كريستيانو رونالدو

موقع سبورت 360 – ظفر ليونيل ميسي أسطورة برشلونة في العصر الحديث بل على الإطلاق بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الشهيرة لأفضل لاعب في أوروبا والعالم، وهي الجائزة التي كانت تذهب قديماً للاعبين الأوروبيين فقط مما حرم العديد من النجوم العمالقة في هذه الرياضة منذ 1956 من حمل تلك الكرة الذهبية بين أياديهم.

يهمك أيضاً:

اقصف يا كيليني بالكلمات فهذا كل ما تملكه .. النفاق حرفة ولكن!

و رغم هذا يُمكن أن تسمع من يقول أن هناك لاعب واحد يستحق الحصول عليها كل عام وهو الأرجنتيني ليو، والذي فتح حصوله على الكرة الذهبية السادسة باباً للجدال بين مشجعين ليفربول ويوفنتوس و برشلونة ولكن في النهاية اتفق الجميع على أن ميسي لاعب عظيم ولا ينقص عدم حصوله على الجائزة شيئاً ولا تزيده شيئاً بحصوله عليها.

مع ذلك كان البرغوث والمعجزة التي تفجرت في كاتالونيا واضحاً في تصريحاته عندما اعترف بأنه شعر بالألم والانزعاج عند حصول كريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية الخامسة لأنه كان دائماً أن لا أحد سيلحق به، نعم، حتى ميسي يهتم بالجوائز وهو أمر طبيعي لأنه انسان في الأول والأخير.

كريستيانو رونالدو كان أكثر شجاعة من ميسي

كريستيانو رونالدو مع يوفنتوس

كريستيانو رونالدو مع يوفنتوس

رغم كل الإبداعات التي يقدمها ليو مع البلاوجرانا طيلة الموسم في ملعب الكامب نو أو خارجه فإنه كان يأمل في أن يصبح متفرداً من نوعه على مستوى الأرقام فما زال طموحه مشتعلاً وأنفاسه اللاهثة نحو ضرب الخصم متوقدة.

وهذه المشاعر ما كانت لتأتي إلى ميسي لولا وجود منافس عنيد يمثل جذوة التحدي والإصرار في عالم الرياضة وهو البرتغالي رونالدو..والذي أتذكر أنني عندما رأيته لأول مرة بقميص مانشستر يونايتد بالرقم 7..قلت من هذا النحيف الذي يرتدي قميص ديفيد بيكهام؟.. هل هو النحيف الذي بكى مثل طفل صغير بعد خسارة البرتغال في يورو 2004 على أرضها..نعم هو نفسه الذي بكى في 2018 احتفالاً هذه المرة بنفس اللقب.

ونعود للمشهد الذي جمع ما بين الأسطورة الإيفوارية ديدييه دروجبا و ليو ميسي عند تسلمه الجائزة فقد تم عرض فيلم صغير على ميسي به بعضاً من إبداعاته وأرقامه القياسية، وكان مشهداً جميلاً لأن ختامه كان شخصي للغاية برسائل ولديه و زوجته له.

ويرى البعض أنه لا بد أن لا تتم مناقشة مسألة فوز ميسي بالكرة الذهبية هذا العام أو في أي عام لأن ما قدمه لكرة القدم كان كثيراً..وأرى بالفعل أن ميسي قدم لبرشلونة ولكرة القدم ماهو أكثر من متوقع.. بعطاء لا يتوقف ومستمر بشكلٍ لم يحدث من قبل في تاريخ اللعبة تقريباً.. على الأقل في آخر 50 عاماً.

ولكن بنظرة المحايد تماماً أقول بأن رونالدو كان أكثر شجاعة وأن كرة القدم مدينة له أكثر من ليو لعدة أسباب:

ماذا لو لم يكن هناك كريستيانو رونالدو ؟

ميسي إلى جانب رونالدو في حفل دوري الأبطال في أغسطس الماضي

ميسي إلى جانب رونالدو في حفل دوري الأبطال في أغسطس الماضي

1- تلك الموهبة الفريدة من نوعها التي يملكها ميسي لم يكن لينافسها أحد إلا رونالدو..الذي قلًّص تماماً من الفوارق بينه وبين ميسي في بعض الأوقات، ونجح بشخصيته وثباته النفسي العجيب والمتواصل في المواقف الصعبة في تحقيق الأرقام والبطولات التي تجعله دائماً في موضع مقارنة مع ميسي، ولو افترضنا جدلاً أن كريستيانو رونالدو غير موجود في هذا العصر لنافس ميسي نفسه..وربما كان سيحقق أرقاماً ومستويات أقل وخاصة مع ندرة المواهب الفذة جداً في العقد الأخير.

أما إذا قمنا بعكس هذه الفرضية وقلنا ماذا لو لم يكن هناك ميسي ؟ بالتأكيد كانت كرة القدم ستفتقد لقصة أسطورية.. ولكن كان سيكون هناك منافسة بين ما يقرب من 20 لاعباً على لقب الأفضل.. كما كان الحال في كرة القدم في تسعينيات القرن الماضي عندما كنت تجد ما يقرب من 10 إلى 15 نجماً مرشحين بالتساوي للفوز بلقب الأفضل.

2- كان فوز البرتغال معه ببطولة الأمم الأوروبية مع رونالدو رغم وجود منتخبات أفضل في القارة العجوز إنجازاً أضاف لكرة القدم شيئاً خاصاً، وهذا الشىء هو أنه يُمكن للفريق الجماعي أن يكتسب شخصية من نجمه وأن يحقق حلماً كان يتصورونه بعيد المنال وهو ما حدث بهزيمة فرنسا في عقر دارها، وما ينطبق على منتخب البرتغال 2016 ينطبق على فريق مثل أتلتيكو مدريد مع المدرب الفذ دييجو سيميوني.

رسالة الدون البرتغالي إلى العالم الكروي : التحدي والمخاطرة والمثابرة

رونالدو يحتفل مع البرتغال بأمم أوروبا 2016

رونالدو يحتفل مع البرتغال بأمم أوروبا 2016

3- انتقال رونالدو للدوري الإيطالي كان قراراً شجاعاً ورفيعاً .. يلوم الكثيرين رونالدو الآن على انتقاله ليوفنتوس والذهاب إلى عالم الكالتشيو الذي لا يحظى بنفس الأضواء الموجودة في الدوري الإنجليزي أو في مدريد أو في كاتالونيا ولكن رونالدو جلب بريقاً جديداً وأضواءاً إعلامية أكبر لبطولة عريقة وتاريخية في كرة القدم مثل الكالتشيو وبالتالي أعاد لنا ذلك فريق إنتر ميلان إلى الصفوة..ويمكن القول بأن سيطرة يوفنتوس لم تستفز المنافسين أكثر من شعورهم بالغيرة والحسد على اليوفي بعد امتلاك رونالدو في صيف عام 2018، وربما يعود ذلك بميلان إلى مصاف الأندية الكبرى في السنوات القادمة كما كان وهذا كله في صالح كرة القدم الأوروبية التي تفتقد أيضاً توهج نادٍ مثل مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة.

4- فتح صاروخ ماديرا باباً من الأمل لريال مدريد بعد سنوات من الهيمنة لبرشلونة على الكرة الأوروبية مع جيل بيب جوارديولا، وبعد أن أعاد التوازن بأهدافه الحاسمة في البطولات الأوروبية الثلاثة الذي حققها الريال توالياً مع المدرب زيدان فإنه أيضاً ضرب مثلاً في شجاعة الرياضي بقبول تحدٍ كبير وجديد وهو النجاح مع يوفنتوس في الفوز بدوري الأبطال، وإن لم يتحقق ذلك في الموسم الأول فمن المتوقع أن يحاول بشكلٍ أكثر عناداً في الموسم الحالي.. وفي الأخير فكرة القدم تعشق المخاطرة وتعيش على قصص المجازفة والتحولات الدرامية، و رونالدو كان أكثر إخلاصاً لهذه الجوانب (التحدي والمخاطرة والمثابرة) في كرة القدم أكثر من غيره.