بالملكي: 5 نقاط تميّز ريال مدريد .. وأمور أخرى ما زالت مفقودة مع زيدان

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ريال مدريد

    سبورت 360 – لم يكن أشد المتفائلين من جماهير ريال مدريد يتصوّر أن يتطور الفريق إلى هذه الدرجة مع زين الدين زيدان بعد الانطلاقة السيئة في الموسم الحالي، حيث كان يظن الكثيرين أن الأمور ستسير كما حدث في الموسم الماضي الكارثي.

    ريال مدريد حقق يوم أمس انتصاراً مهماً على أتلتيكو مدريد بهدف نظيف، وتخطى واحدة من أصعب مباريات مرحلة الإياب في الدوري الإسباني، ووسع الفارق مع برشلونة الوصيف إلى 6 نقاط بشكل مؤقت، بانتظار مباراته اليوم ضد ليفانتي.

    ويمكن القول أن زيدان أخذ ريال مدريد إلى مستوى آخر تماماً في الأسابيع الماضية، وبات الفريق يلعب بروح عالية وتكتيك متقن، ولم نعد نرى الأخطاء الفردية التي كانت أبرز سمات الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، والأهم من هذا كله، أن الريال تحوّل إلى فريق قوي جداً دفاعياً، وهو أمر غير معتاد حتى في ولاية زيزو الأولى.

    وسوف نستعرض لكم في هذا التقرير أبرز 5 أشياء تميّز ريال زيدان الحالي عن باقي فرق العالم، كما سنوضح بعض الأمور التي ما زالت مفقودة في ريال مدريد، والتي يمكن تطويرها في المرحلة المقبلة:-

    اللامركزية بين اللاعبين في ريال مدريد

    لا شك أن أهم الأمور المذهلة التي أضافها زين الدين زيدان لريال مدريد هي عدم وجود مراكز محددة للاعبين بالشكل التقليدي، هذه السمة كانت حاضرة في ولاية زيزو الأولى، وتطورت كثيراً في ولايته الثانية، وهو الأمر الذي يجعل مهمة الخصم بمحاصر لاعبي الريال أمر معقد للغاية، ويفسد الخطط التكتيكية التي حضرّها المدرب الآخر لزيزو.

    لو راقبنا تحركات لاعبي ريال مدريد بالأخص عندما يلعب الفريق بأربعة لاعبين في وسط اللمعب أو أكثر، ستجد أن هناك سيمفونية تعزف من قبل زيدان، مثلاً يمكنك أن تجد داني كارفاخال داخل منطقة جزاء الخصم، في الوقت الذي يتحول فيه فيدريكو فالفيردي إلى جناح أيمن، ولوكا مودريتش إلى ظهير، بينما يتقدم كاسيميرو ليصبح صانع ألعاب، تغيير كبير بالمراكز يحدث في كل هجمة، وبشكل مرن جداً، دون ان يحدث أي خلل في المنظومة بشكل عام.

    لو راجعنا هدفي كاسيميرو في المباراة الماضية للاحظنا أنه يتمركز في مركز المهاجم الثاني، رغم أنه على الورق يلعب كلاعب ارتكاز خلف لاعبي محور خطف الوسط، وهذا ينطبق على العديد من اللقطات الأخرى، وعلى جميع اللاعبين بدون استثناء، وما يجعل الأمر مدهشاً، أن هذه اللامركزية تكون دائماً إيجابية، ولا نشعر أن اللاعب ترك مكانه وأصبح هناك فجوات ليستغلها الخصم، لأن هناك لاعب آخر أخذ مكانه بشكل سريع، ديناميكية عالية في تحرك اللاعبين واستراتيجية لا يحسن أي فريق في العالم تطبيقها بالشكل الذي يقوم به ريال مدريد.

    زيدان 1

    الصلابة الدفاعية .. والسر بالضغط

    هناك فرق قليلة جداً قادرة على الضغط بشكل عالي ومنع المنافس من تناقل الكرة بحرية مثلما يفعل ريال مدريد، المسألة ليست بسيطة كما يتخيل للبعض، لأن هناك العديد من العوامل التي يجب مراعاتها، أولاً مدى قدرة اللاعبين على تحمل هذا الضغط على الصعيد البدني، والاستمرارية به، وكيفية استخلاص الكرة عند الضغط.

    مثلاً، خيتافي حاول تطبيق ضغط عالي على ريال مدريد طوال التسعين دقيقة قبل 3 أسابيع، وبالنهاية خرج خاسراً بثلاثة أهداف دون مقابل، لأن اللاعبين استنزفوا مجهودهم البدني في الشوط الأول بشكل كامل، ورغم نجاحهم بمنع الريال بالخروج بالكرة بأريحية معظم الوقت، لكن ذلك كان على حساب ترك مساحات شاسعة كلفتهم الكثير.

    تحسن أداء ريال مدريد الدفاعي لا يعود إلى تطور مستوى المدافعين أو حتى تألق تيبو كورتوا وحسب، الأمر اعقد من ذلك، هناك استراتيجية تشمل جميع اللاعبين وبالأخص ثلاثي خط الهجوم، وتمركز كل لاعب داخل المستطيل، مما يجعل حامل الكرة من الخصم يواجه صعوبة دائماً في تمريرها لقلة الخيارات الخالية من الرقابة.

    شخصية البطل

    لو أردنا حصر المباريات التي فاز بها ريال مدريد بفضل شخصيته فقط مع زيدان لا يمكن حصرها أبداً، هذا الفريق يعرف تماماً كيف يفوز بالمباريات حتى لو لم يقدم أداء جيد، وهو ما افتقده الريال تماماً في الموسم الماضي مع سانتياجو سولاري وجولين لوبيتيجي.

    زيدان زرع في نفوس لاعبي ريال مدريد أنهم يلعبون بالفريق الأفضل في العالم، وأنهم المرشحين دائماً للفوز، ولذلك لا نشعر بأي ارتباك من اللاعبين، ويلعب الفريق ككتلة واحدة من الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، بغض النظر عن المستوى الفني، هناك إيمان حقيقي لدى كل لاعب أن فريقه سيفوز بالنهاية، وهذا الأمل ما يجعل الريال يظهر كفريق شرس داخل أرض الملعب ولا يستسلم أبداً.

    عدم التأثر بالغيابات

    لا داعي لشرح هذه النقطة كثيراً، يكفي أن الفريق فاز بلقب كأس السوبر بأول نسخة في النظام الجديد وهو يفتقد لخطه الهجومي الأساسي بشكل كامل، كما أن الفريق قام بهذه الانتفاضة في ظل غياب العديد من اللاعبين للإصابة في الثلاثة أشهر الماضية.

    مهما كان الاسم الذي يغيب عن ريال مدريد في المباراة، لا تشعر أن الفريق يتأثر كثيراً، لأن منظومة زين الدين زيدان هي الأهم، وليس الأسماء، طبعا هذا لا يعني أن المستوى الفني المميز لبعض اللاعبين يجعل الأمور أسهل.

    منذ الولاية الأولى، وزيدان لا يتردد بإشراك تشكيلة احتياطية بشكل كامل ويفوز بالنقاط الثلاث، وقد فعلها هذا الموسم في بعض المناسبات، وهذا بالطبع نتيجة للثقة التي يمنحها للبدلاء بشكل مستمر، سواء بالدعم المعنوي، أو بالاعتماد عليهم كلما سنحت الفرصة.

    التسجيل من جميع الوضعيات

    ريال مدريد هو أنجح فريق في أوروبا بهز شباك المرمى من جميع الوضعيات الممكنة، هناك تنوع كبير في عملية تسجيل الأهداف سواء من المواقف أو اللاعبين، ويهدد مرمى الخصم بشتى الطرق المتاحة كروياً.

    لم يعد الفريق يعتمد على العرضيات بشكل كامل كما كان في الماضي، وبتنا نشاهده يخترق من العمق، ويسدد اللاعبين كثيراً من خارج منطقة الجزاء، ويركز بشكل كبير على الكرات الثابتة، الأمر الذي يجعل الخصم في حيرة من أمره، فكلما أغلق منفذ، أو تصدى لإحدى الطرق، يكون هناك حل آخر بالنسبة لرجال زيزو.

    كريم بنزيما

    كريم بنزيما

    ولكن .. ريال مدريد ما زال لم يصل لمرحلة الكمال الكروي

    رغم النقاط الإيجابية العديدة التي ذكرناها عن ريال مدريد، والتي تميزه عن جميع فرق العالم، أو معظمها على الأقل، إلا أن هناك بعض النواقص في الفريق، وتحتاج للتطوير من قبل زيدان، وبعضها يصل لمرحلة المشاكل.

    أهم شيء مفقود في ريال مدريد الآن هو عدم وجود زخم هجومي بالشكل الكافي، في آخر 10 مباريات مثلاً، كان بإمكان الفرق الخروج بنتائج ساحقة في أكثر من مناسبة، لكنه يفشل في ذلك، إما بسبب كثرة إهدار الفرص، أو بعدم وجود رغبة كبيرة بإضافة أهداف أخرى.

    يجب أن يعود ريال مدريد لنفس الحدة التي كان عليها في الماضي على الصعيد الهجومي، ويحاول دائماً تسجيل المزيد من الأهداف، لأن هذا يعطي ثقة أكبر للفريق، ويجعله يتفوق معنوياً على الخصوم قبل مواجهتهم.

    النقطة الثانية تتلخص بوجود بعض اللاعبين الذين لا يتم الاستفادة منهم بالشكل المطلوب، مثل لوكا يوفيتش، خاميس رودريجيز، جاريث بيل، إبراهيم دياز، صحيح أن زيدان يملك العديد من الحلول على دكة البدلاء، واستعاد مستوى الكثير من اللاعبين، لكن سيكون الحال أفضل كثيراً لو أنه استغل جميع العناصر المتاحة.

    أما السلبية الثالثة والأخيرة تتلخص بالأنانية، لقد كان هناك العديد من هجمات ريال مدريد التي ستترجم إلى اهداف لو أن حامل الكرة مررها بدلاً من تسديدها، وفي مباراة الأمس وقع ميندي وفينيسيوس وفالفيردي بهذا الخطأ.

    هذه النقطة مهمة لأنها تدل على أمرين، الأول أن اللاعب يفكر بنفسه أكثر من مصلحة الفريق العامة، أو أن اللاعب لا يرى زملائه الذين يقفون في أماكن مناسبة للتسجيل، وهذا بسبب عدم امتلاكه الرؤية الكافية للملعب، أو التسرع في وضع الكرة بالشباك، وفي جميع الحالات، يجب على زيدان مراجعة هذه اللقطات ولفت انتباه اللاعبين لها.