زيدان يرسم لوحة فنية في خط وسط ريال مدريد ولكن لنؤجل الحكم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • إيسكو ومودريتش

    سبورت 360 – اكتسح ريال مدريد خصمه فالنسيا بالأداء والنتيجة وتمكن من التأهل إلى المباراة النهائي في بطولة كأس السوبر الإسباني لملاقاة الفائز بين برشلونة وأتلتيكو مدريد يوم غد الخميس، وذلك بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أحرزهم ثلاثي خط الوسط توني كروس وإيسكو ولوكا مودريتش.

    زين الدين زيدان فاجأ الجميع بالتشكيلة التي لعب بها في ظل غياب الثلاثي كريم بنزيما وإدين هازارد وجاريث بيل، حيث فضّل الاعتماد على خماسي في خط الوسط خلف مهاجم واحد وهو لوكا يوفيتش، بينما أبقى رودريجو وفينيسيوس على مقاعد البدلاء، وهي التوليفة التي خلقت جدلاً قبل اللقاء ما بين مؤيد ومعارض.

    وتحكّم ريال مدريد في مجريات المباراة منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، ولم يكتفي بحرمان فالنسيا من الكرة عبر الاستحواذ وحسب، بل كان يطبق ضغط عالي ومكثف يستخلص فيه الكرة بشكل سريع ويمنع أي ارتداد هجومي من الخفافيش، وفي هذا التقرير، سوف نسلط الضوء على أبرز النقاط المهمة في المباراة:-

    لوحة خط وسط ريال مدريد المرعبة

    لا يمكننا وصف توظيف خماسي خط وسط الريال سوى بلوحة مذهلة رسمها فنان أنيق يدعى زين الدين زيدان، المسألة لم تكن ببساطة إشراك خمسة لاعبين في خط الوسط للتحكم في المباراة، لأن المعضلة الحقيقة كانت في كيفية الاختراق وخلق الفرص في ظل غياب الجناحيين الهجوميين.

    زيدان عندما قرر الاعتماد على الخماسي كاسيميرو، كروس، فالفيردي، مودريتش إيسكو، كان قد تخلى تماماً عن فكرة الأجنحة التقليدية، ولذلك، لم نرى أي لاعب منهم يلعب على خط الملعب لأكثر من دقيقتين، ثم يدخل مباشرة إلى العمق.

    لا يمكن تحديد أبداً الرسم التكتيكي الذي لعب به ريال مدريد، لأن الخطة كانت مرنة بشكل يصعب تحديدها بشكل نظري، لكن بشكل عام، اعتمد زيزو على خطة 4-3-2-1، والتي تتحول في العملية الدفاعية إلى 4-1-4-1.

    تحركات لاعبي خط وسط ريال مدريد هي من صنعت الفارق حرفياً في مباراة اليوم، نخص بالذكر الثنائي فيدريكو فالفيردي ولوكا مودريتش اللذان كانا يتبادلان المراكز بشكل رائع، المسألة لا تقتصر على من سيتقدم ومن سيتراجع، بل من سيتوغل في العمق ومن سيميل إلى الطرف، هذه النقطة تحديداً كانت العلامة الفارقة، وجاء منها الهدف الثاني بلا أدنى شك.

    على الجانب الأيسر، الأمور كانت أكثر وضوحاً، توني كروس متمركز في المحور، بينما كان إيسكو يلعب بحرية مطلقة في العمق والطرف، وفي الشوط الثاني أصبحت صلاحياته أكبر، وبات لاعباً حراً في كل الملعب، ودائماً ما يكون الضلع الثالث لأي مثلث في العمق أو حتى على الأطراف.

    ويجب أن لا نتجاهل دور كاسيميرو عندما كانت الكرة بحوزة ريال مدريد، فقد كان يتقدم على كروس وفالفيردي ويتمركز في أمام رباعي خط دفاع فالنسيا، الهدف من هذه الحيلة هو إشغال لاعبي خط وسط فالنسيا وتحرير مودريتش وكروس في العمق، وفي العملية الدفاعية يتحول مباشرة إلى مركزه المعتاد كلاعب ارتكاز.

    لوكا مودريتش

    لوكا مودريتش

    توني كروس اللاعب الذي أعاد إحياء ريال مدريد

    مذهل حقاً ما يقدمه النجم الألماني في الموسم الحالي، وتحكم في الملعب لم نرى مثله ربما منذ رحيل تشافي هيرنانديز عن برشلونة، بتنا نشاهد منظومة الريال كلها تلعب حسبما يريد هو، وقد نجح زيدان بشكل كامل في تحويل أفكاره للنجم الألماني التي يطبقها بشكل بارع.

    اللمسة الإضافية التي نراها من كروس هذا الموسم هو زيادة التمريرات في العمق، والتقدم بشكل أكبر إلى الأمام سواء للضغط على حامل الكرة، أو لزيادة الكثافة العددية لفريقه، كما أنه جودته في الكرات الثابتة تتحسن بشكل أكبر كلما تقدم في السن.

    كروس وإيسكو

    كروس وإيسكو

    ولكن .. يجب تأجيل الحكم على منظومة ريال مدريد الجديدة

    هناك عوامل كثيرة تجعلنا لا نتسرع بالحكم على خطة زيدان الجديدة ومنظومة خط الوسط الخماسية، أهمها أن توني كروس أحرز هدف الافتتاح من لقطة عبقرية وغير متوقعة وفي وقت مبكر، الأمر الذي جعل الريال يلعب براحة أكبر طوال المباراة.

    قبل هدف كروس، كان هناك فرصة أخرى لرافاييل فاران، لكنها من كرة ثابتة أيضاً، وربما لو لم يأتي هدف كروس لبدأت الأمور تتعقد على ريال مدريد مع مرور الوقت فيما يخص اختراق حصون فالنسيا، ولربما لم تسعف تحركات الثلاثي مودريتش وإيسكو وفالفيردي في خلخلة دفاعات الخفافيش، لذلك لا يمكن القياس أبداً على مباراة واحدة فقط.

    النقطة الثانية تتعلق في تسجيل جميع الأهداف من لاعبي خط الوسط، وهذا نجاح يحسب لزيدان، لكن لا يمكن التعويل على ذلك في جميع المباريات، لأنه بالنهاية هم ليسوا مهاجمين، ووظيفتهم ليست تسجيل الأهداف، بينما المهاجم الوحيد في الفريق لم يحصل على فرص حقيقة طوال التسعين دقيقة، باستثناء فرصة واحدة بعد دربكة من كرة ثابتة، وهذا ما يجعلنا نضع بعض علامات الاستفهام حول دور المهاجم في هذه الخطة أولاً، ومستوى لوكا يوفيتش ثانياً.