توني كروس

سبورت 360 – قال كاسيميرو في مقابلة سابقة: “مباريات ريال مدريد تسير دائمًا في إيقاع كروس، إنه أحد أهم اللاعبين في النادي لأنه يدير الكرة والإيقاع الذي نلعب به، إذا أراد توني اللعب ببطء، فإننا نلعب ببطء، إذا كان يريد منا أن نلعب بشكل أسرع، فإننا نلعب بشكل أسرع، نحن نلعب بطريقة كروس”.

الحقيقة أن تصريحات البرازيلي ليس بها أي نوع من المجاملة، بالعكس، كل حرف قاله صحيح جملة وتفصيلا، وياما تحدثنا عن دور كروس التكتيكي والخططي سواء مع منتخب بلاده ألمانيا، أو ريال مدريد طوال الفترات السابقة.


تعتمد الكرة الحديثة على عنصري التمركز والضغط، لذلك يحتاج المدربون إلى نوعية تجيد تدوير الكرة، من جانب إلى آخر، ومن طرف الملعب إلى أقصاه، ولاعب مثل توني كروس يمتاز بالقدرة على التمرير من اللمسة الأولى، مع إدراكه التام بأن وقوفه في المكان الصحيح، مع حفاظه على عامل التوقيت والمسافة عند التمرير، أمور تجعله يسبق أقرانه بخطوة إلى خطوتين.

مع ريال مدريد عاد قليلاً للوراء، عشر أمتار للخلف في المركز 6 بالملعب كلاعب وسط صريح دون أي إضافات أخرى، أي يتمركز قرب دائرة المنتصف. يقف كروس داخل الملعب بشكل مختلف بميل نحو اليسار، لأنه يتحرك بجسده دون أن يلزم ذلك قطع مزيدا من الكيلومترات، كذلك يفكر باستمرار قبل أن تصل إليه الكرة، لذلك يتخذ قراره قبل منافسه لأنه يعرف أين ومتى سيمرر.

الألماني يمرر ثم يتحرك لكي يحصل على المركز المثالي، من أجل فتح زوايا أكبر أمام رفاقه، إنه لاعب يوفر لفريقه خاصية “التحكم” في مجريات اللعب. هو رجل البناء من الخلف في تشكيلة الريال على مر السنوات الماضية. إذا أردت إغلاق الطرق أمام هجوم الميرينجي، فيجب أولا إيقاف كروس، قبل حتى أن تراقب الأظهرة يسارا ويمينا، لأنه موزع الكرات من الخلف، تجاه الأمام أو إلى الأطراف.


خلال خطة 4-3-3، توني كروس هو اللاعب 6 الذي يتحرك على الدائرة، يربط بين كاسيميرو ومودريتش، يتحرك في الخلف والأمام، ويخلق الفراغ اللازم لنقل الهجمة تجاه مرمى المنافسين. ومن دونه لم تكن الجبهة اليسرى بقيادة مارسيلو في عام 2017 بهذه الحدة والقوة، لأن لاعب الوسط كان الأساس في ربط قناة اتصال راموس بمارسيلو، بالثنائي الهجومي حينها، بنزيما ورونالدو، وقبلهما إيسكو.

أمام فالنسيا في السوبر، لعب زيدان برسم خطة عيد الميلان، 4-3-2-1 بـ 5 لاعبين دفعة واحدة في منطقة الوسط، ونجحت الخطة بجدارة، سواء على مستوى التسجيل أو الفوز أو الاستحواذ على مجريات اللعب طولا وعرضا.

اعتمدت خطة “زيزو” على فتح الملعب عرضياً بواسطة الثنائي كارفخال وميندي فقط، صحيح أن الأول لم يعد كالسابق على مستوى الأداء، والثاني أقل فنياً من مارسيلو، لكنهما قدما أداء جيد على مستوى التحولات السريعة، مما جعل الدفاع منضبطاً أمام مرتدات فالنسيا. وفي حال الاستحواذ بالكرة، فإن كل شيء يقع على عاتق خماسي العمق.

كروس-فالنسيا

كاسيميرو بالخلف، على يمينه فالفيردي المميز في التحولات والركض والضغط العالي، وعلى يساره كروس الذي يستحوذ ويبني من الخلف، ويفتح قناة اتصال مع لاعبي الأظهرة وصناع اللعب هجومياً، بينما يحصل الثنائي مودريتش وإيسكو على حرية التحرك والاستلام في وبين الخطوط، على مقربة من رأس الحربة الوحيد لوكا يوفيتش.

إيسكو قدم مباراة كبيرة للغاية، مرر عدد كرات ممتاز، لعب كوسط إضافي وصانع لعب ومهاجم آخر خلف يوفيتش، كذلك حصل مودريتش على الحرية الكاملة لتواجده أمام ثلاثي ارتكاز، مما جعله غير مطالبا بالعودة والركض، خلافا لسنه الكبير حاليا. فالفيردي أيضا رجل التحولات والضغط العالي عند فقدان الكرة،

ومع كل هؤلاء، واصل كروس أدائه المثالي وقيادته خط الوسط، سواء في عملية السيطرة على الكرة في نصف ملعبه، أو مد الأطراف بالكرات الطولية فيما يعرف بقلب اللعب من جهة إلى أخرى، وحتى فتح سجل أهداف المباراة بهدف أوليمبي على طريقته الخاصة، ليساهم في جعل زملائه أفضل، سواء ميندي أو مارسيلو يساراً، بالإضافة إلى مد كارفخال بالكرات الطولية يميناً، جنباً لجنب مع الربط رفقة إيسكو ومودريتش، من أجل صناعة الفرص وتسجيل الأهداف بالثلث الهجومي الأخير من الملعب.