أعطني حريتي أطلق يديَّ .. حينما يستمتع ريال مدريد بسحر فينيسيوس

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • فينيسيوس لاعب ريال مدريد

    سبورت 360 – “أعطِني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ” لم يكن الشاعر إبراهيم ناجي يعي حينما كتب قصيدة الأطلال بأننا سنستخدم كلماته يوماً ما في وصف لعبة كرة القدم، وربما لن يحب ما أفعله هنا بكل تأكيد، فالبنسبة له الشعر ذوق، وأدب، ولغة… الشعر لحن الحياة ونبض المجتمع، ولن يقبل بتشبيهه بلعبة رياضية، كما أنه يقول “أطلق يديَّ” ولم يقل” أطلق قدميَّ”.

    لكني لن أتراجع عما اخترته في بداية المقال، بل سأصر على تكرار نفس الجملة “أعطِني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ”  .. مرة، واثنتان، وثلاث، لأنه الوصف الأنسب لحالة البرازيلي فينيسيوس مع ريال مدريد.

    “فينيسيوس يتوغل، يراوغ، يخترق، لكنه يهدر… ماذا تفعل أيها البرازيلي؟” هو الوصف الاعتيادي الذي نسمعه من المعلقين في معظم المباريات التي يلعبها فينيسيوس منذ انتقاله إلى صفوف  ريال مدريد، البرازيلي يسحرك بلمساته، وبروعة أدائه، لكنه في النهاية يعجز عن تقديم اللمسة الحاسمة التي ترجح كفة فريقه في أرض الملعب.

    نعم، فينيسيوس سبب رئيسي لأمراض التوتر والعصبية، لكنه الدواء في ذات الوقت، فهو من يدخلك في حالة الاسترخاء من سحر أدائه ومتعته!

    ريال مدريد يتحرر مع فينيسيوس في مباراة أمس ضد إشبيلية

    لنعد الآن إلى الشاعر إبراهيم ناجي، ففي افتتاح المقطع الذي غنته الراحلة أم كلثوم طالب بنيل الحرية وكسر القيود، نعم هي القيود التي كبل فيها زين الدين زيدان لاعبه خلال نهائي كأس السوبر الإسباني ضد أتلتيكو مدريد.

    وحتى تضح الصورة، زيزو لم يفعل ذلك بفينيسيوس في نهائي السوبر لأنه لا يحبه، بل لأن طبيعة المباريات النهائية، وطبيعة مواجهة أتلتيكو مدريد القوي بدنياً، تتطلب من كل لاعب في ريال مدريد أن يؤدي دور تكتيكي صارم، وهو ما جعل فينيسيوس مكبلاً تماماً في المباراة، فلم يستطع تحرير الريال هجومياً، ولم يقدم الإضافة المرجوة أمام دفاعات أتلتيكو المغلقة “آهٍ من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه ومـا أبقـى عليَّ”.

    الحرية التي ناشدها فينيسيوس ضد أتلتيكو ولم يجدها، حصل عليها كما يحب تماماً بعد نزوله كبديل ضد إشبيلية، المدرب الفرنسي زين الدين زيدان فك القيود عن نجمه البرازيلي وسمح له بلعب كرة القدم كما يحب، فوجود فاسكيز كجناح أيمن والذي يؤدي قدرات بدنية ودفاعية مميزة، مع إشراك ميندي بعد هدف ريال مدريد الثاني، وفر توازناً أفضل للفريق في أرض الملعب، وجعل فينسيوس معفى قليلاً من أدواره التكتيكية.

    لا ننسَ أيضاً أن فارق الجودة الذي يصب في صالح دفاعات أتلتيكو، مقارنة بدفاعات إشبيلية، ساعد البرازيلي أكثر على إبراز قدراته أمس، ناهيك عن حاجة زيدان له بالعمل الهجومي حتى يستغل تقدمات خيسوس نافاس المستمرة على جبهة إشبيلية اليمنى، فإما أن ينجح فينيسيوس باستغلال المساحات، أو يجبر نافاس على التراجع للخلف حتى يغلق المنافذ أمام الشاب البرازيلي.

    فينيسيوس وجد أمس نفسه تماماً في الملعب، مما منحه مساحة للاستمتاع بلعب كرة القدم، واستطاع أن ينقل هذه المتعة للعشاق، الذين غنوا معه لحنه الجميل في أرض الملعب.

    فينيسيوس-ريال-مدريد-اشبيلية

    فينيسيوس واللمسة الأخيرة .. التحسن يحدث بشكلٍ طفيف

    مباراة أمس ضد إشبيلية، ومباراة ريال مدريد ضد إسبانيول، وحتى ضد أتلتيك بيلباو، جميع هذه المباريات منحتنا بصيصاً من الأمل حول قدرة النجم البرازيلي على التحسن في اللمسة الأخيرة، سواء بالتسديد أو التمرير.

    لا أقول هنا بأن فينيسيوس أبهرنا وقدم أداءً مثالياً في قدرته على الحسم أمام المرمى، فهذا لم يحصل بالحقيقة، كل ما أقوله أن البرازيلي يتحسن بشكل طفيف جداً، لكنه شيء مقبول حالياً لأنه يوحي بأن اللاعب يحاول تحسين قدراته وتصحيح أخطائه.

    فينيسيوس لم يكتفِ أمس بالمراوغات التي بعثرت دفاع إشبيلية وخلقت الفارق لريال مدريد بشكلٍ واضح في الثلث الأخير من الملعب، بل استطاع أن يقدم تمريرتان حاسمتان للزملاء في مواقع مناسبة للتسجيل، لكن زميليه لم يستغلا كلا الفرصتين.

    ضد إسبانيول وبيلباو أهدر فينيسيوس بعض الفرص السهلة، لكنه أظهر قدرة أفضل على التسديد داخل الخشبات الثلاث، وهو أمر مقبول مقارنة بتسديداته العشوائية خارج إطار المرمى قبل ذلك.

    البرازيلي يملك موهبة حقيقية، ويقدم السحر الكروي والمتعة للجماهير، بل ويساعد فريقه في بعض المباريات جراء اختراقاته لحصون المنافسين وغاراته المستمرة عليهم، لذلك يجب الصبر عليه ومنحه الفرصة الكافية للتحسن في اللمسة الأخيرة، لأنه لو حدث ذلك سيكون بحوزة ريال مدريد سلاحٌ فتاك يدمر من خلاله الخصوم.