رونالدو

يقول الكالتب البرتغالي فيرناندو بيسوا أنه لو تم احتلال البرتغال وسمع أصوات الدبابات لجيوش العدو تمر من أمام منزله فلن يهتز له جفن، ولن يشعر بأن شيئاً ما يعكر عليه صفوه طالما أن أحداً لم يدخل عليه ليعتقله أو يأسره.

ورغم ذلك فهذا لم يمنع البرتغال من أن تحتفل به كل عام فهو إلى جانب جوزيه ساراموجو يمثلان الوزن الثقيل للبرتغال في الحضور الأدبي العالمي بفضل أعماله شديدة الإبداع والقوة من حيث اللغة الأدبية والقدرة على سبر أغوار الروح رغم الاتجاه العدمي الذي يشوب كتاباتهم.

وإذا أردت أن تجد مثلاً للتفاني لأجل شعار الوطن فسوف يقع اختيارك على كريستيانو رونالدو لترى ما الذي أمكنه أن يفعل مع شعار بلده المطرز على صدره وهو يحملها لتحقيق إنجاز لم يسبق حتى لأوزيبيو أن يفعله وهو حمل لقب كأس الأمم الأوروبية في فرنسا قبل 3 سنوات.

المجد الأهم عند كريستيانو رونالدو

كريستيانو رونالدو

كريستيانو رونالدو

فرغم كل ما حققه الأسطورة الخالدة في تاريخ البرتغال أوزيبيو من إنجازات مع بنفيكا إلا أن النجم اللامع الموزمبيقي الأصل كان أفضل ما فعله هو تحقيق المركز الثالث مع البرتغال في نهائيات كأس العالم 1966.

وقد كتبت قبل سنوات مقالاً بعنوان “غريب لشبونة” ومررت به على جوزيه مورينيو الذي كان مغموراً مجهولاً حتى نجح في الفوز مع بورتو بكأس دوري الأبطال ومن هنا ذاع صيته خارج البرتغال.. ولم يدخلها مرة أخرى إلا بحراسة شخصية مكثفة منعاً للإزعاج، حتى في بلدته سيتوبال فإن جوزيه يمشي بحراسة.

لذا فإن صاروخ ماديرا جمع جميع أركان التحقق والوجاهة لأنه لم يحظى بالمجد فقط في شبه الجزيرة الإيبيرية في لشبونة مع سبورتينج أو في الجارة إسبانيا مع الريال مدريد..بل حتى في تورينو بزعيهما وملك إيطاليا المتوج يوفنتوس.

ثم كان سعيد الحظ وأيضاً مقاتلاً على لقبين تحققا للبرتغال في عهده فبعد اليورو نجح في مباراتين من دق أبواب قلعة الأمجاد مجدداً مع رفع بطولة دوري أمم أوروبا الجديدة..وأنا بصراحة أجده الآن أكثر حلماً وتعلقاً بمجد آخر مع البرتغال في بطولة اليورو القادمة أكثر من اهتمامه بتحقيق أمل السيدة العجوز في أن تحظى بلقب دوري الأبطال.

يمكن لنا أن نروي ونتعجب كثيراً ونستعيد نجوم البرتغال الكروية التي أمتعت وأطربت أجيالاً مختلفة بما فيها جيل بطولة كأس الأمم الأوروبية 2000 ونأسف لعدم مرورهم على منصة التتويج يوماً ما..وبنفس القدر يُمكن أن يشعروا بالحسد تجاه كريستيانو والذي ليس غريباً عن لشبونة..بل أنه واقع في غرامها.