Getty

موقع سبورت 360 – حسم التعادل الإيجابي بهدفين في كل شبكة، موقعة برشلونة وفالنسيا التي أقيمت مساء اليوم السبت، على أرضية ملعب الكامب نو، ضمن فعاليات الجولة 22 من مسابقة الدوري الإسباني.

ونقدم لكم في هذه المساحة، أبرز الملاحظات الفنية من هذه المباراة:

بدأ فالنسيا المُباراة بشكل جيد جداً، فالحقيقة أنه كان منظماً للغاية ولم يقم سوى بأخطاء قليلة وهو ما صعّب من مهام برشلونة الذي لم يتمكن من إيصال الكرة للثلاثي الأمامي وهو في وضعية جيدة.. مارسيلينو جارسيا تورال فرض ضغطاً معتدلاً (لم يكن ضغطاً متقدماً ولا متأخراً، بل حاول تقليص المساحات أمام الثلاثي الأمامي)، حيث قام بنصب جدارين متقاربين مكونين من أربعة لاعبين في كل جدار، بالإضافة إلى الثنائي رودريجو وجاميرو الذي كان يضغط في مناطق برشلونة.

لا شك أن برشلونة عانى من بعض النواقص والشوائب في الشوط الأول، والحقيقة أن مُشكلة برشلونة الأولى كانت خط وسطه، فتواجد راكيتيتش رفقة آلينيا وفيدال كان يجعل من خط الوسط هشاً للغاية أمام المرتدات التي يتقنها الخفافيش.. راكيتيتش كان مُحتاجاً اليوم للاعب إلى جانبه من أجل القيام بالعمل الدفاعي في مناطق متأخرة من وسط الملعب، خاصة وأن برشلونة كان يلعب بخطوط متقدمة أكثر من المُعتاد، لكن أرتورو فيدال لم يكن يقم بذلك، بل وكان يخلق مشاكلاً إضافية لبوسكيتس بفقدان كرات في مناطق صعبة جداً من أرضية الميدان.

المشكلة الثانية كانت في الأروقة، فمنذ تولي إرنستو فالفيردي مهمة تدريب برشلونة والفريق يُقاسي الأمرين فيما يخص الأداء الدفاعي للأظهرة، لدرجة أن أي فريق يمتلك أجنحة سريعة سيكون قادراً على إيذاء البلاوجرانا بشكل متكرر.

سيرجي روبيرتو غير قادر على التوفيق بين مهامه الدفاعية والهجومية (تواجده اليوم في الجهة اليسرى ليس عذراً)، أما نيلسون سيميدو فإن أداءه الدفاعي يبقى مميزاً ويكون متمركزاً بشكل صحيح، لكنه لا يمد يد العون هجومياً وهو ما جعله عاجزاً عن استغلال المساحات التي تركها لاعبو فالنسيا اليوم على الأطراف.

أما في الشوط الثاني، فقد تغيرت الأمور تماماً خاصة مع عدم قدرة لاعبي فالنسيا على المواصلة بنفس نسق الشوط الأول في وسط الميدان خاصة، وكذلك مع تحسن أداء برشلونة الذي أجبر الخفافيش على الدفاع في مساحات أكبر بدخول جوردي ألبا.. البارسا الذي وجد صعوبات جمة في اختراق دفاع الضيوف عاد ليسيطر على المباراة طولاً وعرضاً (باستثناء الدقائق العشر الأخيرة)، وعاد ليقدم ما اعتدناه عليه، كما تطور العمل الدفاعي بشكل واضح رغم ظهور بعض المساحات في القنوات الشاغرة وهو أمر عادي نظراً لرغبة برشلونة في التسجيل.

الطريقة الدفاعية التي نهجها مارسيلينو جارسيا تورال أمام برشلونة في مباراة اليوم مثيرة للإعجاب وتستحق الإشادة، فكثيراً ما شعرنا وكأننا أمام فريق كرة يد يُدافع.. المدرب الإسباني اعتمد “دفاع المنطقة” والذي مكنه من تغطية الأروقة بشكل ممتاز مع وضع عدد كافٍ من اللاعبين في العمق، الأمر كان فيه بعض الخطورة لأن ذلك يُتيح للاعبي برشلونة اللعب على مشارف منطقة الجزاء ويُتيح لهم إمكانية التسديد من بعيد وكذلك خلق الثغرات اعتماداً على المهارات الفردية.

لا يُمكننا بأي حال من الأحوال أن نلوم إرنستو فالفيردي على اتباعه نظام المداورة نظراً لتراكم المباريات التي يخوضها في وقت وجيز، لكن بإمكانه أن يُسيّره بشكل أفضل.. شخصياً وفي مثل هذه المواجهات (ضد خصم متوسط مثل فالنسيا)، أرى أن إشراك أفضل اللاعبين مع بداية اللقاء وحسمه منذ دقائقه الأولى يجعل الفريق يوفر جهداً أكبر من ذلك الذي يوفره حين يشرك مجموعة من الاحتياطيين ويضطر لتغييرهم مع بداية الشوط الثاني بأساسيين مضطرين لبدل مجهود مُضاعف لإخراج الفريق من ورطته.

في الأخير.. أن يكون جوردي ألبا بدون بديل حقيقي، هذا خطأ لا يُغتفر من مسؤولي برشلونة، والحقيقة أن إدارة النادي منحت إرنستو فالفيردي خلال الصيف المنصرم، إمكانية الاختيار بين كوكوريلا وخوان ميراندا، لكن الأول انتقل إلى إيبار معاراً، والثاني لم يقنع المدرب الكتالوني في المباريات التي لعبها بكأس الملك.. لكن الغريب في الأمر، هو أن الجهاز الإداري لم يفتح موضوع بديل ألبا طيلة ميركاتو الشتاء، كما أن الصحافة الكتالونية لم تقترح أسماءً مناسبة أصلاً!