يجب انتقاد ميسي .. عندما يتحول الظاهرة إلى فيلسوف !

رامي جرادات 14:38 13/05/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالدو نازاريو دي ليما، ظاهرة العصر الحديث في كرة القدم، واللاعب الذي اتفق عليه الجميع بأنه امتلك موهبة فريدة تدمرت مع مرور السنين بسبب الإصابات، وبعيداً عن مسيرته الحافلة بالإنجازات، لقد أثبت أنه موهوباً بالتصريحات أيضاً، سوف أثبت لك ذلك سريعاً.

    لأنه ظاهرة، ودائماً مميز عن الآخرين، فقد قرر السير عكس التيار وحمّل ليونيل ميسي جزء من مسؤولية إقصاء برشلونة على يد ليفربول، مبدياً اعتراضه على إلقاء اللوم على إرنستو فالفيردي وفيليب كوتينيو وحدهما، واعفاء النجم الأرجنتيني من المسؤولية.

    رونالدو صرح قبل يومين لصحيفة ماركا الإسبانية “عندما يفوز برشلونة يكون بسبب ميسي، وعندما يخسر لا يتم لوم سوى فالفيردي ولاعبين مثل كوتينيو، هذا يقلل من احترام اللاعبين”.

    أراهن أن رونالدو لم يتابع ميسي هذا الموسم في جميع المباريات، ولا في نصفها، وأراهن أيضاً أنه كان يفعل أي شيء آخر غير مشاهدة مباراة ريمونتادا ليفربول على برشلونة، لأنه لو تابعها، لشاهد ميسي وهو يقدم 3 تمريرات سانحة للتسجيل تفنن زملائه في إهدارها.

    ميسي أحرز هدفين في مباراة الذهاب، وسجل في معظم مباريات الفريق في البطولة هذا الموسم، وفي لقاء الإياب حاول كثيراً وصنع الفرص، ولا أفهم هل يجب أن يقف بجوار تير شتيجن ويمنع الكرات من الدخول إلى المرمى، أم يلعب كظهير أيسر ثاني لمساعدة جوردي ألبا على عدم ارتكاب الهفوات.

    نعم ربما ميسي لم يكن حاسماً بنفسه في هذه المباراة، لكن المنطق يقول أنه لم يكن بحاجة لذلك لو أن فريقه لعب مباراة طبيعية والمدرب لم يمارس هوايته المفضلة باتخاذ قرارات سيئة في اختيار التشكيلة، ناهيك عن فشله الذريع في تهييئ لاعبيه نفسياً وذهنياً لهذه المباراة.

    ربما رونالدو يقيس الأمور بناءً على مسيرته الشخصية، لأنه عانى من الانتقادات في الكثير من الأحيان خلال مسيرته، لكنه أغفل أن ميسي لم يرتكب ولو 10% من الأخطاء التي ارتكبها هو في الماضي، ولم يبدع في إهدار مسيرته بالسهر والاكل الغير صحي وعدم الالتزام بالتدريبات والتمرد على المدربين لكي نقوم بانتقاده.

    صحيح أن ميسي جزء من منظومة برشلونة، وهو لا يفوز وحده أيضاً، بل زملائه لهم دور أيضاً، لكن يجب إدراك أنه حالة فريدة في النادي الكاتالوني لأن مدى مساهماته أكبر من مساهمات أي لاعب آخر في الفريق وفي العالم عموماً، وهو يسجل في معظم المباريات، وعندما لا يسجل يصنع، ونادراً جداً ما يخوض 90 دقيقة بدون تقديم أي إضافة.

    رونالدو يريدنا أن نحمّل ميسي المسؤولية مثل فيليب كوتينيو تماماً، نعم يجب أن نكون منصفين، قد يكون محقاً، ولو أردنا فعلاً أن نعدل بين الطرفين، فلا يجب أن نعتبر كوتينيو لاعب كرة قدم من الأساس بالمقارنة مع ميسي، على الأقل بناءً ما شاهدناه على مدار موسم ونصف.

    يجب أن ننتقد ميسي مثل كوتينيو! يجب أن نلوم لاعب حصل على تقييم 7.2 في المباراة بنفس مقدار لومنا للاعب حصل على تقييم 5.9 وبالكاد لمس الكرة، يجب أن نعدل بين لاعب سجل 48 هدف وصنع 22 آخرين هذا الموسم مع مهاجم آخر كلف النادي 120 مليون يورو وسجل 11 هدف وصنع 5 فقط في 53 مباراة، بأي منطق تتحدث يا ظاهرة!

    المسألة ليست متعلقة بالأشخاص، وإنما بالتصريحات الغير منطقية أبداً، وما يدهشك حقاً أنها خرجت من فم لاعب كنت وما زالت مؤمناً بأنه الأكثر موهبة وذكاء في تاريخ كرة القدم.

    لا أعرف لماذا قال رونالدو هذه الكلمات بحق ميسي، ربما بسبب اعتياده على الانتقادات في الماضي والتناوب عليها مع باقي نجوم الجيلاكتيوس عندما كانوا يودعون بطولة دوري الأبطال مراراً وتكراراً !

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.