جوزيه مورينيو

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

يهمك أيضاً:

لماذا يتحول ميسي إلى لاعب شرس مع الأرجنتين

عاد البرتغالي جوزيه مورينيو، أخيراً إلى عالم التدريب من بوابة توتنهام هوتسبير، بعدما وقع عقداً مدته 3 أعوام ونصف، لخلافة الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الذي أقيل من منصبه، إثر تراجع النتائج منذ بداية الموسم الكروي الراهن.

وهذه هي المرة الأولى التي يُوافق فيها مورينيو على أن يبدأ الموسم في منتصفه، وأن يحمل تركة مدرب آخر، وهو مدرك تماماً أن الميركاتو الشتوي صعب للغاية، ولن يكون بالإمكان المراهنة على أسماء في أندية أخرى في وسط الموسم.

وتساءل الكثيرون عما إذا كان المدرب البرتغالي يبحث عن مجرد فرصة عمل ليقبل بتدريب فريق متوسط مثل توتنهام هوتسبير، وذلك بعد تصريحٍ مسيء أطلقه ضد مانويل بيليجريني في 2011، عندما قال فيه: “إن كنت مدرباً لريال مدريد سابقاً فإنني لن أنتقل لتدريب ملقا بل سأذهب لنادٍ على القمة”.

كما أن مورينيو نفسه، أكد في وقت سابق أنه لن يدرب توتنهام هوتسبير، نظراً لارتباطه العاطفي الوثيق مع تشيلسي، عندما قال: “لن أوافق على تولي الوظيفة لأنني أحب أنصار تشيلسي كثيراً”.

وبسبب هاذين التصريحين وانتقاله لتدريب توتنهام هوتسبير، وضع مورينيو نفسه في مرمى الانتقادات، حيث اتهمه قطاع عريض من متابعي كرة القدم بالتناقض، مشبهين إياه بمن يبصق في البئر ويشرب منه.

توتنهام ليس ملقا:

صحيح أن توتنهام هوتسبير ليس فريقاً كبيراً على صعيد البطولات، فآخر لقب دوري حققه النادي اللندني يعود إلى موسم 1960/1961، لكن الفريق يمتلك حالياً ترسانة بشرية لا بأس بها.

مورينيو نفسه أوضح في أول مؤتمر صحفي له مع توتنهام: “النوعية الموجودة في تشكيلة الفريق وفي الأكاديمية تثيرني وهي التي شجعتني لقبول هذا المنصب، العمل مع هؤلاء اللاعبين هو الذي جذبني إلى هذا المشروع”.

ويكفي أن نشير إلى أن مورينيو حاول التعاقد مع جل لاعبي توتنهام، ابتداءً إريك داير وتوبي ألدرفيرلد وداني روز ولوكاس مورا وهاري كين ودافينسون سانشيز عندما كان لاعباً في صفوف آياكس أمستردام، وبالتالي فإن تركيبة السبيرز جيدة ولا يمكن مقارنتها أبداً مع قائمة ملقا في 2011.

GettyImages-1068884534

هذا بالإضافة إلى أن توتنهام لطالما كان منافساً على المراكز الأولى بالدوري الإنجليزي خلال المواسم الماضية، ناهيك عن أنه تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في النسخة الماضية، في حين أن ملقا حقق أفضل إنجاز أوروبي له في 2013 بعدما وصل للدور ربع النهائي.

صحيح أيضاً أن محطة توتنهام لا ترقى لطموحات عشاق مورينيو، لكنها في الأخير ستمنح طوق نجاة للبرتغالي الذي تعرض للإقالة في آخر فرصتين تدريبيتين له، كما أن السبيشل ون جلس دون وظيفة تدريبية لمدة عام كامل، وكان لزاماً عليه العودة إلى التدريب في أسرع وقت، لأنه رجل يعشق التحديات والمواجهات مع الآخرين، ولا يستطيع الجلوس كمشاهد لما يحدث، دون أن يكون ضلعاً رئيسياً فيه.

عشق مورينيو لتشيلسي يتبخر:

جاء وقع الأنباء على مسامع جمهور تشيلسي كالصدمة، لأنه لم يتوقع في يوم من الأيام، أن يلجأ مورينيو لخيانتهم، خصوصاً أن وتصريحات المدرب البرتغالي السابقة أوحت لهذا الجمهور بأنه لن يدرب فريقاً آخر داخل لندن خلال مسيرته.

01EFC72F-276A-4EBB-8281-04A9AEB6D390

لكن ماذا تغير في الأعوام الأخيرة لكي يغير المدرب البرتغالي رأيه؟ الجواب يعرفه الجميع، إذ لم تستمر حقبة مورينيو الثانية مع تشيلسي كثيراً، حيث أقيل من منصبه بعد خلافات شديدة مع اللاعبين، ولم يعد ممكناً إصلاح العلاقة بين الطرفين.

ولا شك أن رغبة مورينيو في العودة إلى العمل، لعبت دوراً كبيراً في موافقته على تدريب توتنهام، والآن، يأمل جمهور “السبيرز” أن يبني علاقة راسخة مع المدرب البرتغالي، على أمل أن يقودهم لإحراز الألقاب التي غابت عنهم في المواسم الأخيرة، رغم امتلاكهم لفريق رائع.