6 أشهر من المعاناة .. أمور تنقص يوفيتش للنجاح في ريال مدريد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لوكا يوفيتش

    سبورت 360 – لم يتوقع أشد المتشائمين أن تكون الست أشهر الأولى للمهاجم الصربي لوكا يوفيتش في ريال مدريد بهذا الشكل، أنقضى ثلثي الموسم تقريباً وما زال لم يسجل سوى هدفين فقط في مختلف البطولات، والأمر لا يقتصر على تسجيل الأهداف وحسب، بل يظهر بشكل مخيب في معظم المباريات التي يخوضها.

    ريال مدريد تعاقد مع يوفيتش مقابل 60 مليون يورو، ورغم محاولة البعض لتضخيم هذه الصفقة في الصيف الماضي، إلا أن زين الدين زيدان كان قد قرر من اليوم الأول أن اللاعب سيكون بديلاً لكريم بنزيما، على أن يبدأ بحجز مقعد أساسي بشكل تدريجي بناءً على المستوى الذي سيقدمه، وحتى هذه اللحظة، لا يملك المهاجم الصربي أي فرصة لحجز مركز أساسي، وربما لن يحدث هذا في الموسم الحالي حتى لو تألق في الجولات المقبلة.

    ما شاهدناه من يوفيتش في فرانكفورت، وفي بعض اللمحات النادرة مع ريال مدريد، يؤكد لنا أنه يملك موهبة جيدة كمهاجم صريح، فقد أظهر بعض المميزات مثل قدرته على حجز الكرة، واللعب بشكل ممتاز في الهواء، ويملك تسديدات قوية ودقيقة، كما أن تمركزه مميز نوعاً ما.

    ورغم هذه المميزات التي يتمتع بها اللاعب، إلا أنه لم ينسجم حتى الآن في النادي الملكي، فتشعر كلما شارك أنه منعزل عن بقية المجموعة، ويفشل في المشاركة بعملية بناء اللعب، كما أن لاعبي ريال مدريد بدأوا يفقدون الثقة به مؤخراً ولا يمررون له الكثير من الكرات، وبعيداً عن كل هذا، سوف نستعرض لكم في هذا التقرير أبرز الأشياء التي تنقص المهاجم الصربي لكي يفجّر موهبته في سانتياجو برنابيو:-

    الابتعاد عن العزلة والخجل في ريال مدريد

    مشكل الأندية الكبيرة بحجم ريال مدريد وبرشلونة، أن اللاعب يعاني كثيراً في غرفة خلع الملابس إن لم يكن يتمتع بشخصية قوية أو مرحة أو على الأقل ليست انطوائية، وهناك العديد من الأمثلة التي فشلت لهذا السبب، لعل أبرزها جاريث بيل وفيليب كوتينيو.

    لكي تنخرط في الفريق على أرض الملعب، يجب أول أن تنسجم مع اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس وفي التدريبات والمناسبات الاجتماعية، وهنا نلاحظ أن يوفيتش الأكثر عزلة بين جميع الوافدين الجدد في الصيف الماضي، ولهذا هو الأكثر معاناة بينهم، فيجب أن يبادر بالحديث مع زملائه وبناء علاقة صداقة معهم، دون خوف أو خجل، فهناك لاعبين أقل جودة منه بكثير وتمكنوا من الانسجام في غرفة تبديل ملابس الريال بشكل رائع على مدار العقد الماضي.

    وهذا يقودنا إلى ضرورة تعلم اللغة الإسبانية في أسرع وقت ممكن، فقد أدلى اللاعب بتصريح مهم قبل شهرين تحدث فيه عن قضاء معظم الوقت مع البلجيكي تيبو كورتوا لأنهما يتحدثان بلغة مشتركة، الأمر الذي يجعل جماهير ريال مدريد تشعر بالقلق من تكرار سيناريو جاريث بيل، فالأهم الآن أن يبادر بتعلم لغة النادي الذي يلعب به وأن لا يتكاسل في ذلك أبداً.

    يوفيتش ورودريجو

    يوفيتش ورودريجو

    يجب أن يفهم دوره في ريال مدريد

    حتى لو تحول لوكا يوفيتش إلى ماكينة أهداف، زين الدين زيدان لن يجعله لاعباً أساسياً إن لم يقم بتأدية أدوار أخرى، فريال مدريد لم يعد يعتمد على المهاجم المتمركز في منطقة الجزاء طيلة المباراة، وهناك أمور أخرى يجب القيام بها، مثل الضغط العالي على لاعبي الخصم بشكل يتوافق مع المنظومة والاستراتيجية التي أعدها زيدان، وأن يشارك أكثر في عملية بناء اللعب، والعودة أحياناً لاستلام الكرة بدلاً من انتظارها.

    زيدان لا يريد من لوكا يوفيتش أن يتحول لكريم بنزيما، لأن الأدوار التي يقوم بها المهاجم الفرنسي لا يجيدها أي مهاجم في أوروبا، وهذا مقابل ضريبة تتمثل في عدم تسجيله كثيراً باستثناء الموسمين الماضي والحالي، المطلوب من المهاجم الصربي عدم التركيز على تسجيل هدف أو اثنين، وإنما القيام بما يطلبه منه زيدان، لأن اللاعب في ريال مدريد مطالب باللعب لمدة 90 دقيقة بنفس الأداء والرتم، واللاعبين الذين يقتصر دورهم على لحظة ابداعية أو اثنتين في المباراة مثل خاميس رودريجز وجاريث بيل غير مرغوب بهم في النادي لا من قبل الجماهير ولا الجهاز الفني ولا حتى الصحافة.

    انقاص الوزن وتقوية الحالة الذهنية

    عندما ننتقد أي لاعب بسبب كتلته الكبيرة التي لا تتناسب مع مهمته كلاعب كرة القدم، تخرج لنا تقارير تؤكد أن يتمتع بالوزن المثالي، حدث ذلك مع إدين هازارد في بداية هذا الموسم وروميلو لوكاكو طوال السنوات الماضية، وفي الحقيقة، ليس مهماً أن تتمتع بالجسم المثالي على الورق طالما أن هذا الجسم يعيق حركتك.

    سواء كان وزن يوفيتش مثالياً أم لاً، يجب أن يعمل بشكل أكبر على تخفيف كتلته البدنية بشكل عام، فمن الواضح أن حركته بطيئة وهيكله ليس مرناً بالشكل المطلوب، ولا داعي ليخرج أخصائي تغذية أو علاج طبيعي ليخبرنا بذلك، فهو واضح على شاشات التلفاز.

    يمكن أن يستعين يوفيتش بخبراء تغذية وأخصائي علاج طبيعي، بالإضافة إلى مدربي لياقة بدنية لكي يصل إلى الجسم المناسب لدوره كمهاجم في ريال مدريد، وليس للجسم المثالي الذي تخبرنا عنه الدراسات للرياضيين بشكل عام، وهناك العديد من اللاعبين الذين يقوموا بهذا الأمر، أبرزهم كريستيانو رونالدو، وحتى كريم بنزيما يتبع نظام خاص مع مدربين تعاقد معهم شخصياً منذ عام 2017، كما كشفت موندو ديبورتيفو قبل 3 أشهر عن الخطة التي يتبعها ليونيل ميسي لكي يمد عمره في ملاعب كرة القدم، وأوضحت أنه يسير وفق نظام محدد وصارم سواء على صعيد التغذية أو التمرين، هذا كل بعيداً عن القواعد والتدريبات المتعلقة بالنادي.

    واهتمام يوفيتش لا يجب أن يقتصر على الصعيد البدني وحسب، بل الذهني أيضاً، فهناك العديد من الوسائل النفسية التي تساعد اللاعبين على إعادة هيكلة الحوافز والدوافع لديهم، ومواجهة العقبات الصعبة كالتي يمر بها الآن، فسيكون من الأفضل لو استعان بأخصائي نفسي ليصل إلى الحالة المثالية على الصعيد الذهني، لأن اللاعب من الواضح عليه لا يلعب بالروح المطلوبة، كما نشعر أنه بدأ يفقد الثقة بالنفس بسبب عدم قدرته على التسجيل، وهذه مشاكل إن لم يتم حلها بشكل سريع، قد تتفاقم وتتحول إلى سمة شخصية يصعب التخلص منها لاحقاً.