عُمر عبد الفتاح – حالة من الهلع أصابت جمهور اليوفي عند إعلان رحيل المدرب الفذ انتونيو كونتي أعقبها إحباط و غضب شديدين عند توكيل المهمة إلى مدرب متوسط السمعة كماسيمليانو اليغري وصل إلى حد رشقه بالبيض عند قدومه ، واليوم عادت حالة الهلع مرة أخرى لجمهور السيدة العجوز عند انتشار تقارير تربط اليغري بالانتقال إلى تشلسي ابتداء من الموسم المقبل في دلالة واضحة على عظمة ما قدَمه التقني الايطالي خلال فترة وجيزة لم تتجاوز عاماً و نصف العام محرزاً لقبي الدوري و الكأس المحليين و موصلاً الفريق إلى أول نهائي لدوري الأبطال بعد اثني عشر عام عجاف قارياً .
ما الذي يجعل اليغري مناسباً لتشيلسي ؟
فترتي اليغري السابقتين مع اليوفي و الميلان كشفتا عن عدة مزايا يتمتع بها الايطالي و تجعله مناسبا لمرحلة البلوز الحالية و ربما للمستقبل أيضا ، نتناول أبرزها في ما يلي :
1/ قادر على بناء الفريق من جديد في زمن قياسي :
في الحقيقة فان من أبرز انجازات اليغري مع اليوفي ما قام به هذا الموسم من ايجاد للتوازن في وقت قصير بعد فقدان الفريق لعموده الفقري المتمثل ببيرلو و فيدال و كارلوس تيفيز و بناء الفريق حول الأسماء الجديدة مستخرجاً أفضل ما لدي ديبالا و مانزوكيتش و خضيرة و ساندرو و الكولمبي كوادرادو ، المثير ان اليغري لم يتوقف عند إعادة التوازن فقط بل قاد الفريق لأربعة عشر انتصاراً متتالياً بالدوري في حادثة للتاريخ!
2/ مرونة تكتيكية عالية :
يعيش البلوز حالة من الجمود الخططي و التكتيكي بدأ أثرها السلبي في الظهور منذ نهايات الموسم الماضي و ظهر بصورة اكبر خلال هذا الموسم حيث ان ال(4-2-3-1) هي الشكل الدائم الذي لا يتغير سواء أراد الفريق الهجوم او الدفاع ، و كل الذي يتغير ما بين الدفاع و الهجوم هو خانة الارتكاز الآخر بجوار ماتيتش حيث يشغلها فابريغاس للأغراض الهجومية و للدفاع يتم الدفع بجون أوبي ميكيل.
اليوفي مع كونتي عاش جموداً خططياً مماثلا مع ال(3-5-2) التي لم تتغير إلا في عهد اليغري ، اليغري أضاف للفريق شكل ال(4-4-2) Diamond بنجاح منقطع النظير و عرف كيف يتحول بين الخطتين بكفاءة عالية حسب ظروف كل مباراة و خلال المباراة ذاتها حين الحاجة في خطوة يعود لها الفضل الأعظم في وصول الفريق لنهائي برلين الموسم المنصرم بعدما اجمع النقَاد و اثبتت التجارب ان ال(3-5-2) نادراً ما تصلح أوروبيا نظراً للإيقاع السريع الذي تمتاز به مباريات دوري الأبطال.
3/ مرونة في التعامل مع الإدارة :
باستثناء فترة مورينو الثانية مع تشيلسي فان الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشلسي معروف بوضعه ضغوطاً كبيرة على المدربين والاستعجال في إقالتهم و في بعض الأحيان كان يشتري لاعبين دون موافقة المدرب و من ثم يجبره على إشراكه أساسيا -كما فعل من قبل في صفقة شيفشينكو- جاعلاً من النادي اللندني بيئة عمل غير مريحة للمدربين.
اليغري كانت له تجربة مشابهة من قبل مع بيرلسكوني في الميلان أعاد في بداياتها لقب الدوري للجزء الأحمر من مدينة ميلان ثم باع بيرلسكوني ابراهيموفيتش و تياغو سيلفا اللذين كانا ابرز لاعبين في التشكيل ، و حتى عند انتقاله لليوفي و تحقيق النجاح في الموسم الأول حرم من ثلاثة من أهم لاعبيه كما ورد سابقاً ولكن يحسب له انه في التجربتين لم تكن له صدامات علنية مع الإدارتين ولم يبد امتعاضه على الملأ.
على الرغم من إن صفقة اليغري تبدو مثالية للبلوز إلا أنها مهددة جداً في حال تمكن اليغري من تجاوز عقبة البايرن و الوصول لأدوار متقدمة في النسخة الحالية لدوري الأبطال ، حينها سيكون من الصعب عليه أيضا ان يبقى بعيداً عن الشامبيونز ليغ خلال الموسم المقبل حتى لو كان الراتب المقدم من البلوز يعادل ثلاثة أضعاف راتبه الحالي كما ذكرت التقارير .
إضافة لذلك فان شخصية اليغري غير القوية في أدارة غرفة الملابس و التعامل مع اللاعبين ربما تجعل ابراموفيتش يفكر أكثر من مرة قبل الأقدام على تعيينه فمن قرأ كتاب السويدي زلاتان ابراهيموفيتش ” أنا زلاتان ” سيلحظ خلال القصص المسرودة عن فترته في الميلان إن لاعبي الروسونيري لم يكنَوا لمدربهم الاحترام والهيبة الكافيين ، و لكن في الحقيقة يبدوا إن شخصية اليغري كمدرب قد تطورت نسبياً بعد انجازات الموسم الماضي و أصبح أكثر جرأة في التعامل مع النجوم حيث يظهر ذلك واضحاً جلياً في حادثته الشهيرة مع موراتا قبل شهرين تقريباً و حادثته الأخرى قبل بضعة أسابيع عندما فقد أعصابه على اللاعبين اثر تكاسلهم ضد كاربي .