أيان رايت

أهدى أسطورة آرسنال آيان رايت كتاب سيرته الذاتية إلى مُعلمه في المدرسة “السيد بيجدين” والذي كان أول رجل يحتذي به في حياته..ذلك الرجل الذي توفى في ديسمبر 2017.

يهمك أيضاً:

لماذا يتحول ميسي إلى لاعب شرس مع الأرجنتين

في إحدى مقاطع الفيديو التي تم تحميلها على شبكة الإنترنت والتي تنتمي لبدايات الألفية الحديثة..نرى رايت وهو يصور أجزاءاً من فيلم وثائقي خاص به في ملعب الهايبري وهو يتحدث إلى المذيع حتى يُفاجىء برجلٌ يقترب منهما..رآه رايت وهو يلتفت وكأنه مثل أي رجل ولكن عندما عادت عيونه للنظر فيه حتى تسمرت..لقد كان هو الرجل الأكثر تأثيراً بعمق على حياته.

تحدث رايت وهو يتمالك أعصابه : “سيد بيجدين..أنت حى، أكاد لا أصدق أنني أراك..لقد قال لي شخص ما أنك قد توفيت”.. وغرق رايت في حالة من المشاعر النبيلة وهو يبكي ويضع قبعته على جهه قبل أن يحتضن هذا المعلم.

يقول رايت بعد وفاة بيجدين “مستر بيجدين..لم أكن لأكون شيئاً بدونه..كان شخص أفكر فيه كل يوم لأنه كان يدعمني طوال الوقت وعندما كبرت عرفت كم كان مهماً في حياتي..كثير منا لم يكونوا ليصلوا إلى ما هم فيه بدون معلمين مثله”.

هذا الفيديو العاطفي بشكلٍ لا يُصدق يمثل قصة راقية وملهمة تظهر لنا كم يحتاج الأبطال رجالاً ومُرشدين حقيقيين خلفهم لكي يروا النور، ولكي يوجهونهم إلى المسار الذي يُمكن أن يصبحوا قادرين على إظهار أفضل ما فيهم به.

أيان رايت في مواجهة اليونايتد

أيان رايت في مواجهة اليونايتد

يقول رايت كذلك : “سيدني بيجدن هو مدرسي في المدرسة الابتدائية في بروكلي بجنوب شرق لندن والذي كان قبل التحاقه بالكلية التدريسية في سلاح الجو الملكي البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية..لقد كان أكثر سعادة بتمثيلي للمنتخب الإنجليزي أكثر من سعادته وهو يطير فوق قصر باكنجهام خلال الحرب العالمية الثانية..لقد ساعدني في طفولتي..كنت أجد صعوبة في تعلم القراءة والكتابة ودعمني لأصبح لاعباً جيداً في كرة القدم..بسبب توجيهاته لي وكل الأمور التي فعلها..كان أقل شىء هو أن أهدي الكتاب له..لقد علمني كيف أصبح إنساناً لائقاً”.

ولا يمكن لشخصي أن يُعبر بالكلمات في مقالٍ بسيط عن كم المشاعر التي كانت تختلج هداف آرسنال الكبير ونجم المنتخب الإنجليزي فالأمر كله يتعلق بمدى إحساسك بالتجربة التي عاشها ذلك البطل في طفولته، والمعاناة التي كانت ستهزمه لولا وجود رجل مثل السيد المحترم بيجدين في حياته.

أيان رايت

أيان رايت

ولا يمكن أيضاً أن أضرب لك أكثر من مثال آخر عن قصص ليونيل ميسي و أدريانو وأشخاص كثيرين في رياضة كرة القدم أو في الرياضات الأخرى..تفرقت بهم السبل وتغيرت مصائرهم بفضل الدعم الذين وجدوه فحتى الأبطال الخارجين يحتاجون لعون ويد تنتشلهم في الوقت المناسب.

في الأخير وصل الطفل رايت إلى مرتبة كبيرة وحقق 5 ألقاب مع آرسنال من أهمها الدوري الإنجليزي وكأس الكؤوس والأوروبية وسجل فقط مع المدفعجية ما يقرب من 185 هدفاً في 7 سنوات..كل ذلك كان قد بدأ بدفعة ومشاعر ونصائح إيجابية من فم هذا المُعلم الذي ربما يجهل البعض قيمته وتأثيره.