ليونيل ميسي

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

ظفر الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة نادي برشلونة الإسباني، بالحذاء الذهبي للمرة السادسة في تاريخه، وذلك عقب نجاحه في إحراز 36 هدفاً بكافة المسابقات الموسم الماضي وتفوق على أبرز منافسيه كليان مبابي نجم نادي باريس سان جيرمان.

ويُعد ميسي أول لاعب يفوز بستة جوائز بالحذاء الذهبي وأول لاعب يتوج بها ثلاث مرات على التوالي ويتطلع إلى التتويج بجائزة الكرة الذهبية للمرة السادسة أيضاً.

جدل أزلي:

شهدت حقبة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو أكبر حالة من الخلاف في تاريخ كرة القدم لتحديد من الأفضل بين لاعبيْن ما زالا على أرض الملعب، فكلاهما أمتعانا بتنافسهما الشرس للحصول على الألقاب الفردية والجماعية على مدار السنوات الـ15 الأخيرة.

من الأفضل رونالدو أم ميسي؟ هذا السؤال أصبح أزلياً بين عشاق صاروخ ماديرا والبرغوث الأرجنتيني، والإجابة دوماً تكون سريعة بلا تفكير، فالكل يجيب باسم اللاعب الذي يُحبه ء أو يلعب في فريقه ء وبعد ذلك يبدأ بالتحدث في الأرقام والبراهين التي تؤيد رأيه.

ويتفوق ميسي حالياً على كريستيانو رونالدو في عدد الأحذية الذهبية التي فاز بها، فالنجم الأرجنتيني حصل على الجائزة المرموقة 6 مرات، بينما حصدها صاروخ ماديرا في 4 مناسبات سابقة، آخرها كان في موسم 2014/2015.

كما ظفر ميسي بجائزة أفضل لاعب في العالم 6 مرات، بينما يأتي كريستيانو رونالدو خلفه حيث فاز النجم البرتغالي بالجائزة باللقب الفردي المذكور في خمس مناسبات.

مغالطات كثيرة وتناقضات لا تنتهي:

في 2015، فاز كريستيانو رونالدو بجائزة الحذاء الذهبي للمرة الرابعة في تاريخه، بينما توج ليونيل ميسي في نفس العام بجائزة أفضل لاعب في العالم (الكرة الذهبية)، وحرص عشاق الدون البرتغالي حينها على التقليل من إنجاز أسطورة برشلونة.

واستند عشاق كريستيانو رونالدو في مواقع التواصل الاجتماعي، على حقيقة أن الحذاء الذهبي جائزة فردية يحققها اللاعب بفضل أهدافه ومجهوده الفردي، بينما تخضع الكرة الذهبية (جائزة ذا بست) لأهواء الصحفيين وآراء المصوتين، وتتحكم فيها الشركات الإعلانية الكبيرة، وغيرها من المغالطات.

GettyImages-1176174712 (1)

ولم يكن مشجعو كريستيانو رونالدو، وقتها، على دراية بأنه سيأتي وقت سيتفوق فيه ليونيل ميسي على صاروخ ماديرا في كلتا الجائزتين، فهم أرادوا النيل من جائزة الكرة الذهبية (ذا بست) والتقليل من شأنها مقارنة بالحذاء الذهبي الذي يتطلب مجهوداً أكبر وعمل شاق وهو تسجيل الأهداف، لكن البولجا رد عليهم بقوة وجعلهم يقعون فريسةً للتناقض.

رونالدو نفسه، وقع في فخ هذه المغالطات، ففي 2011، فاز البرتغالي بالحذاء الذهبي بينما ظفر ليونيل ميسي بالكرة الذهبية، وأطلق نجم ريال مدريد وقتها تصريحاً يقول فيه: “الكرة الذهبية هي نتاج أصوات، أما الحذاء الذهبي فهو ناتج عن أهداف، هو لقب فردي لا يعتمد على أصوات الأشخاص”.

لكن القدر أراد أن يُعاقب رونالدو في عام 2017 عندما حقق هو الكرة الذهبية التي قلل من شانها سابقاً، بينما حقق ميسي الحذاء الذهبي الذي مجده الدون بلسانه، بل تطور الأمر للقول بأنه اللاعب الأفضل في التاريخ عقب حصول على جائزة الكرة الذهبية التي قال إنها نتاج أصوات.

ميسى عقل وصانع لعب وهداف، ورونالدو مطرقة تضرب في أي لحظة، لكن التقليل من أي جائزة يفوز بها أحدهما هو صنف من الجنون، فكل واحد منهما يستطيع قلب الكفة على حساب الآخر في أي لحظة، وكل واحد منهما قادر على التتويج بجوائز فردية لا حصر لها.