ما يمر به كريستيانو رونالدو وجه الدوري الإيطالي الجديد وعلامة يوفنتوس التجارية الأولى حالياً، هو أمر طبيعي. فإصرار مدربه ماسمليانو أليجري على إشراكه على الجبهة اليسرى أمر قد لا يتحمله الدون بعد الأن خاصةً في إستمرار صومه عن التهديف مع السيدة العجوز في مبارياتهم الرسميّة كانت قد انتهت آخرها بفوز اليوفي على نظيره بارما بهدفين لهدف وحيد في الدوري الإيطالي.

لطالما حرص أليجري على تحصين جبهاته اليمنى واليسرى وذلك بتوكيل أجنحته بمهام دفاعيّة وهو ما حققه له ماريو ماندزوكيتش بجداره رغم صعوبة الدور الذي استلزم كثرة الاحتكاك بالخصم والتوفيق ما بين مهام اللاعب الدفاعية والهجوميّ’ وهو ما يعود للاعب وفقاً لاستهلاكه لطاقته في الملعب حسب ما تسمح له لياقته البدنية.

وهنا أوجه حديثي لأليجري: لماذا أتخذت قرار حل ماندزوكيتش محل جونزالو هيغواين في مركز رأس الحربة وأشركت رونالدو، أحد أقوى رؤوس الحربة على مر تاريخ اللعبة، لتعيده لدور لم يؤديه منذ سنوات ويتطلب لياقة بدنية قد لا يتمتع بها حالياً لكبر سنّه، في حين قد مر ماندزوكيتش بتجارب قاسية ليعتاد على هذا المركز؟

رونالدو معوّل عليه آمال كبيرة تنص على استقطابه أعين العالم ونجوم اللعبة في إطار سعي إيطاليا تطوير كرة القدم في بلادهم. عدم رضاء رونالدو عن مستواه أمر بديهي جداً، سمعنا عنه من خلال تصريحات زملاؤه في النادي ومدرّبه وهو رد فعل بديهي إعتدنا عليه مع رونالدو وطبيعي لأي مهاجم إعتاد على تسجيل الأهداف. ولكني أشك في أن هذا الصمت سيدوم طويلاً وعلى أليجري توقع طلب رونالدو منه تغييره لمركزه. وأظن من تصريحات أليجري عن اللاعب التي تفتقر لـ”فلتر” أي ملقّح ما عليه قوله بشأنه وما عليه الإشارة له بشكل غير مباشر، فلا يبدو عليه معتاداً على كيفية تعامله مع الأسئلة بشأن لاعب في حجم رونالدو. لأني لا أظن أن البرتغالي رحّب بإبلاغ مدرّبه للإعلام أن كان غاضباً من عدم نيله للجائزة.

Parma Calcio v Juventus - Serie A

لذلك أرشح تجربته ولو لمباراةٍ واحدة إشراك رونالدو كرأس حربة صريح وخلفه ماندزوكيتش (مركز آخر جرّبه فيه) ولعب بيرنارديسكي على الطرف الأيمن ودوجلاس كوستا على الجهة اليسرى ودراسته لمسألة إما إيجاد جناح أيسر جديد ليحرّر كوستا من الجهة اليسرى والاختراق للعمق والتسديد بأقدامهم العكسيّة أو اعتماده على العرضيات من أجنحته وتعامل رونالدو وماندزوكيتش معها.

أيّاً كان قراره، عليه إتّخاذه وتوضيحه للجميع وخاصةً رونالدو في أسرع وقت ممكن لأنه مع تأزّم مستوى رونالدو في تأديته لدور أليجري الحالي مع إفشاؤه لأسرار تخص رونالدو، الذي تاضى 31 مليون يورو سنوياً، دون مناقشته فيها، قد يهدد مركزه في النادي ولربما يعجّل من رحيله ويحل لنا لغز وجهة زيدان القادمة.

للتواصل مع الكاتب