أوناي إيمري

موقع سبورت 360 – وصل أوناي إيمري إلى آرسنال في بداية موسم 2018/2019 بتطلعات كبيرة خلفاً للمدرب الفرنسي الشهير آرسين فينجر واعتقد البعض أنها بداية عهد جديد وطويل مع المدرب الذي نجح سابقاً مع إشبيلية في الفوز بثلاثة ألقاب على التوالي من الدوري الأوروبي.

ورغم تجربته المتأرجحة في باريس ما بين الفوز ببطولة الدوري الفرنسي مرة والإخفاق الأوروبي الشهير أمام برشلونة إلا أن التشابه النسبي بين ناديه القديم إشبيلية وبين آرسنال في رعاية المواهب وتطويرها كان نقطة انطلاق جيدة بينهما.

و احتل آرسنال المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسم له وخسر نهائي الدوري الأوروبي أمام تشيلسي برباعية ومع فشله في التأهل لدوري أبطال أوروبا كان لزاماً عليه أن يُقدم آرسنال بصورة جديدة هذا الموسم.

فشل إيمري مع آرسنال

إيمري ، 48 عاماً

إيمري ، 48 عاماً

لم يكن المدرب الإسباني حكيماً في قراراته خلال العامين الماضيين مع مدفعجية لندن رغم ثقة إدارة النادي به وتسبب عدم الفوز في آخر 7 مباريات في كل البطولات في الإطاحة به من منصبه بعد خسارة مدوية أمام إنتراخت فرانكفورت الألماني في الدوري الأوروبي وابتعاده بفارق 8 نقاط عن صاحب المركز الرابع في الدوري الإنجليزي.

وبشكلٍ واضح يمكن أن يتم الحكم على تجربة إيمري ما بعد فينجر بأنها كانت خطوة للوراء، رغم أن الكثيرين كانوا يتذمرون في الأعوام الأخيرة من ولاية فينجر وينتظرون رحيله بفارغ الصبر، ولكن أخطاء إيمري كنت أقوى من أن تُحتمل.

1- إدارة سيئة للسوق

نيكولاس بيبي وشهور أولى صعبة في لندن

نيكولاس بيبي وشهور أولى صعبة في لندن

وقع إيمري مع اللاعب الفرنسي نيكولاس بيبي مقابل 70 مليون جنيه إسترليني في أغلى صفقة في تاريخ النادي، وهو لاعب مميز وكان فعالاً مع ليل في الدوري الفرنسي لكن لا يملك أي خبرة أو تجربة في أي دوري على مستوى عالٍ.

ورغم أن بيبي خامة مميزة بالفعل لكن لا يملك أن ترمي بكل أوراقك دُفعة واحدة.. فصرف مثل هذا المبلغ على لاعب واحد مهما كانت قيمته أمر صعب على الجانرز في الوقت الحالي فما بالك إن لم يكن يتمتع بالصفات المطلوبة ليصبح نجماً في الدوري الإنجليزي في أول موسم له.

إضافةً لذلك تم جلب الظهير صاحب الـ22 عاماً كيران تيربي من سيلتيك مقابل 27 مليون يورو و ويليام ساليبا من سانت ايتيان مقابل 30 مليون يورو (مع الإبقاء عليه معاراً لعام آخر في الدوري الفرنسي) ثم دافيد لويز من تشيلسي وداني سيبايوس معاراً من الريال.

وبالنظر لصفقات الموسم الثاني لم يشهد آرسنال نجاحاً كبيراً سوى لسيبايوس المعار من الريال، وبالتالي ستكون صفقات الموسم الأول أفضل نسبياً بوجود جيندوزي وبيرند لينو وتوريرا.

2- عدم الحفاظ على مكتسبات الموسم الأول

جماهير آرسنال

جماهير آرسنال

قرر إيمري أن يقوم بتهميش بعض العناصر التي كانت ستجعل الفريق أكثر قدرة على الحفاظ على إرثه الهجومي فتم إقصاء مواهب مهمة مثل لوكاس توريرا رغم تقديمه لموسم أول جيد للغاية وكذلك لمسعود أوزيل.

وأعاد المدير الفني توريرا و أوزيل لتشكيلته في الفترة الأخيرة بعد تمرد القائد تشاكا، والذي كان اختياره لنيل شارة القيادة قراراً عجيباً من إيمري، والذي كان مشوشاً وغير منضبط على أرضية الميدان حتى من الجانب التكتيكي وهو الأمر الذي كان يوليه إيمري اهتماماً مضاعفاً ولكنه نسى الجانب السلوكي وإقامة علاقة قوية مع رجاله الذي سيعتمد عليهم.

3- لماذا تحتاج مدرباً يجيد طرق لعب كثيرة ولا يجيد أياً منها؟

إيمري مع إشبيلية

إيمري مع إشبيلية

مما يقال عن إيمري أنه مدرب أستاذي بمعنى أنه يجيد تحضير الفرق التي يشرف عليها في اللعب بخطط لعب عديدة في الموسم الواحد.

وبالفعل كان إيمري ناجحاً تماماً في هذه الجزئية مع إشبيلية ولكن عندما خرج بخبرته التكتيكية من إسبانيا كان أكثر تشويشاً وعدم استقرار.

فمع باريس لم يكن يجيد الحفاظ على وضع الفريق الجيد في المباراة وكان يقوم بإجراء تغييرات في غير موعدها وبقرارات غير مناسبة ونفس الأمر في آرسنال الذي فقد الكثير من النقاط في مباريات كان يتقدم بها بالنتيجة.

وهذا يعتبر عجزاً كبيراً لمدرب من المفترض -كما يقال- أنه خبير و محنك من جانب المرونة التكتيكية، والذي أتذكر أنه كان قادراً في موسم واحد مع إشبيلية على اللعب ب4 أو 5 طرق لعب مختلفة ونجح بها جميعها..ولكن إشبيلة ليس آرسنال على مستوى الطموح وإن تشابها في أمرٍ واحد فهذا لا يعني تشابههما بالكامل.

4- شخصية المدير الفني غائبة

إيمري مع تشاكا

إيمري مع تشاكا

في النهاية يمكن أن يكون هذا السبب هو الأهم وهو أن إيمري لم ينقل للاعبيه إحساساً بالثقة في أفكاره أو في طريقة اللعب وكذلك لم ينجح في إنجلترا أن يبسط نفوذه على اللاعبين كما كان الحال مع فريقه الأندلسي.

وإذا ما كان إيمري قد حاول أن يجعل آرسنال فريقاً أكثر ذكاءاً وتنوعاً في الأفكار فإن تلك المحاولة جعلت الفريق أكثر هشاشة من المرحلة الأخيرة التي عاشها مع فينجر، حيث أنه مع فينجر كان آرسنال يلعب كرة قدم استحواذية وقادر على فرض أسلوب على أي منافس حتى رغم النتائج غير المثالية.

وختاماً سيكون إرث إيمري صعباً على أياُ من سيخلفه فالفريق غير مميز من الجانب الدفاعي ويحتاج لإعادة الاستقرار في غرفة الملابس.

وسيكون من المطلوب أن يكون المدرب القادم قادراً على الاستفادة من قوة وتميز عناصره على المستوى الهجومي بوجود أوباميانج و لاكازيت اللذين كانا يعزفان بمفردهما بعض المقطوعات الكروية الجميلة من فترة لأخرى.