بقلم حسين ممدوح – دأب الكثيرون في كل صيفية، على العودة لاستعراض مسيرة ليونيل ميسي، نجم برشلونة وكرة القدم العالمية مع منتخب بلاده، الأرجنتين.

ميسي ذلك الذي بدأ كنجم مشتعل في سنواته الأولى مع برشلونة، نال الميدالية الذهبية مع المنتخب الأوليمبي في عام 2007، وفعل كل شىء يمكن أن يطلبه مُحب للبارسا خلال سنوات طويلة، بأداء من الطراز العالي في أغلب المواعيد، أهداف حاسمة وقيادة للفريق مع بقية زملاءه في الجيل التاريخي للبلاوجرانا.

واستمر البرغوث، الذي يُرى بأنه الأفضل في التاريخ في نظر الكثيرين من متتبعي كرة القدم الحديثة، في تقديم لوحات فنية مع البارسا حتى بعد اعتزال النجوم التاريخيين، تشافي هيرنانديز ثم إنييستا.

لكن ظل الإخفاق في تحقيق بطولة مع منتخب بلاده مثل الغصة في الحلق، لذلك الأعجوبة الأرضية الذي لا يخلو أي منتدى حواري أو جلسة شبابية من ذكر ما فعله، وما يفعله بالخصوم في الليجا الإسبانية وعلى المستوى الأوروبي.

ومع تخطي ليو لعامه الثلاثين، وموجبات الزمن التي تجعل من الصعب عليه أن يحتفظ بنفس الجهد الذي كان يقدمه وهو لاعب يافع، أصبح الأمر أثقل على ليو، فهو مثل القمر، الذي يهنىء الناس بقدومه ومشاهدته لأنه يعني الراحة بعد التعب، الأمل والسمر انتظارًا لفجر يوم جديد، لكن ميسي بسبب مسيرته الأسطورية، جعل الناس يعتقدون أن هناك قمرًا لا يعرف الغياب!.

مستوى اللاعب بطبيعية الحال حتى الآن في البطولة بعيد تمامًا عن اسمه الناصع، وخاصة وأنه قدم موسم ممتاز مع فريقه في الدوري الإسباني، حيث سجل 36 هدف وصنع 13 تمريرة حاسمة قاد بها الكتلان للتتويج بلقب الليجا، وهي نتيجة جيدة في العموم على الرغم من خسارته أمام ليفربول، في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا.
الأمل لازال يطرق باب ميسي إلى الآن، فأمامه فرصة للتتويج ببطولة كوبا أميركا، سواء الحالية، إن تخطى البرازيل ووصل للنهائي، وإن لم يتخطاها فالفرصة الجديدة وربما تكون الأخيرة ستكون في العام القادم، فعلى أية حال، مازال القمر موجودًا، ولن يزول أبدا، حتى بعد أن يعتزل.

Argentina v Venezuela: Quarterfinal - Copa America Brazil 2019

لكن آفة حارتنا هي المقارنات، فسهام المراقبين والمحبين لا تتوقف عن كشف مساوىء أي أسطورة رياضية، سواء فيما يتعلق بإخفاق داخل الملعب أو خارجه، وفيما يخص نجم بلاد الفضة، فإن المقارنة الدائمة بينه وبين كريستيانو رونالدو تزي عليه من حمل الضغط عندما يكون مطالبًا منه قياة سفينة منتخب البلاد، المليئة بالشروخ، وغير المستقرة، حيث تتغير تشكيلة منتخب الأرجنتين دومًا خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية بصفة مستمرة.

خسارة ميسي لأربعة نهائيات على الصعيد الدولي مع منتخب الأرجنتين، هو أمر كذلك يشبه اللعنة، حتى أننا في بعض الأوقات، علينا أن نثق ونؤمن بأهمية الما ورائيات، وبأن دائمًا هناك أشياء لا يُمكن أن تبررها أو تفهمها بالشكل الكافي.

وفي حالة خسارة فرصة أخرى للتتويج بلقب دولي مع منتخب الأرجنتيني، فربما تكون هناك شكوك كبيرة حول استمرار ميسي كقائد للمنتخب الأرجنتيني، حيث أنه من المفترض أن يجتاز هذا الضغط الذي يُسلط عليه في مباريات الحسم مع المنتخب.

Argentina v Venezuela: Quarterfinal - Copa America Brazil 2019

وإضافة لهذا، ربما تتقلص فرصه في الحصول على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم للمرة السادسة، وتزيد فرص مدافع ليفربول ومنتخب هولندا فيرجيل فان دايك في الحصول على تلك الجائزة، خاصة بعد فوز الأخير بلقب دوري الأبطال والوصول مع هولندا لنهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية.

على أية حال، كما أنني وصفت ميسي بالقمر، فانا أيضًا أميل للقول بأن اللعنة التي تصيب ولد روزاريو منطقية تمامًا من وجهة النظر العامة، فهي لعنة غير مفهومة وغير طبيعية، أصابت أعجوبة من اعاجيب كرة القدم، الذي يملك مهارات غير طبيعية تصل إلى درجة عدم الفهم، فقد وافقت اللعنة أسطورة اسمها ميسي، إنها تشبهه، إنها مثله، غير طبيعية.