سبورت 360 – ودع فريق يوفنتوس الإيطالي منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي على يد فريق أياكس الهولندي، بعد أن خسر إياباً بهدفين مقابل هدف واحد في تورينو، وتعادله ذهاباً بهدف لمثله في امستردام.

وسجل هدفي فريق السيدة العجوز في لقائي الذهاب والإياب، نجمه الاوحد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، المنتقل مطلع الموسم الجاري من العملاق الإسباني ريال مدريد، حامل لقب البطولة الاوروبية لثلاث مرة متتالية.

It ends here for Juventus, but they can be proud.#UCL pic.twitter.com/yzPbzyGoza

— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) April 16, 2019

وكما هو معلوم لدى الجميع من متابعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم، كان تعاقد بطل الدوري الإيطالي من نجم ريال مدريد، ليقوده نحو إحراز اللقب الاوروبي المفقود منذ 23 عاماً، عندما تغلب فريق السيدة العجوز في نهائي موسم 95/96 على أياكس بفارق ركلات الترجيح.

وعند تعاقد البيانكونيري مع صاروخ ماديرا البرتغالية، ظن عشاق الفريق في تورينو وخارج تورينو أن الكأس ذات الأذنين،  ستكون الثالثة إلى جانب سابقتيها، في متحف النادي الإيطالي، لكنهم افتقدوا إلى بعد النظر وخانتهم الذاكرة ونسوا ان هذا يوفنتوس وليس ريال مدريد.

1533992040_504194_153400249

“نسوا ان هذا يوفنتوس وليس ريال مدريد” ، هي ليست إهانة أو تقليل من قية العملاق الإيطالي، صاحب الإنجازات الكبيرة على المستوى المحلي والأوروبي، بل هي مجرد تذكير وعرض للفوارق الكبيرة بين الناديين بوجود رونالدو.

في هذا التقرير استعرض لكم بعض الفوارق بين يوفنتوس الذي تعاقد مع رونالدو وريال مدريد الذي كان يملك رونالدو.

تاريخ ريال مدريد مع دوري أبطال أوروبا

يعلم القاصي والداني، ودون ذكر أرقام او نتائج، أن نادي العاصمة الإسبانية، هو سيد البطولة الأوروبية دون منافس أو منازع، فهو صاحب أكبر عدد من الألقاب (13 لقب) وصاحب اكبر عدد من الانتصارات وصاحب اكبر عدد أهداف.

وبعيداً عن هذه الأرقام الفلكية التي يبتعد بها الريال كثيراً، عن أقرب ملاحقيه، يمتلك الفريق الابيض شخصية لا تضاهى، عندما يتعلق الأمر بمباريات دوري أبطال أوروبا، رغم خروجه المبكر هذا الموسم من دور الستة عشر، على يد أياكس أيضاً.

والحديث عن الشخصية هنا، تتجلى بخبرة الفريق ولاعبيه الطويلة في البطولة، ومشاركاته المتتالية في الأدوار المتقدمة منها، فقد وصل نصف لاعبي الفريق إلى نصف نهائي البطولة 8 مرات متتالية منذ موسم 2010/2011، وبلغوا المباراة النهائية ونجحوا في تحقيق اللقب 4 مرات.

هذا كله لا ينقص أو يقلل، من حجم النادي الإيطالي العريق وإنجازاته على المستوى الأوروبي، بل لإظهار فارق الإنجازات  الناتج عن الخبرة والتجربة في البطولة

Sergio+Ramos+Juventus+v+Rea

مسيرة رونالدو الطويلة والناجحة مع ريال مدريد

انتقل البرتغالي إلى صفوف الميرينجي، صيف عام 2009 في صفقة قياسية بلغت قيمتها 94 مليون دولار، قادماً من مناشستر يونايتد الإنجليزي، وعاش هناك في السانتياجو برنابيو  9 سنوات، خاض خلالها 438 وسجل 450 هدف بالتمام والكامل، وتوج بـ 15 لقباً جماعياً والعديد من الجوائز الفردية، بالإضافة إلى كسره لعدد مهول من الأرقام القياسية.

ربما لا تعني هذه الأرقام الكثير بالنسبة لبعض متابعي كرة القدم، لكنها دليل واضح على نجاح المسيرة الطويلة لأهم قادة العصر الذهبي لفريق ريال مدريد الذي توج مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بتسعة ألقاب خلال 3 مواسم.

ومن هنا يجدر بمتابع كرة القدم وعاشق اليوفي، أن لا يتسرع ويمتلك بعضاً من صبر جماهير ريال مدريد التي انتظرت رونالدو من صيف 2009 حتى صيف 2014 ، كي تحتفل باللقب الأوروبي العاشر.

Champions-League-Final-Real

منظومة ريال مدريد والبناء حول رونالدو

نعود للنقظة التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، جماهير انتظرت 5 مواسم لتحقيق اللقب العاشر المنشود، هذه المواسم الخمس شهدت تعاقد نادي القرن مع أفضل لاعبي العالم، امثال رونالدو وكاكا وبنزيما والونسو وفاران ودي ماريا واوزيل ومودريتش وبيل، وجلب مدربين هم الأفضل خلال تلك الفترة، البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو انشيلوتي.

ولم يتوقف ريال مدريد عند هذا، جدد الدماء بعد العاشرة، فجاء بخاميس رودريجيز وتوني كروس ، وطور اداء كارفخال وايسكو وكاسيميرو، على يد الفرنسي المحنك زين الدين زيدان.

منظومة استمر بنائها 5 سنوات، وتم تطويرها بعد ذلك لمدة 4 سنوات، حول يتواجد رونالدو، الذي كان النجم الأول والأخير في الفريق.

9 سنوات بني فريق متكامل حول النجم البرتغالي، الذي لم يخيب الظنن ، حيث ساهم في إنجاح الخطط الإدارية والفنية وتوج مجهودات اللاعبين بتحقيق 15 لقباً ملكياً.

السؤال .. هل سينتظر يوفنتوس 9 سنوات لتحقيق لقبه الأوروبي المنشود .. الجواب بالطبع لا، لكن عليه أن يبدأ منظومة كاملة تستطيع تحقيق هذا الحلم، ولا ينتظر من لاعب واحد اهداءه هذا اللقب في موسمه الاول مع الفريق.

171205114524-real-madrid-ch

لمسة زيدان وضعف شخصية أليجري

وبعد الحديث عن المنظومة والفريق، نتوقف عند قائد هذه المنظومة التي تلتف حول رونالدو، 3 ألقاب أوروبية توج بها رونالدو تحت قيادة الفرنسي زين الدين زيدان، المدرب اليافع صاحب الخبرة القصيرة، الذي استلم منظومة رائعة تحتاج بعض اللمسات، كي تجني الثمار.

ولم يكذب زيزو هذا الخبر ، وضع لمساته الفرنسية الرائعة، وطور الشباب ، وجنى ثمار البناء الصحيح بهدوءه وشجاعته الكبيرة.

في المقابل نرى مدرب خبير وصاحب فكر تكتيكي مميز، يقود دفة القيادة في تورينو، يملك مجموعة مميزة من اللاعبين، لكنه يفتقد لمنظومة بنيت لفترة طويلة حول رونالدو وتم تطويرها، على مدار 9 سنوات.

للمقارنة فقط .. زيدان امتلك مارسيلو كارفخال وتوني كروس وكاسيميرو ومودريتش وأمامهم بنزيما ، وأليجري يملك دي تشيليو وساندرو وايمري تشان وبيانيتش وماتويدي وأمامهم ديبالا.

وضف إلى ذلك، ما يتمتع به زيدان من شخصية قوية، وما يعاب على يجري من ضعف شخصية، بدا واضحاً في العديد من المناسبات.

116439

صفقة أنييلي الخاسرة

رونالدو انتقل إلى فريق عائلة أنييلي صيف عام 2018، مقابل 105 مليون يورو، وتعرضت هذه الصفقة لترحيب كبير من عشاق البيانكونيري، وغضب أشد وأكبر من جماهير ريال مدريد، التي خسرت أحد الأساطير.

تبدو الصفقة رابحة جداً بالنسبة للمشتري الإيطالي وخاسرة للبائع الإسباني، لما نعرفه عن اللاعب وأرقامه المهولة، لكنها في النهاية لم تحقق الهدف المرجو منها وهو اللقب الأوروبي الثالث، وفي علم الاقتصاد والتجارة، يعلم الكل أن الصفقة تعتبر ناجحة عندما تحقق الهدف منها، وهو الربح.

1-1184229

علينا الانتظار إلى الصيف المقبل كي نرى .. هل يتذكر يوفنتوس أنه ليس ريال مدريد ؟