جوزيه مورينيو

موقع سبورت 360 – لا صوت يعلو فوق صوت جوزيه مورينيو خلال الساعات الماضية في وسائل الإعلام، وذلك بعد أن تم الإعلان بشكل رسمي عن استلامه تدريب توتنهام خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الذي تم إقالته بسبب سوء النتائج وتدهور العلاقة مع إدارة النادي.

توتنهام بات يصنف في السنوات الأخيرة ضمن أقوى الفرق الإنجليزية، وشاهدناه ينافس على البريميرليج وحتى دوري أبطال أوروبا، على الجانب الآخر، يعد جوزيه مورينيو أحد أشهر المدربين في العالم بالعصر الحديث إن لم يكن الأشهر، وبالطبع حقق إنجازات عظيمة خلال مسيرته التدريبة.

وصول مورينيو لتوتنهام سيغيّر الكثير من الأشياء في النادي، فهذا المدرب الذي يلقب بـ “السبيشال ون” يملك شخصية عقلية وشخصية مختلفتين عن باقي أقرانه، وهناك 5 أشياء سيضيفها للسبيرز سواء بالإيجاب أو بالسلب، وهي على النحو التالي:-

الاهتمام الإعلامي .. ما كان يحتاجه توتنهام

رغم أن توتنهام احتل مراكز متقدمة في آخر السنوات بالدوري الإنجليزي، وكان يتفوق على أندية مثل مانشستر يونايتد وآرسنال وأحياناً تشيلسي وليفربول، إلا أنه لا يتم تسليط الضوء عليه من قبل وسائل الإعلام والصحافة بالشكل المطلوب.

توتنهام أقل فريق بين الستة الكبار تجذب أخباره وسائل الإعلام والجماهير على حدٍ سواء، رغم أن نتائجه أفضل من معظم منافسيه كما أشرنا، وبالتالي فإن أول فائدة سيجنيها الفريق من وصول مورينيو هو زيادة تسليط الأضواء عليه، فمن الآن، سنشاهد الكثير من الأخبار والتقارير عن توتنهام، ويكفي أن نرى كيف امتلأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن السبيرز بعد وصول المدرب البرتغالي لندرك النقطة التي نتحدث بها.

بالطبع يحتاج توتنهام هذه القفزة الإعلامية لكي يحصل على عقود رعاية أفضل، ويستقطب نجوم من أعلى طراز، فصحيح أنه يملك لاعبين جيدين، لكن معظمهم لا يحظون بالشهرة الكافية باستثناء هاري كين الذي يعد من أبناء النادي، وكريستيان إريكسن المتوقع رحيله عن الفريق بسبب انتهاء عقده، كما ستساعد الثورة الإعلامية على ارتفاع القيمة السوقية للاعبين عما هي عليه الآن، لأن نسبة المشاهدات لمباريات الفريق سوف تتضاعف، وسوف يتم تداول اسماء اللاعبين في الصحف بشكل أكبر.

عقلية الألقاب .. مورينيو بارع بهذا المجال

قد تكون تجاربه الأخيرة ليست ناجحة بالشكل الذي اعتدنا عليه، لكن مورينيو بارع في تغيير عقلية النادي واللاعبين وحتى الجماهير فيما يخص الفوز بالألقاب، هدفه دائماً حمل الكؤوس وليس المنافسة عليها، فحتى لو لم ينجح، تشعر أن الفرق التي يدربها تصبح أهدافها أكبر مما كانت عليه قبل وصوله.

توتنهام مع بوتشيتينو كان رائعاً، وحقق الفريق بالفعل إنجازات مهمة، لكن بالنهاية لم يتوج بأي لقب، وكنا نشعر أحياناً أن الفريق لا يتمتع بالشخصية اللازمة في الخواتيم، وينظر إليه على أنه مجرد حصان أسود، المسألة لم تكن تكتيكية أو فنية بقدر ما هي تتعلق بعقلية النادي بشكل عام، فما زال اللاعبين والجماهير ينظرون إلى أنفسهم بأنهم ضمن الفرق المتوسطة وليس ضمن الصفوة، ومورينيو أفضل مدرب في العالم يمكنه بناء شخصية مختلفة للفريق، وأخذه خطوة للأمام.

وداعاً للكرة الجميلة مع مورينيو

كما هناك فوائد، هناك سلبيات أيضاً، توتنهام صاحب الكرة الهجومية والجميلة مع بوتشيتينو في معظم المباريات، لن نشاهده بعد الآن، فمن المعروف عن مورينيو أنه يهتم بالنتائج في المقام الأول، أما الأداء فهو أمر ثانوي بالنسبة له، ويبدأ بالاهتمام به عندما يكون الفريق قد وصل لمرحلة متقدمة جداً.

مورينيو قدم كرة قدم جميلة نوعاً ما مع ريال مدريد في معظم المباريات المتوسطة والسهلة، لكن كان حينها يملك فريقاً من أفضل اللاعبين في العالم، بينما هذه الإمكانيات غير متوفرة بتوتنهام رغم وجود بعض اللاعبين الجيدين، وعلى الأغلب، سيحاول السبيشل ون حصد النقاط الثلاث في كل مباراة خصوصاً في الأشهر الأولى، ولن يخجل من الدفاع لمدة 90 دقيقة والاعتماد على المرتدات في المباريات الكبرى، وحتى المتوسطة والسهلة إن كانت ظروف المباراة صعبة.

الالتزام .. سلاح ذو حدين مع مورينيو

بالطبع أبرز سمات مورينيو أنه مدرب يفرض قوانين صارمة داخل غرفة خلع الملابس، التدريبات بالنسبة له أشبه بالدورات العسكرية، والأمر نفسه ينطبق على التعليمات التي يعطيها للاعبيه في المباريات، كل شيء يجب الالتزام به بطريقة متفانية، وهذا يشمل أيضاً تدخله في الأنظمة الغذائية والروتين اليومي للاعبين.

الالتزام الشديد الذي يفرضه مورينيو دائماً ما يعطي نتائج جيدة من حيث القتال داخل أرض الملعب وتطور الفريق على الصعيد البدني، كما يجعل الفريق أكثر صلابة على الصعيد الدفاعي والتكتيكي بشكل عام، لكن المشكلة تكمن في التشدد أحياناً والمبالغة في التعليمات، الأمر الذي قد يدخله في صدامات مع بعض اللاعبين، وبالأخص النجوم، كما حدث في آخر 3 تجارب له مع ريال مدريد وتشيلسي ومانشستر يونايتد.

أهلاً بالجدل .. مورينيو سيشعل الأجواء

سواء بقصد أو بغير قصد، الفرق التي يدربها جوزيه مورينيو دائماً ما يحاط جدل كبير حولها فيما يتعلق بالأمور التي تحدث داخل غرفة خلع الملابس من جهة، وما يدور في المؤتمرات الصحفية من جهة أخرى.

توتنهام من الأندية التي لا تثير السخط في إنجلترا وأوروبا، لكن كل شيء سيصبح مختلفاً منذ الآن، سوف يبدأ الجدل يتغلغل لكل شيء، بداية من سوق الانتقالات والشائعات التي ستحيط بالنادي، مروراً بالخلافات بين اللاعبين والمدرب، أو المدرب والإدارة، أو اللاعبين بين بعضهم، أو المدرب والخصوم.

هناك اعتقاد لدى الكثيرين أن مورينيو يتعمد خلق هذه الأجواء المتوترة، ويحاول صناعة أعداء للنادي، ورسم صورة أنه يتعرض لمؤامرة بشكل مستمر، والهدف من ذلك هو تحفيز الفريق للقتال من أجل قضية ما وليس للفوز بالمباريات وحسب، بالإضافة إلى تخفيف الضغوط عن اللاعبين، رغم أن استراتيجيته النفسية أصبحت تؤثر بالسلب على الفريق في تجاربه الأخيرة، وأثبتت فشلها بشكل ذريع في آخر أشهره مع تشيلسي ومانشستر يونايتد، لكن حقق خلالها نجاحات كبيرة أيضاً في الماضي، وبغض النظر عن نجاحها من فشلها، ما هو مؤكد أنه طالما عاد مورينيو، فإن الجدل سيعود معه بجميع أشكاله.