فرانك لامبارد في موسمه الأول كمدرب لفريق تشيلسي

سبورت 360 – لم تشعر جماهير تشيلسي أن فريقها قد تغيّر بشكلٍ إيجابي مع المدرب فرانك لامبارد بالصورة التي كانوا يتخيلونها، فقد كانت بدايات البلوز هذا الموسم واعدة مع تعويل لامبارد على العناصر الشابة ولعب كرة قدم هجومية.

ولكن بعدما وصلنا إلى منتصف الرحلة تقريباً فإن عيوب الفريق الأزرق بدأت تظهر في الشهرين الأخيرين مثلما كان الأمر في الموسم الماضي مع المدرب الإيطالي ماورتسيو سارّي، ووصل الأمر إلى حد أن لامبارد انتقد لاعبيه وهاجمهم بشكلٍ علني.

فبعد لقاء آرسنال وتشيلسي الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق على ستامفورد بريدج، أوضح مدرب أسود لندن أن بعض اللاعبين لا يعرفون أدوارهم ولا يقومون بواجباتهم بالشكل اللازم، وأشار كذلك إلى صعوبة تحفيزهم، وهو الأمر الذي كان يظهر بشكلٍ واضح في مباريات الفريق على ملعبه، حيث حقق الكثير من النتائج السلبية بين جمهوره..وبشكلٍ عام تلقى تشيلسي 8 هزائم حتى منتصف يناير وهو نفس عدد الهزائم في كامل الموسم الماضي.

هوية تشيلسي الهجومية..وخبرة لامبارد التدريبية

تشيلسي فشل في الفوز على آرسنال الذي لعب بـ10 لاعبين..ليبقى بانتصار وحيد في آخر 5 مباريات على ملعبه

تشيلسي فشل في الفوز على آرسنال الذي لعب بـ10 لاعبين..ليبقى بانتصار وحيد في آخر 5 مباريات على ملعبه

ويُذكر أن ماورتسيو ساري كان قد انتقد لاعبي تشيلسي في الموسم الماضي بنفس الشكل تقريباً وأكد أن هناك مشكلة ذهنية وأنه وجد صعوبة في تحفيز هذه المجموعة من اللاعبين، لذا فإن المشكلة الرئيسية هي افتقاد تشيلسي للقادة على أرضية الملعب باتفاق لامبارد وساري.

وسبق أن واجه ساري مشكلات تتعلق بانضباط بعض اللاعبين داخل النادي الإنجليزي، وكانت أسوأ لقطة تُعبر عن ذلك هي رفض الحارس كيبا أريزابالاجا لاستبداله في مباراة نهائي كأس الرابطة أمام مانشستر سيتي العام الماضي وحينها ثار ساري عليه بشكلٍ كبير، ووقفت الجماهير مع ذلك بجانب الحارس الإسباني الشاب، ونفس الأمر بالنسبة لإدارة النادي التي وقفت بصف اللاعب، وهذا ليس بالأمر الجديد على إدارة رومان إبراموفيتش التي لا تحمي مدربيها.

الحارس كيبا ومدرب تشيلسي السابق ساري

الحارس كيبا ومدرب تشيلسي السابق ساري

وعندما نقرأ أرقام الحارس كيبا في الدوري الإنجليزي نجد أنه صاحب أسوأ نسبة تصدي للحراس في الكرة الإنجليزية حيث تصدى فقط لـ55% من الكرات المسددة تجاه مرماه حسب ما أكدته صحيفة ديلي ستار، رغم كونه الحارس الأغلى حيث دفع النادي 71 مليون جنيه إسترليني لاستقطابه في صيف عام 2018، ولكنه لم يظهر مهارات كبيرة تجعله يستحق هذا المبلغ إضافة إلى أنه يُمثل امتداداً ضعف العقلية الانضباطية الموجودة لدى الفريق منذ سنوات.

مرونة لامبارد..نعمة أم نقمة

تامي أبراهام أهم اكتشافات لامبارد

تامي أبراهام أهم اكتشافات لامبارد

والمتابع لأدا تشيلسي هذا الموسم يصاب بالحيرة من تباين واختلاف الأدا من مباراة لأخرى، فالفريق يلعب بنوايا هجومية وباندفاع مع أسلوب إنجليزي وفي بعض الأحيان يُقدم أداءاً نموذجيا ثم ينخفض المردود تماماً في المباراة التي تليها.

وإن كان ساري الذي حقق لقب الدوري الأوروبي ونجح في الصعود بتشيلسي لدوري الأبطال قد وضع نواة لتغيير هوية النادي المحافظة إلى هوية هجومية وتميل للتمريرات القصيرة فإن الأداء الذي يقدمه البلوز مؤخراً يكشف تراجعاً في هذا السياق.

وعلى الرغم من أن لامبارد يحاول دوماً صناعة نجوم شابة ونجح بالفعل في إخراج عناصر مهمة للنور مثل ماسون ماونت وتامي أبراهام فإنه مع ذلك يقع في نفس الأخطاء التي كان يلام عليها المدرب السابق، مثل الاعتماد على جورجينيو بصورة دائمة في بناء اللعب أو في توظيف نجولو كانتي كلاعب وسط مُتقدم بدلاً من مركزه الأصلي كلاعب وسط مدافع لا ينطلق كثيراً للأمام.

وربما سيكون من الظلم مقارنة لامبارد الذي لا يملك إلا عامين فقط في عالم التدريب فمدربين مثل ساري وكونتي لديهما سنوات طويلة في هذه المهنة، لكن الهوية التي رأيناها في الموسم الماضي بدأ تأثيرها ينخفض تدريجياً ولم يعد بالإمكان تحديد أسلوب لعب معين للفريق.

أحوال تشيلسي أفضل خارج ملعبه مع فرانك لامبارد

أحوال تشيلسي أفضل خارج ملعبه مع فرانك لامبارد

وعلى ذلك فإن لامبارد مُطالب بأن يكون أكثر وضوحاً في رؤيته للاعبين المناسبين لخطة لعبه وكذلك أن يبدأ بدراسة التعاقدات الجديدة للنادي بعد رفع الحظر عنه في سوق الانتقالات..فهذا الأمر قد يشكل فارقاً كبيراً في مستقبل مسيرته مع ناديه الذي يعتبر أسطورة وأيقونة به كلاعب، وهو الأمر الذي يساعده كثيراً في أن لا يتلقى نفس الانتقادات بنفس الحدة التي كان يتلاقاها المدربين السابقين على ملعب ستامفورد بريدج.