ربما يكون من الصعب الحديث عن نجاح آرسنال في الموسم الحالي كونه ظفر بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي فقط، إلا أن المواسم الثمان العجاف التي عانى منها النادي أشعرت الجميع أن الموسم الحالي يعد استثنائي لفريق فينجر، الفوز على هال سيتي بشق الأنفس حمل طعم لذيذ اشتاقت له جماهير المدفعجية.

ارسنال لم يكن يحلم بحصد لقب كأس الإتحاد الإنجليزي فقط، لا ننسى أن الجانرز كان أبرز المرشحين لنيل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى بداية العام الجديد، مع مرور الوقت وتراكم الاصابات تراجع مردود الفريق وتبخر حلمه بالعودة إلى سدة أندية البريمرليغ.

ولو ركزنا على موسم آرسنال المتقلب لوجدنا أن آرون رامسي يعد أهم أركانه، النجم الويلزي قدم مستوى رائع في النصف الأول من الموسم وكان أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي في حينها، كما أنه تألق بعض الشيء في مسابقة دوري أبطال أوروبا خلال دور المجموعات.

رامسي تعرض لإصابة خطيرة في نهاية ديسمبر من عام 2013 أبعدته عن الملاعب لنحو ثلاثة أشهر ونصف، في حينها كان أفضل هداف ضمن صفوف الفريق مسجلاً ثمانية أهداف رغم أنه لاعب ارتكاز في وسط الملعب من الأساس، كما صنع ستة أهداف أخرى للزملاء وكان من أفضل صانعي الأهداف في الدوري.

رامسي كان مميز في الناحية الدفاعية وأفضل لاعب يستعيد الكرة في وسط الملعب بالدوري الإنجليزي الممتاز، هذه الأرقام العظيمة منحت آرسنال فرصة اعتلاء صدارة الدوري الإنجليزي لعدة جولات، لكن بعد غياب رامسي لفترة طويلة اختلف كل شيء.

الجانرز فقد صدارة الدوري الإنجليزي وانحدر مستواه بطريقة مخيفة، صحيح أن رامسي لا يملك عصا سحرية وربما لم يكن سيستطيع تعديل الأوضاع في حينها كون هناك بعض النجوم المميزين تعرضوا للإصابة في ذات الوقت، لكن تواجده على أرض الملعب لربما غير نتائج بعض المباريات.

رامسي بعد عودته من الإصابة خاض مع آرسنال خمس مباريات كأساسي حقق الفريق الفوز في جميع هذه المباريات، كما عاد إلى هوايته المفضلة وسجل ثلاثة أهداف وصنع هدفين للزملاء ليصبح ثاني أفضل هداف في الفريق وثاني أفضل صانع للأهداف رغم غيابه الطويل عن الملاعب!

النجم المتألق يجب أن يظهر في المواعيد الكبرى، هذا بالضبط ما فعله الويلزي الذي اقتنص هدف النصر الثمين بلقب كأس الإتحاد الإنجليزي في الوقت الاضافي من مواجهة هال سيتي يوم أمس لينهي الموسم بطريقة عظيمة مثلما بدأه.

آرسنال محظوظ بتواجد رامسي ضمن صفوفه، فقط عليه أن يحميه من الإصابات ليجني ثماره في قادم السنوات.

 
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك من هنا