الهجمات المرتدة، ومع تواجد سبعة لاعبين من ليفربول في الأمام استطاع السيتي الوصول إلى المرمى وتهديده ثم التسجيل في شباك مينيوليه.

4- بيليجريني استمر في علاج أخطاء فريقه في الشوط الثاني وأظهر اهتمام أكبر في النواحي الدفاعي وحاول الاعتماد على الهجمات المرتدة مجدداً، خطته مكنت خط دفاعه من الحد من خطورة سواريز نوعاً ما وأرهقت الشابين كوتينيو وستيرلينغ الضعيفان جسدياً، كما أنها حرمت رودجرز من فرض الزيادة العديدة في الهجوم لأن خط دفاعه انكشف في الهجمات المرتدة.

بيليجريني كان ذكي في تصرفه كون سواريز الوحيد القادر على التسجيل بسهولة في ظل اصابة ستوريدج، ومع تواجد ثمانية لاعبين من السيتي في المناطق الخلفية لجأ الاوروجواياني إلى الابتعاد عن المرمى نحو الأطراف لكي يهرب من الرقابة ومنح زملائه الشبان فرصة التواجد أمام المرمى لكنهم لم يكونوا عند حسن الظن.

5- رودجرز فعل المطلوب من أجل تسجيل هدف التعادل لكن سوء تصرف بعض لاعبيه أمام المرمى حرمه من التسجيل وتحدثنا عن هذا الأمر في مباريات سابقة. بعد ذلك أشرك موسيس مكان كوتينيو المرهق بدنياً.

قوة موسيس البدنية وانطلاقاته على الجهة اليسرى كانت ستتيح لليفربول تشكيل خطورة رهيبة على مرمى السيتي لكن بيليجريني كان ذكي وأعاد الاستقرار للجهة اليمنى في فريقه عن طريق مساندة سيلفا لزميله نافاس على الرواق، كما أنه منح فريقه السرعة في الهجمات المرتدة على الجهة اليسرى ودفع سريعاً بجناحه ميلنر مكان نصري الضعيف دفاعياً.

في النهاية ليفربول والسيتي قدما مباراة كبيرة، فريق بليجريني تفوق بالنتيجة لكنه وللأمانة لم يتفوق من ناحية الأداء، رجال رودجرز أظهروا مرة أخرى أنهم فريق قوي وكبير ولولا حرمان هندرسون لزميله سواريز من التسجيل وحرمان الحكم لستيرلينغ من افتتاح التهديف لربما كان هناك حديث آخر في المباراة.