كافاني وميسي

موقع سبورت 360 – هناك شبه اتفاق على أن ليونيل ميسي شخصية هادئة ويتجنب المشاكل والخلافات ضد الخصوم في أغلب الأحيان، لكن بتنا نشاهد في السنوات الأخيرة تناقض في شخصيته ما بين برشلونة ومنتخب الأرجنتين، هناك تحول ملحوظ ولا يمكن إنكاره أبداً.

يهمك أيضاً:

لماذا يعاني رونالدو مع اليوفنتوس ويرتاح في البرتغال؟

في كل مباراة لمنتخب الأرجنتين خلال العام الماضي، نجد ليونيل ميسي يفتعل مشكلة إما مع الخصم، أو مع الحكام، وأحياناً يلقي اتهامات بشكل عشوائي على الاتحادات الكروية، كما من الواضح أنه يكون أكثر توتراً في الملعب مع منتخب التانجو عما يكون عليه الحال في برشلونة.

في بطولة كوبا أميركا الماضية، أطلق ميسي العديد من التصريحات الهجومية، وافتعل بعض المشاكل داخل الملعب في بعض المباريات، وبعد عودته من فترة العقوبة التي استمرت لثلاثة أشهر، أثار الجدل مجدداً في واقعتين خلال أسبوع واحد، الأولى بالتطاول على مدرب منتخب البرازيل وأمره بإغلاق فهمه رغم أن الأخير كان يتحدث مع الحكم ولم يدخل في أي خلاف مع البرغوث، والواقعة الثانية حدثت يوم أمس خلال مباراة الأوروجواي بعد أن تبادل الشتائم مع إدينسون كافاني.

وهذا ما يدفعنا للبحث حول سبب تحول ميسي من شخص هادئ في الملعب مع برشلونة، إلا لاعب شرس مع الأرجنتين ويبحث عن المشاكل كلما سنحت الفرصة لذلك، وهناك 3 أسباب تفسر هذا الأمر:-

ميسي مع الأرجنتين أكثر توتراً

مهما تراجع مستوى برشلونة، يبقى ضمن أقوى الفرق الأوروبية، ويحقق الانتصار في معظم مبارياته، فمثلاً هناك انتقادات لاذعة توجه للفريق هذا الموسم بسبب تراجع مستواه، ورغم ذلك، يتربع على صدارة الليجا ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا، مما يجعل التوتر أقل بكثير عما هو في منتخب الأرجنتين.

الأرجنتين تعاني كثيراً في السنوات الأخيرة، والصحافة العالمية والمحلية لم تعد ترحم ميسي، ودائماً ما يتم تحميله مسؤولية إخفاق المنتخب، مما يجعل البرغوث تحت ضغط كبير بشكل مستمر، بينما يلقى صاحب الكرة الذهبية 5 مرات الإشادة بشكل مستمر مع البرسا حتى لو خسر الفريق، ويتم إلقاء المسؤولية على اللاعبين الآخرين أو المدرب أو حتى الإدارة.

ومن الأساسيات الرئيسية في علم النفس، أن الشخص يفقد القدرة على التحكم بأعصابه كلما شعر بضغط أكبر، العصبية تزداد عند التوتر، والعكس صحيح، وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعل البرغوث يظهر كلاعب شرس وعنيف ومثير للجدل أحياناً خلال الجولات الدولية.

ميسي و سواريز

ميسي و سواريز

طبيعة المنافسة في مباريات الأرجنتين بالمقارنة مع برشلونة

كما صرح باولو دبالا وسيرجيو أجويرو بخصوص خلاف ميسي وكافاني بأن المنافسة في أمريكا الجنوبية تتخطى أحياناً الحدود الكروية، فآخر مباراتين خاضهما منتخب الأرجنتين كانتا أمام البرازيل والأوروجواي، ولا داعي للتذكير بمدى العداوة التاريخية بين هذه المنتخبات حتى لو كانت المباراة تقام على الصعيد الودي.

آخر مواجهات ميسي على الصعيد الدولية كانت في بطولة كوبا أميركا وأمام البرازيل والأوروجواي هذا الأسبوع، ومثل هذه المواجهات دائماً ما تشهد هذا النوع من المشاحنات، وبالتالي ما قام به ميسي كان انعكاساً لهذه الظاهرة.

الأمر مختلف في برشلونة، لأن كرة القدم في أوروبا أقل حدة من حيث المشاحنات بين اللاعبين، طبعاً باستثناء بعض المباريات مثل الكلاسيكو ضد ريال مدريد أو الديربي ضد إسبانيول وبعض المباريات الأخرى، وبالمناسبة ميسي يظهر وجهه الآخر في تلك المواجهات أيضاً، لكنه يكون شخصاً لطيفاً في معظم مباريات البرسا لعدم وجود أي عداوة أو منافسة تتخطى الحدود مع معظم الفرق الإسبانية والأوروبية.

ميسي محبوب في أوروبا ومكروه في أمريكا الجنوبية

في إسبانيا وأوروبا عموماً، ينظر إلى ميسي من قبل الخصوم على أنه أيقونة، ومجرد مواجهته هو شرف كبير لمعظم اللاعبين، طبعاً يستثنى من ذلك نجوم الصف الأول، وهناك المئات من تصريحات الإشادة بالبرغوث من قبل منافسيه قبل مواجهة برشلونة.

وبطبيعة الحال، الوضع مغاير تماماً على الصعيد الدولي، وبالأخص في قارة أمريكا الجنوبية، فهم ينظرون لميسي على أنه عدو، ويتعاملون معه بمبدأ الند للند، والأمر نفسه ينطبق عليه أيضاً، وبالتالي يتم افتزازه بشكل أكبر من قبل خصوم الأرجنتين، في الوقت الذي يتعامل معه معظم خصوم البرسا بلطف وتقدير.