كاسيميرو - مانشستر يونايتد - إيرلينج هالاند - مانشستر سيتي - الدوري الإنجليزي

سبورت 360 – لم يكن ديربي مانشستر ندياً كما كان متوقعاً، بل كان أشبه بالحصة التدريبية لمانشستر سيتي الذي سحق جاره بسداسية، قبل أن يحاول مانشستر يونايتد حفظ ماء وجهه بتسجيل 3 أهداف في الشوط الثاني، بالطبع أهداف جاءت بعد انتهاء المباراة إكلينيكياً.

إيرلينج هالاند يوقّع على هاتريك تاريخي حطّم خلاله العديد من الأرقام القياسية، لكنه لم يكن اللاعب الوحيد الذي فعل ذلك في المباراة، لأن زميله فيل فودين سجّل ثلاثية للتاريخ هو الآخر، ليجهز هذا الثنائي على مانشستر يونايتد المترنح.

مانشستر سيتي كشف انتفاضة مانشستر يونايتد الوهمية

قبل كل شيء، لا بد أن نسلط الضوء على الوجه البائس الذي ظهر به مانشستر يونايتد اليوم، والذي كنا قد أشرنا إليه في تقارير سابقة رغم تحقيقه انتصارات مهمة في الأسابيع الماضية.

في الحقيقة، مانشستر يونايتد لم ينتفض مع المدرب إريك تين هاج كما يظن البعض، فانتصاره مثلاً على ليفربول كان بسبب ضعف المنافس هذا الموسم، وشاهدنا الريدز يعاني بشكل أكبر أمام فرق أخرى. أما الفوز على آرسنال فكان فيه الكثير من التوفيق، لكن هذا لا ينفي أن هناك بعض الأفكار الهجومية المميزة لتين هاج، والتي ظهرت حتى في مباراة اليوم.

منظومة مانشستر يونايتد ما زالت مفككة، والفريق لم يقدّم أي مباراة متكاملة منذ بداية الموسم، رغم كل الانتصارات التي حققها خلال المرحلة التي أطلق عليها بالانتفاضة، وعندما واجه فريق لا يرحم مثل مانشستر سيتي، ظهرت حقيقة المنظومة التي صنعها تين هاج وتغنى بها البعض.

تين هاج انتحر تكتيكياً قبل بداية الديربي

في كرة القدم هناك مقولة يتم تداولها كثيراً وهي “إن كان الأمر يعمل بشكل جيد، لا تحاول تغييره”، وفي الواقع هذه المقولة خاطئة تماماً، او تحتاج إلى إعادة صياغة على الأقل، لأن توليفة لاعبي مانشستر يونايتد لم تكن تعمل بشكل جيد كما يظن الكثيرين، لكن تين هاج كان يحكم عليها بمنظور النتائج وليس الأداء.

لا يعقل أن تشكّل خط وسط مكون من سكوت ماكتومناي وكريستيان إريكسن وبرنو فيرنانديز ضد فريق فتاك ضد مانشستر سيتي، بحجة أن هذه التوليفة جلبت الانتصارات مؤخراً، فجميعنا يعلم أن الأدوار الدفاعية التي يقوم بها إريكسن وبرونو محدودة جداً، بينما لا يعد ماكتومناي من لاعبي المحور البارعين في افتكاك الكرة والتغطية، أضف إلى ذلك أنه ينقصه الكثير من الوعي التكتيكي، حتى لو كان جيداً بالتعامل مع الكرة.

المدرب الهولندي لا زال لا يفهم كيف تسير كرة القدم في إنجلترا، ويعتقد أنه يلعب في الدوري الهولندي، ويمكنه وضع مجموعة من اللاعبين الجيدين بالتعامل مع الكرة، والجودة سوف تصنع له الفارق في المباراة، فكرة بسيطة وعبقرية، لكنها للأسف لا تعمل في الدوريات الكبرى، وتحديداً ضد الفرق العملاقة.

لا يعقل أن مدرب سيواجه مانشستر سيتي، ويملك أفضل لاعب ارتكاز على مستوى العالم من حيث الوعي التكتيكي والقدرة على الافتكاك، ويضعه على دكة البدلاء، ويدفع بلاعبين لا يملكان أي مقومات بدنية، ولاعب آخر لا يمتاز سوى بالسرعة والانطلاق بالكرة، وينقصه الكثير من المهارات الذهنية والفنية الأخرى.

بالطبع كاسيميرو لم يكن ليقلب الموازين لمصلحة مانشستر يونايتد، لان هناك فارق كبير بجودة اللاعبين بين الفريقين، وبالقدرات التكتيكية بين المدربين. لكنه على الأقل كان سيساعد الفريق قليلاً على التماسك، وعدم الانهيار بهذه الطريقة المخجلة.

مانشستر سيتي أضاع الكثير من الوقت بدون هالاند

في مانشستر سيتي، لا يوجد أي شيء جديد، المنظومة هي نفسها تقريباً منذ عدة سنوات، وتعمل بنفس الأفكار والطريقة تقريباً، لكن ما يجعلها غير قابلة للإيقاف هي بعض اللمسات التي يجريها بيب جوارديولا من مباراة لأخرى، وللقدرة الفذة لهذا الفريق على التحكم بالكرة وخلق الفرص.

لكن ما يجب أن نتطرق له بخصوص مانشستر سيتي، هو الدور الجبار الذي يقوم به إيرلينج هالاند، وهذا يجعلنا نتساءل عن الوقت الطويل الذي أهدره بيب جوارديولا في الموسمين الماضيين بعدم الاعتماد على مهاجم من طراز عالي، مدعياً أن الفريق يسجل الأهداف بجميع الأحوال.

هالاند ليس مجرد هداف، هو اللاعب الذي يجعل لمنظومة مانشستر سيتي معنى حقيقي، لأننا شاهدنا في العديد من المواجهات السابقة على مدار العامين الماضيين أن الفريق يسيطر على كل شيء، ثم يحقق فوزاً صعباً، وأحياناً يتعثّر، بينما الأمور باتت مختلفة الآن بوجود هذا المهاجم الفتاك.

في كل لمسة لإيرلينج هالاند للكرة هناك خطورة حقيقية، سواء تحرّك خلف المدافعين لطلب الكرة مثلما فعل بلقطة الهدف الذي صنعه كيفين دي بروين، أو عندما يتحوّل إلى نقطة ارتكاز لفريقه لوضع الكرة في العشرين متر الاخيرة، أو حتى عندما يستلم الكرة بالقرب من منطقة الجزاء ويجعل فودين ينفرد مراراً وتكراراً، وهي لقطة تكررت كثيراً منذ وصوله إلى ملعب الاتحاد.