لماذا يصر زيدان على استخدام فاسكيز رغم كراهية جمهور الريال له؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فاسكيز وزيدان - ريال مدريد

    يطالب عدد كبير من مشجعي ريال مدريد بإجلاس لوكاس فاسكيز على دكة البدلاء، وحتى بيعه في أقرب وقت إلى فريق آخر، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالتأكيد على أنه أقل من مستوى الفريق، ويملك مستوى لا يؤهله للتواجد في غرفة ملابس النادي الملكي، جنباً لجنب مع النجوم الكبار الذين فازوا بعدد كبير من الألقاب خلال السنوات الأخيرة، لكن زين الدين زيدان له رأي آخر، لأنه يصر على تواجد لاعبه داخل القائمة، بل يشركه أساسياً بين الحين والآخر، ويعطيه دوراً محورياً في عدد من مباريات الليجا هذا الموسم، عكس ما يطلبه المتابعون.

    شارك لوكاس فاسكيز هذا الموسم في 14 مباراة مع ريال مدريد في كل المسابقات، نجح خلالها في تسجيل 3 أهداف بالإضافة إلى 2 “أسيست”. هي أرقام ضعيفة بلا شك على الصعيد الإحصائي، لكن ماذا عن الجانب الخططي والتكتيكي للجناح الإسباني؟ ولماذا يفضله زيدان باستمرار سواء كبديل أو أساسي، مهما زادت معدلات الانتقاد ضده؟

    أرقام دفاعية مبهرة

    بالعودة إلى بدايات فاسكيز مع ريال مدريد في موسم 2015-2016، قدم اللاعب نفسه كبديل إستراتيجي في عدد من المباريات الهامة، لكن بعيداً عن قدرته على تغيير نسق المباراة، وعمله الهجومي الجيد حينها، احترم زيدان تواجد لاعبه بشدة، لأنه صاحب مجهود وافر في الحالة الدفاعية، لذلك يضيف الكثير لتكتيك أي مدرب.

    قدم لوكاس فاسكيز معدل مرتفع في العرقلة المشروعة، الافتكاك السليم، التشتيت الدفاعي، وبالتأكيد الضغط في نصف ملعب المنافس، لذلك فإن تواجده يعطي الريال ميزة التوازن على مستوى التحولات، ويجعل هجومه أفضل من دون الكرة، لأنه يدافع أفضل من غيره، ولا يتوقف عن الركض، بالإضافة إلى ارتداده السريع أثناء المرتدات للتغطية رفقة خط الوسط والظهير الزميل في نصف ملعب فريقه.

    وخلال المباريات الأخيرة في الليجا، استخدم زيدان فاسكيز كبديل حقيقي في الشوط الثاني، حتى يعطي زملائه طاقة أكبر، ويستفيد الفريق من سرعته وانطلاقاته على الخط الجانبي من الملعب، لمواجهة التكتلات الدفاعية بتمديد الملعب عرضياً وإرسال الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، كما حدث ضد بلد الوليد على سبيل المثال، حينما دخل اللاعب مكان إيسكو في الدقيقة 73 من اللقاء.

    جنباً لجنب مع إشراكه أثناء التقدم في النتيجة، للاستفادة من خفته وسرعته في نقل الهجمات من الخلف إلى الدفاع، وتفعيل خاصية المرتدات الخاطفة، كما حدث بالنص أمام أوساسونا في المباراة الأخيرة بالدوري، حيث تقدم الريال بهدفين مقابل هدف لكنه تراجع كثيراً للخلف، حتى دخول لوكاس فاسكيز مكان جاريث بيل في الدقيقة 71، للاستفادة من قوته الدفاعية واندفاعه الهجومي في آن واحد.

    8841B33C-C2D4-4DCA-B522-E4C051B46AE8

    خط الوسط وكارفخال

    عندما يراهن زيدان على خطة لعب 4-3-3 بوجود جناحين وثلاثي في خط الوسط، فإن الريال يصنع فرصاً أكثر للتسجيل مقارنة برسم 4-3-2-1 الدفاعي بعض الشيء، لكنه يفتقد وقتها إلى العمق المطلوب أمام كاسيميرو، لصعوبة التغطية في ظل تقدم الظهيرين إلى الأمام، وسوء ارتداد الأجنحة أمثال إيسكو، رودريجو، فينسيوس، وحتى جاريث بيل.

    تواجد لوكاس فاسكيز في هذه الخطة يعطي زيدان “التوازن” المفقود، لأن الجناح يعود سريعاً للتمركز بالقرب من ثلاثي الوسط، وترك بنزيما والجناح الآخر بالهجوم فقط، كذلك يدافع جيداً أمام داني كارفخال، الظهير المميز هجومياً والذي يعاني من مشاكل عديدة في الشق الخلفي، لذلك فإنه يكون أفضل مع تواجد لاعب وسط رابع مثل فالفيردي بمنطقة الارتكاز، أو جناح قوي دفاعياً مثل لوكاس فاسكيز على الجبهة اليمنى.
    يعتبر الشق البدني هاماً للغاية في كرة القدم هذه الأيام، لذلك فإن الفرق التي تضم مجموعة متنوعة من اللاعبين المهاريين والبدنيين هم الأفضل، ولنا عبرة بفريق ليفربول كلوب هذه الفترة، وهذا ما يريده زيدان بالتفصيل، أن تضم تشكيلته عدد من الأسماء المميزة بدنياً مثل فيرلاند ميندي، فيدي فالفيردي، وكاسيميرو، بالإضافة إلى بديل بقيمة لوكاس فاسكيز، حتى يستفيد المدرب من عاملي السرعة والارتداد الخلفي، منعاً لاستغلال الخصم للمساحات أمام رباعي الدفاع.

    524DF6E8-D688-49D8-BC33-FF3D6D445817

    مزيج بين 4-3-3 و4-4-2

    ريال مدريد فريق يهاجم أكثر من اليسار، والسر يعود إلى فينسيوس جونيور، إيسكو، هازارد سابقاً، وبالتأكيد الثنائي ميندي ومارسيلو، لكن مع قلب اللعب مباشرة تجاه الجبهة اليمنى، ناحية القادمين من الخلف إلى الأمام، سواء الظهير كارفخال أو الجناح لوكاس فاسكيز، لذلك يعتبر هذا اللاعب مهماً في هذا الشق عند التحول المفاجيء من اليسار إلى اليمين، أثناء الحالة الهجومية.

    أيضاً، يمكن أن لعب الفريق بـرسم 4-4-2 أيضا لكن بتنفيذ مختلف، أقرب إلى الـ Flat بتواجد ثنائي محوري فقط بالارتكاز، أي نقص لاعب بالوسط، مقابل إضافة لاعبين على الأطراف، بمعنى تواجد جناح أمام الظهير، وجناح آخر أمام الظهير الآخر.، حتى يتواجد كارفخال/مارسيلو أو ميندي في وضع 1 ضد 2 على الطرفين كالعادة، وسهولة غلق زوايا التمرير أمام حامل الكرة، فإن الموقف تغير بعد إضافة جناح آخر، لتصبح الحالة أقرب إلى 2 ضد 2، وأحيانا تفوق عددي في حالة ميل المهاجم إلى الطرف، بالإضافة إلى تحسن الشق الدفاعي للأظهرة، لأنهم لم يعد مطلوباً منهم الهجوم والدفاع في آن واحد.
    فاسكيز أيضاً أحد هؤلاء الذين يضمنون تحول سهل من سم 4-3-2-1 إلى 4-3-3 والعكس، كما حدث ضد أتليتكو مدريد في الدوري، لأن الشوط الأول فضل زيدان الحفاظ على مرماه بتواجد أكبر قدر ممكن من اللاعبين في المنتصف، لكنه تسبب في إراحة سيميوني دون قصد، لذلك تحول سريعاً إلى رسم 4-3-3 في الشوط الثاني، بدخول فاسكيز مكان إيسكو، وفتح الملعب عرضياً بواسطة ثنائي من الأجنحة، مما أدى إلى إجبار دفاع أتليتكو على الخروج من مناطقه، وتوافر مساحات في منطقة العمق استغلها بنزيما ورفاقه في تسجيل هدف الفوز، بعد عمل ثنائي رائع من فينسيوس وميندي على اليسار، ومجهود دفاعي يشكر عليه لوكاس فاسكيز على اليمين، لذلك حتى مع كراهية جماهير الملكي للجناح الأيمن، فإنه يبقى أحد اللاعبين المهمين في تكتيك زيدان، سابقاً وهذا الموسم.