فرانك لامبارد

موقع سبورت 360 – ساق القدر ، المدرب الإنجليزي فرانك لامبارد ، لكرسي تدريب تشيلسي الإنجليزي في الموسم الجاري ليقود ثورة داخل جدران النادي ظهرت نتيجتها على مباريات الفريق.

الفريق اللندني أصبح في المرتبة الثالثة بجدول الترتيب برصيد 26 نقطة و بفارق 8 نقاط فقط خلف ليفربول متصدر جدول الدوري الإنجليزي.

صحيفة ديلي ميل البريطانية سلطت الضوء على ما يحدث داخل أسوار تشيلسي مفيدةً بأن لامبارد طبق لائحة داخلية للعقوبات لفرض سياج من الانضباط على لاعبيه في التدريبات و المباريات.

و أظهر لامبارد أنه شخص منضبط و تعامل فعلياً مع عدة حالات داخل النادي و ركز على العمل يوم بيوم و تعامل جيداً مع كل اللاعبين سواء الشباب أو ذوي الخبرة.

مطب باركلي

حياة لامبارد ” القصيرة ” في تشيلسي كمدرب لم تكن خالية من المطبات فأول مشكلة كانت في مباراته الأولى بدوري أبطال أوروبا أمام فالنسيا و خسر بهدف دون رد في ميدانه في لقاء عرف اهدار روس باركلي ركلة جزاء.

فرانك لامبارد في تدريبات تشيلسي

فرانك لامبارد في تدريبات تشيلسي

باركلي الذي اشتبك مع أحد سائقي التاكسي في مدينة ليفربول بسبب عدم حصوله على أموال ” نقدية ” لدفع ثمن رحلته كان أول مشكلة للامبارد بعدما دخل في جدال مع زميليه ويليان و جورجينيو من أجل تسديد الركلة المهدرة أمام الخفافيش.

تبادل الثلاثي الكلمات قبل تنفيذ الركلة و اشتعلت الأجواء قبل أن يطفئها لامبارد بمجرد نهاية اللقاء و يحدد بعدها اللاعب المسؤول عن تنفيذ ركلات الجزاء و كلف جورجينيو بتنفيذها في المباريات.

لم يعرف ما بعد ما قاله لامبارد للاعبيه خلف الأبواب المغلقة عقب لقطة ركلة الجزاء و مباراة فالنسيا لكن فرانك نجح في حل المشكلة التي كانت ممكن أن تؤدي إلى تمزيق الفريق من الداخل ، بأقل ضرر ممكن.

لامبارد استدعى باركلي لقائمة الفريق لمواجهة ليل بعد ذلك بعد مشكلته مع سائق تاكسي ليفربول و وصف ما فعله اللاعب بالساذج ، و لم يكن يعرف ما يفعله معه لأن اللاعب لم يخرق قواعد النادي و كل ما حدث كان في الشارع ، لكنه في النهاية قرر ابعاده عن تشكيلة المباراة.

الحظ يخدم لامبارد

و لحسن حظ لامبارد في ذلك اليوم أن تشيلسي نجح في الفوز بهدف متأخر سجله ويليان و لو لم تكن المحصلة النهائية مثلما حدث لكثرت الأسئلة حول ما فعله فرانك ، لكنه كان محظوظاً أو بمعنى أدق بنى بنكاً للحظ لنفسه.

فرانك لامبارد مع كالوم هدسون أودوي

فرانك لامبارد مع كالوم هدسون أودوي

لائحة العقوبات التي فرضها لامبارد على سلوك لاعبيه في النادي أظهرت جديته لكنه اختلف عن المدربين السابقين للفريق جوزيه مورينيو ، أو ماوريسيو ساري ، فرانك عمل على الحفاظ على صورة لاعبيه و لم يكن يدخل في معارك معهم على الملأ.

النقطة الأخيرة كانت السبب في شعور لاعبي تشيلسي بالفارق بين لامبارد و سابقيه ، لذلك عملوا على رد الجميل له في المباريات من خلال الظهور بشكل جيد مع الفريق و تقديم مستويات جيدة.

مشكلة أخرى كان يجب على لامبارد التعامل معها في تشيلسي و تكمن في ابعاد لاعبين كبار عن التشكيل مثل أوليفيه جيرو ، و فعل ذلك بأقل الأضرار و بحكمة لا يقدر عليها سواه.

معضلة بوليسيتش

و بعد حل مشكلة المهاجم الفرنسي ، تمكن لامبارد من التعامل مع وضعية كريستيان بوليسيتش الشائكة في النادي حيث كان الأمريكي هو الوجه الوحيد الجديد المنضم للبلوز في الصيف الماضي دون أن يكون له بصمات واضحة مع الفريق.

فرانك لامبارد

فرانك لامبارد

لامبارد قال عن بوليسيتش الذي انفجر وقدم مردوداً مذهلاً مع الفريق ” اعتقدت أنه يستحق الفرصة لتدريبه ، و على من يريد أن يشارك في المباريات أن يثبت ذلك في المران ” ، و كانت رسالة عظيمة لكل اللاعبين وليس كريستيان فحسب.

القاعدة التي رسخها لامبارد في أذهان اللاعبين جاءت بنتيجة إيجابية و رأى الجميع كيف تحولت الحياة لوبيليسيتش في ستامفورد بريدج و أصبح لاعباً أساسياً في التشكيل.

تطور الشاب فيكايو توموري يخبرنا أكثر عن قصة نجاح لامبارد مع تشيلسي ، المدرب تحدث عنه كمشروع خاص به حيث كان يعرفه منذ أيام تدريبه لفريقه السابق ديربي كاونتي ، و أصبح اللاعب نموذجاً للعمل الذي يقدمه المدرب مع لاعبيه الشباب.

الحياة ليست مملة

و على الرغم من كل القواعد التي وضعها لامبارد في تشيلسي فإن الحياة في النادي ليست مملة و لا بائسة على غرار ما كانت عليه مع بعض المدربين السابقين فالشاب كالوم هدسون أودوي كان يريد الرحيل في حقبة ساري لكنه الآن يرغب في البقاء و أصبحت الأمور أكثر إيجابية معه في حقبة لامبارد.

فرانك لامبارد مع قائد تشيلسي سيزار أزبيليكويتا

فرانك لامبارد مع قائد تشيلسي سيزار أزبيليكويتا

الحصص التدريبية لم تعد مملة ، المدرب لامبارد يعتمد نظاماً صعباً في التدريبات و لكنه ممتع ، و يقف بجوار لاعبيه الشباب و ينصحهم و يدعم النجوم الكبار و يكون سعيداً بالتواجد في المران و هو الأمر الذي كان له مردوداً إيجابياً على اللاعبين في المباريات ، الكل أصبح سعيداً بدوره في الفريق و بالعمل تحت إمرة المدرب الجديد.

و خلق لامبارد حالة من الاحترام داخل النادي ، الكل أصبح يحترمه و يقدر قراراته ، الشباب يقدرون الفرص التي يحصلون عليها معه بعد سنوات من مشاهدة مباريات تشيلسي من خارج المستطيل الأخضر ، و النجوم الكبار يعرفون قيمته و يدركون ما قدمه للنادي من قبل.

في الواقع ، مهد لامبارد لكل ذلك ففي يومه الأول في النادي تحدث مع كل شخص في تشيلسي بشكل منفرد و نقل له رؤيته للمستقبل و أخبرهم أن بابه سيكون مفتوحاً دوماً للجميع ، و نقل حديثه لأكاديمية النادي و أخبر المسؤولين أنها ستكون جزءاً من مشروعه في البلوز.

لامبارد يُجاري الواقع

ما ساعد فرانك على النجاح نسيانه لنجاحه في الماضي كلاعب و بداية العمل كمدرب مع ادراكه بتغير كرة القدم مع دخول عالم السوشيال ميديا عقول اللاعبين و تأثرهم بهذه الوسائل الحديثة.

فرانك لامبارد

فرانك لامبارد

و خلص لامبارد إلى أن اللاعبين الحاليين يحتاجون للتعامل بشكل مختلف و يرى أن كل ذلك يشكل ضغوطاً عليهم في ظل سيل الأخبار المستمر على مدار اليوم عكس الماضي.

و في نهاية المطاف ، خطف نجوم لامبارد الشباب أمثال ماسون ماونت ، توموري و تامي أبراهام العناوين الرئيسية في موسم تشيلسي لكن ذوي الخبرة هم من حدد الإيقاع و رسم الطريق لهم.

المكافأة تصل

و حصل لامبارد على مكافأة نظير ما قدمه للنجوم الشباب حيث حصل ماونت ، توموري و أبراهام على الاستدعاء الدولي لتمثيل منتخب إنجلترا.