سبورت 360 – تقول الأسطورة، أن الكم الهائل من المعرفة والخبرات الناتجة عن كثرة الاحتكاك على أرض الواقع، هي التي تفرق بين الأستاذ وتلاميذه، وتمنحه الأفضلية في أي مواجهة مباشرة بينهما. لكننا تعودنا في الآونة الأخيرة على العكس، التلميذ أصبح أكثر اجتهاداً ورغبة في التفوق على معلمه، ليتحول الأمر إلى “التلميذ تفوق على أستاذه”.

وبالفعل نجح أسطورة تشيلسي فرانك لامبارد، في التفوق على مدربه السابق وأحد أهم الأشخاص المؤثرين في مسيرته كلاعب، جوزيه مورينيو.

وبعدما أنهى لامبارد مسيرته الرائعة كلاعب، يبدو أنه يسير على الطريق الصحيح كمدرب، وحقق الفوز ذهاباً وإياباً على أستاذه جوزيه مورينيو بالفوز في مباراة الدور الأول خارج ملعبه على توتنهام بثنائية نظيفة، قبل أن يكرر فوزه في مباراة اليوم على ملعب تشيلسي ستامفورد بريدج، بهدفين مقابل هدف.

أبرز الملاحظات من مباراة تشيلسي وتوتنهام

دخل جوزيه مورينيو مباراة اليوم، بدون مهاجمه الأساسي هاري كين، الغائب منذ فترة طويلة بسبب الإصابة، قبل أن يلحق به الكوري هيونج مين سون أحد أهم أسلحته الهجومية، ومن هنا يمكننا بداية حديثنا.

مورينيو توتنهام

يمكن لأي شخص توقع تبريرات مورينيو وما يمكن أن يحدث في الفترة المقبلة، بداية بالحديث عن كم المشاكل الموجودة في قائمة توتنهام ونقص الحلول المتاحة، ومدى تأثير غياب كين وسون، وقد ينتهي المطاف في النهاية بالحديث عن خياناته من قبل بعد اللاعبين في غرف الملابس.. سيناريو يتكرر مراراً وتكراراً، يخطأ الجميع إلا السبيشال وان.

لكن ما حدث في مباراة اليوم أفسد خطة السبيشال وان.. غاب كين وسون؟ عليك تعلم الدرس جيداً من أحد تلاميذك.

لن نتحدث عن فارق الجودة والخبرات في كل مركز بين لاعبي توتنهام “وصيف دوري أبطال أوروبا العام الماضي”، وبين كتيبة الشباب التي يمتلكها فرانك لامبارد، الذي لم تسنح له الفرصة بتدعيمها في بداية الموسم بسبب حظر فريقه من التعاقدات ، وعدم إبرام أي صفقة في يناير الماضي.

سنكتفي بالحديث عن مواجهة اليوم، دخل فرانك لامبارد بدون أحد ركائزه الأساسية نجولو كانتي، ومع إصابة كالوم هوسون أودوي وكريستيان بوليسيتش لم يتبقى سوى جناح وحيد متاح في القائمة وهو ويليان.. والذي جلس على مقاعد البدلاء بجانب مهاجمه الأساسي تامي أبراهام الذي تراجع مستواه مؤخراً.. وأعاد أوليفييه جيرو من التجميد، بعدما قاب قوسين أو أدنى من الرحيل في يناير الماضي وعانى من التهميش هذا الموسم بمشاركته في التشكيلة الأساسية 3 مباريات فقط في الدوري من أصل 27 مباراة!

يعلم الجميع جيداً غياب كين وسون كما يعلم الجميع أيضاً ضعف دفاع تشيلسي، لكن وظيفة المدرب هي إيجاد الحلول، وليس البحث عن الأعذار.

لامبارد تعامل مع نقاط ضعفه بشكل جيد للغاية، بدأ بطريقة لعب 3-4-3 بوجود الثلاثي أزبيلكويتا وكريستينسين وروديجر في الدفاع، ورباعي الوسط من اليمين لليسار رييس جيمس وجورجينيو وكوفاسيتش وماركوس ألونسو، أمامهم الثنائي باركلي وماسون مونت تحت المهاجم أوليفييه جيرو.

ضغط عالي منذ البداية على دفاعات توتنهام ومنعهم من بناء الهجمة، هاجم بأكبر عدد من اللاعبين لاستخلاص الكرة في وسط ملعب توتنهام لتخفيف العبء على نقطة ضعفه الكبرى –في الدفاع- أثناء امتلاك الكرة يتحول أزبيلكويتا إلى ظهير أيمن ويلعب بـ 4 مدافعين مع تحول رييس جيمس إلى جناح أيمن. وعندما يفقد الكرة يعود جيمس لأدواره الدفاعية ويتم ترحيل أزبيلكويتا كقلب دفاع ثالث.

أولفييه جيرو مهاجم تشيلسي

لامبارد كسب رهان “جيرو” الذي شارك بعد طول غياب وسجل هدف التقدم لفريقه، ليس ذلك فحسب، بل كان أحد أسباب التفوق التكتيكي لمدربه على نظيره البرتغالي، بتحركاته الرائعة التي منحت الحرية الهجومية للثنائي ماسون ماونت وروس باركلي، في العمق مع تحرك رييس جيمس وماركوس ألونسو على الأطراف. لكن النقطة السلبية هي إضاعة العديد من الفرص السهلة والتي كادت أن تكلفهم غالياً، لو تعامل معها مورينيو في نهاية المباراة بالشكل الأمثل.

وبالنظر إلى كم المشاكل الكبيرة الموجودة في تشيلسي وتعامل لامبارد المثالي معها، سنجد العكس تماماً مع مورينيو، ولو افترضنا تأثره بغياب كين وسون، وتفكيره في الحفاظ على شباكه أولاً والخروج بأقل الأضرار.

مورينيو دفع بـ 5 مدافعين لكن هذا لم يمنع تشيلسي من الوصول بسهولة إلى مرمى هوجو لوريس كلما أراد، دفع بالثنائي السريع لوكاس مورا وبيرجوين في المقدمة، لكننا لم نرى هجمة مرتدة منظمة، ثلاثية لو سيلسو وندومبيلي وهاري وينكس، لم تشفع له بالاستحواذ على الكرة وصناعة الفرص!

ويشاء القدر أن هدف توتنهام الوحيد في المباراة، جاء من نقطة الضعف الواضحة للأعمى منذ البداية، وتكفل به روديجر مدافع تشيلسي عن طريق الخطأ في مرماه، وهو ما يثبت عجز مورينيو، الذي كان يمكنه العمل على استغلال مشاكل الخصم والخروج بنقطة على أقل تقدير.