نتائج ساري مع تشيلسي أفضل من نتائج لامبارد .. لماذا لا يُنتقد الأخير؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فرانك لامبارد

    سبورت 360 – كان فرانك لامبارد جزءاً مهماً من ثورة صعد من خلالها تشيلسي إلى مصاف الأندية المرموقة، وفي بداية هذا الموسم لجأت إليه إدارة البلوز من أجل قيادة الفريق اللندني كمدربٍ إلى ثورة جديدة.

    وتولى لامبارد القيادة الفنية لتشيلسي خلفاً للإيطالي ماوريسيو ساري، وهو رجل ليس غريباً على النادي الأزرق، خاصةً وأنه هدافه التاريخي برصيد 211 هدفاً، كما قاده للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 3 مرات، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرة واحدة.

    وكان ساري قد رحل عن تشيلسي خلال الصيف الماضي، بعدما أطلق أنصار البلوز هتافات معادية للمدرب، مثل “ساري إلى الخارج” و”تباً لساري بول”، في إشارة لطريقة لعب المدرب الإيطالي.

    بدايات متباينة:

    في بداياته مع تشيلسي، تلقى ساري العديد من الإشادات بعدما قاد الفريق الأزرق لسلسلة متتالية من الفوز دون خسارة في مختلف المنافسات سواء محلياً أو قارياً، استمرت لـ16 مباراة، بواقع 12 انتصاراً و4 تعادلات.

    ومع أول سقوط للفريق أمام توتنهام هوتسبير بالدوري الإنجليزي، أصبح ساري مادة خصبة للانتقادات بعدما تراجعت نتائج تشيلسي محلياً حتى فقد فرصه في الصراع على الصدارة تدريجياً، قبل أن يخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي.

    وذهب قطاع عريض من عشاق تشيلسي إلى التأكيد على عدم قدرة ساري على التأقلم مع أجواء الكرة الإنجليزية، لكنه تمكن في الأخير من تحويل دفة الفريق كلياً وإسكات ألسنة المشككين، لينهي الموسم في المركز الثالث بالدوري، والتتويج بلقب اليوروباليج.

    GettyImages-1152474985 (1)

    في الجهة المقابلة، لم تكن بداية لامبارد مع النادي اللندني مبشرة، فقد استهل تشيلسي الموسم الجاري بخسارة قاسية ضد مانشستر يونايتد برباعية دون رد في الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي، وبعدها بأيام خسر لقب السوبر الأوروبي بركلات الترجيح أمام ليفربول، وسقط وسط جماهيره أمام فالنسيا في الجولة الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

    وفي المباريات الـ10 الأولى، حقق لامبارد 4 انتصارات مقابل 4 هزائم وتعادلين، وسجل فريقه 27 هدفاً، فيما اهتزت شباكه بـ22 هدفاً، لكن المدرب الإنجليزي نجح في تحقيق بعض النتائج الإيجابية، وهو ما سمح للبلوز في التأهل لثمن نهائي دوري الأبطال، واحتلال المركز الرابع بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي.

    مقارنة شاملة:

    وإذا استندنا على لغة الأرقام والإحصائيات، فإننا سنجد أن ماوريسيو ساري نجح في تحقيق عدة نتائج إيجابية، فالمدرب الإيطالي قاد تشيلسي في 63 مباراة خلال الموسم الماضي، وتمكن من الانتصار في 40 مباراة، بينما تعادل في 11، وخسر في 12.

    أما فرانك لامبارد، فقد قاد تشيلسي لحدود اللحظة في 35 مباراة بجميع المسابقات، ونجح خلالها في تحقيق الفوز بـ18 لقاءً فيما تعادل 6 مرات وخسر في 11 مناسبة.

    وبلغت نسبة انتصارات ساري حوالي (63.49%)، بينما وصلت نسبة هزائمه إلى (19.04%)، أما فرانك لامبارد فقد بلغت نسبة انتصاراته ما يقارب (51%)، فيما تعرض للهزيمة في (31.04%) من المباريات التي تزعم فيها الجهاز الفني للبلوز.

    وفي مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، خاض ماوريسيو ساري 35 مباراة (مثل لامبارد)، لكن المدرب الإيطالي استطاع تحقيق الانتصار في 23 مباراة، بينما تعادل في 6 مواجهات، فيما لم يتعرض للخسارة سوى في 6 مناسبات.

    ويظهر جلياً أن ماوريسيو ساري يتفوق بالطول والعرض على فرانك لامبارد، لكن المدرب الإيطالي كان يتعرض لانتقادات لاذعة رغم ظهور البلوز بمستويات جيدة في عدة مباريات، بينما الآن يحظى اللاعب الإنجليزي السابق بدعم متواصل من جماهير وإدارة البلوز، فما هو السر؟!

    لماذا لا يُنتقد لامبارد؟

    قبل أيام، أدلى نجم مانشستر يونايتد السابق روي كين بتصريحات أكد خلالها أن فرانك لامبارد يحظى بأفضليةٍ بسبب جنسيته، حيث قال: “لقد شاهدت تشيلسي ليلة أمس ضد نيوكاسل، وظهر كفريق جيد للغاية بالرغم من عدم حصولهم على النتيجة المطلوبة”.

    وأضاف: “لقد خسروا ثماني مباريات بالدوري الإنجليزي حتى الآن، بالرغم من ذلك ففرانك لامبارد يبلي بلاءً حسناً، ربما لأنه من إنجلترا، لا أعرف”.

    وربما يكون كلام روي كين صحيحاً، فالصحافة الإنجليزية تتعاطف عموماً مع المدربين المحليين وتحميهم من الانتقادات، ويكفي أن نشير إلى أن أندية الدوري أقالت 5 مدربين خلال الموسم الحالي، من بينهم 3 إسبان وأرجنتيني واحد وآخر برتغالي.

    GettyImages-1190723573 (1)

    وهناك أسباب أخرى تحمي لامبارد من الانتقادات، فالمدرب الإنجليزي المذكور نجح في التعامل مع أهم المشاكل التي عانى منها تشيلسي في بداية الموسم، والتي تتمثل في حرمانه من التعاقدات، الأمر الذي أجبر فرانك على الاستعانة بمجموعة من اللاعبين المعارين إلى أندية أخرى.

    كما أن لامبارد نجح في منح الوجوه الشابة فرصة مقارعة الكبار في التشكيلة الأساسية، ومن بين هؤلاء نجد تامي أبراهام الذي لعب على سبيل الإعارة مع أستون فيلا، ومايسون مونت وفيكايو توموري اللذان برزا تحت إدراته الموسم الماضي مع ديربي كاونتي.

    وبعد رحيل هازارد، عمِل لامبارد على تهيئة أسلوب لعب تشيلسي ليكون أكثر عدوانية، وذلك بعدما لاقت طريقة لعب ساري الموسم الماضي انتقادات شديدة، وهو ما مكّن المدرب الإنجليزي من إيجاد صيغة جلبت الاستقرار الدفاعي لفريقه خصوصاً بعد البداية المهتزة.

    سبب آخر وهو أن رومان أبراموفيتش راضٍ عما يقدمه فرانك لامبارد، فالملياردير الروسي أطاح بالعديد من المدربين لأنه كان يطلب منهم حل معادلة مستحيلة، تقتضي بأن يحققوا النتائج الإيجابية، ويُخفِّضوا النفقات، ويعتمدوا على شباب الأكاديمية، ويقدّموا كرة قدم هجومية مثيرة، وهو ما نجح فيه لامبارد لحدود اللحظة.