سولشاير وزيدان

سبورت 360 – هناك بعض الشخصيات الكبيرة في عالم كرة القدم تتجنب انتقاداها أو السخرية منها، لأنك تحترم تاريخها وعقليتها، لكن أحياناً، تجد نفسك عاجزاً عن فعل ذلك، وتضطر على الأقل للبوح عما بداخلك بشكل مهذب، وهذا ما لا أجيده دائماً.

زين الدين زيدان صرح قبل بضعة أيام أن فريقه لا يعاني من أزمة تهديفية، وأردف قائلاً “لم نسجل فقط في مباراتين”، بالطبع يقصد مباراتي برشلونة وأتلتيك بيلباو اللذان قدم فيهما ريال مدريد أداء مميز، لكنه فشل في هز شباك المرمى.

لا أعرف إن كان زين الدين زيدان يريد تخفيف الضغوط عن فريقه بهذا التصريح، أم أنه مقتنعاً بما يقوله بالفعل، ومعرفة ما يدور في ذهن المدرب الفرنسي لن يفيد بشيء، بكلتا الحالتين ما يدعيه غير صحيح أبداً.

يبدو أن زيدان غارق في أوهامه، أو يظن أن المحافظة على الهدوء وعدم التركيز على المشاكل سيعطيه نتائج مختلفة بنهاية الموسم كما كان يحدث في ولايته الأولى، وكأنه ينسى دائماً أن حلال المشاكل في الفريق لم يعد موجوداً، لن يقفز كريستيانو رونالدو ليسجل هاتريك في الديربي بدوري الأبطال، ولن تجده يسجل لك هدف قاتل في الكلاسيكو، كل ما لديك الآن بعض الأنفاس الأخيرة من كريم بنزيما الذي اكتشف نفسه مؤخراً، ولاعب يملك القدرة على التفكير في كل شيء في العالم باستثناء كرة القدم، يدعى جاريث بيل.

هناك أسماء أخرى في ريال مدريد ربما يعوّل عليها زين الدين زيدان، مثل رودريجو الذي تحول مع مرور الوقت إلى لوكاس فاسكيز جديد في ظل الأدوار المطلوبة منه على أرض الملعب، أو فينيسيوس جونيور الذي يملك براعة الظاهرة رونالدو بالمراوغة ومهارة ايكر كاسياس بتسجيل الأهداف.

الاعتراف بوجود مشكلة هو أول الطريق لعلاجها، لكن زيدان ما زال يكابر ويوهم نفسه أن ريال مدريد قادر على تسجيل الأهداف دائماً، ولذلك، لا بد من تصحيح بعض الأمور للمدرب الفرنسي، أولاً الفريق لم يسجل في 6 مباريات هذا الموسم وليس مباراتين فقط كما تدعي، علماً أن الفريق خاض 25 مباراة فقط في مختلف البطولات، أي أن 25% من المباريات لم ينجح فيها الريال بهز شباك المرمى.

أما ثانياً، ربما لا يعلم زيزو أن ريال مدريد هو اكثر فريق يخلق فرص في الدوري الإسباني، بمعدل 16.6 فرصة في المباراة، ورغم ذلك يتفوق عليه برشلونة بشكل كبير على الصعيد التهديفي، والفريق فشل في هز شباك المرمى بالعديد من المباريات، وكلفه هذا الأمر خسارة نقاط بلا أي سبب، ورغم كل هذا، يرى زيدان أنه لا توجد مشكلة، أتمنى على الأقل أن يكون مدركها بداخله.

سولشاير لا يغضب من خسارة مانشستر يونايتد وإنما من الانتقاد!

أولي جنار سولشاير مدرب مانشستر يونايتد خرج يبتسم ويضحك بعد الهزيمة أمام آرسنال بهدفين نظيفين في الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي، الأمر الذي استفز مهاجم الفريق السابق روبن فان بيرسي، وقال “في بعض الأحيان يجب أن تكون غاضباً، أراه يبتسم بعد مباراة من هذا النوع، ليست هذه اللحظة المناسبة للابتسام”.

الجميع كان يظن أن سولشاير لا يغضب، هو بطبعه شخص هادئ ويأخذ الأمور بكل بساطة، لكن اكتشفنا لاحقاً أن لديه مشاعر مثل أي شخص آخر، وليس دائماً تكون الظروف ملائمة للابتسام، كالهزيمة مثلاً!

سولشاير الذي تقبل هزيمة آرسنال بصدر رحب وأخذ يوزع ابتسامات على الجميع بعد المباراة كأن فريقه قد قدم مباراة عظيمة وانتصر بخماسية، لم تعجبه تصريحات فان بيرسي، وأظهر بركان الغضب الذي بداخله، ليرد بقوة قائلاً “لا يحق له انتقاد أسلوبي الإداري، ولن أتغير، هذا واضح، لقد أخذ قميصي رقم 20، وهذا كل ما سيأخذه مني، لأنني لست من العصور الوسطى، لذلك لست بحاجة للعمل بطريقة غاضبة”.

هناك أمران أريد تسليط الضوء عليهما عزيزي سولشاير، أولاً أنك غاضب الآن من تصريحات فان بيرسي أكثر من غضبك من هزيمة فريقك، وهو أمر مثير للتعجب في الحقيقة، بل قد يكون مثيراً للسخرية.

النقطة الثانية والأهم، أنني لم أكن أعلم أن هناك أسلوب إداري ضاحك وأسلوب غاضب، فان بيرسي نفسه لم يكن يعلم، ولا أظن أن هناك أحد يعرف هذين الأسلوبين غيرك في العالم كله، فلا أفهم من أين جاء هذا التصنيف، فكل ما كان يقصده النجم الهولندي أن تكون لديك بعض الغيرة على فريقك ليس أكثر، وتشعِّر اللاعبين على الأقل أنك لست راضياً عن الأداء والنتيجة، بدلاً من تقمص دور الجوكر بعد المباراة.

هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.