لم يكن هذا العام هو الأفضل بمسيرة البرتغالي رونالدو من ناحية الأداء الفني والأرقام الفردية، لكنه كان الأبرز بلا شك من ناحية الألقاب، فها هو يهيئ نفسه لقطف ثمار جهد فريقه الذي حصد لقب أبطال أوروبا.

وثمار انتزاع منتخب بلاده لكأس اليورو من قلب فرنسا في مباراة لم يستطع إكمالها بسبب الإصابة، وهو بكل تأكيد ساهم بشكل رئيسي في هذين الإنجازين، لكنه يواجه شبح الاتهام بأنه قاد فريقه ومنتخب بلاده في قرعة سهلة في كلتا البطولتين، ولم يكن البطل الوحيد بالمعنى الحرفي حتى ينال كل الإشادة ويضمن الكرة الذهبية الرابعة في رفوف متحفه، فهو لم يسجل في كلا النهائيين بل لم يستطع إكمال المباراة في نهائي اليورو.

كريستيانو رونالدو

كريستيانو رونالدو

لكن عند الحديث عن رونالدو فكل الأمور تختلف، فنحن نتحدث عن الهداف التاريخي لبطولتي أبطال أوروبا واليورو، أي أنه هداف أوروبا التاريخي بلا منازع، واللاعب الذي استطاع التسجيل في كل دورات اليورو التي شارك فيها، والهداف الذي استطاع الاستمرار في إحراز مايفوق ال50 هدفاً كل عام، وتجاوز ال30 هدفاً في الليغا بشكل مستمر، أي أننا نتحدث عن لاعب ذو مسيرة مثيرة أصبح معها التألق وكسر الأرقام القياسية أمراً معتاداً لا ينقصه سوى التتويج بالبطولات لتكون هي حبة الكرز التي تزين مواسمه، فعند حصد أي منتخب أو فريق لبطولة كبرى تجد الأنظار تبحث بين لاعبي الفريق عن البطل، لابد من وجود بطل حتى تصبح القصة أكثر إثارة وتلهب عقول وخيال المتيمين في اللعبة، ولن يوجد هنالك بطل أفضل من رونالدو، الذي حتى بعدما غاب عن النهائي في بدايته كانت كل الكاميرات والعيون تبحث عنه في الدكه لترصد انفعالاته، وتراقب توجيهاته كقائد لزملائه من حافة الملعب، بل اتجهت الأنظار نحو قبل الجميع فور سماع صفارة النهاية التي أعلنت تتويج البرتغال في البطولة، فهو البطل الروحي لمنتخب بلاده وسواء شارك أم غاب فلم تنجب سيليساو أوروبا بطلاً يسحب البساط من تحت قدميه بعد.

أن تكون نجماً يحقق المجد مع فريقه ومنتخب بلاده في عامٍ واحد هو أنجاز كبير لكنه ليس حصراً على رونالدو، بل سبقه إليه الكثيرون، لكن لم يستطع أي من هؤلاء أن يضمن حصد المجد كله لوحده لأنه لم يقدر على تقديم مسيرة فردية مميزة بشكل مستمر منذ بداية تألقه حتى اللحظة، ليكون هو البطل المنتظر الذي حافظ على أسطوريته بجهده وعرقه، حتى عندما يحين وقت الحصاد تأتي إليه الأمجاد هارعة تبحث عنه وتركع تحت قديمه معلنة له الولاء والطاعة، لمجرد أنه البطل الأسطوري الذي يليق به قطفها وتكون الرواية أكثر اكتمالاً عندما تروي قصة كفاحه وتألقه المستمرين، لتكون خالدة في التاريخ وليست مجرد قصة موسم ناجح، بل ملحمة تروي مسيرة عظيمة كان ختامها على أفضل ما يكون بنيل الألقاب.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك