فيدي فالفيردي لاعب ريال مدريد ضد إيبار

سبورت 360 – فريق كرة القدم يشبه فرقة الموسيقى، من الممكن أن تضم أشهر عشرة عازفين لآلة الغيتار، لكن عازف البيانو غير موجود، وبالتالي لن تنجح أبداً المقطوعة الموسيقية التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر”.

تصريح قديم للمهندس مانويل بليغريني عن مشكلته أثناء توليه تدريب ريال مدريد مع بيريز، وعدم تدخله في الصفقات التي كان يعقدها النادي.

قد يفشل أي فريق بسبب افتقاده عنصر “التنوع” أو “الاختلاف”، وافتقاد التنوع المطلوب اللازم لخدمة المجموعة عند تأزم الأمور، هو نموذج قريب من المشروع الذي قد يفشل لأنه يضم 10 مهندسين دون أي عامل، وفي لحظة ما يكون الكل في أشد الحاجة إلى هذا الشخص الذي يختلف عنهم، حتى يُنجز ما عجزوا عن تحقيقه.

كاسيميرو كان يقوم بهذا الدور في فترة سابقة، بالأخص خلال موسم 2016 – 2017 المميز للمدرب زين الدين زيدان مع الميرينجي، لكن مؤخراً لم يعد بمقدوره -منفرداً- القيام بنفس المهام، لأن البرازيلي نفسه أصبح يشارك كثيراً وتنخفض بطاريات مجهوده في بعض المباريات، بالإضافة إلى سوء الحالة الدفاعية للأظهرة خاصة كارفخال، وكبر سن مودريتش وتراجع معدلات لياقته قياساً بالسابق. من أجل كل هذه الأسباب، أصر زيدان على وضع فيدي فالفيردي في تشكيلته.


فالفيردي -الأوروغوياني- لاعب قوي بدنياً، سريع، وذو مجهود محترم، ولديه القدرة على القطع والتغطية وشغل الفراغات بالكرة ومن دونها. تقنياً، هو ليس باللاعب الفريد، أي من وجهة نظري لن يصل إلى مستويات كروس ومودريتش في عزهم، لكنه يُكمل مجموعة ريال مدريد الحالية لأنه يقلل نقاط الضعف التي يعاني منها كتيبة زيزو، من دون الكرة،

سواء أثناء التحولات، أو عند الضغط بعد فقدان الكرة. لا بد من إسم تلجأ إليه في حالة التركيز على التحولات السريعة، اللعب في الفراغات، الدفاع من دون الكرة، وكل هذه المتطلبات، لذلك لا مشكلة من التعاقد مع لاعب مختلف في الوظيفة عن زملائه.

أمام باريس سان جيرمان، أحد أفضل مباريات ريال مدريد هذا الموسم

80754004_1630974080376304_6932579494989398016_n

وضع زيدان إيسكو، مارسيلو، كروس، وهازارد في جهة قريبة من اليسار، سواء في العمق أو الأطراف. رباعي قريب للغاية من بعضه، يمرر في مساحات ضيقة، يجيد المراوغة، البناء، التمرير، والتسديد، ونقل اللعب من جهة لأخرى.

الغرض من ذلك خلق الفراغ تجاه الجبهة الأخرى، والبحث عن الرجل الحر الهارب من الرقابة بعيدا، وفالفيردي أدى هذا الدور بامتياز، كما حدث بالأخص في لقطة الهدف الأول، بينه وبين كارفخال.

جزء آخر لأهمية اللاتيني يكمن في الضغط العالي داخل نصف ملعب الخصم، فالريال يعاني بعض الشيء في التحولات من الهجوم للدفاع، لذلك الأفضل أن يتم قطع الكرة سريعا بمجرد فقدانها، وهذا ما وفره فالفيردي، لأنه مميز في الافتكاك والعرقلة واللعب البدني.

توضح الخريطة الحرارية للاعب أمام سان جيرمان قيمته في وسط الريال، بدلاً من مودريتش. صحيح أن الكرواتي يتفوق في عوامل الخبرة والمهارة والناحية التقنية، لكنه لم يعد مثل السابق على مستوى الركض والتحولات والضغط والشق الدفاعي، إنها الأدوات التي يوفرها فالفيردي داخل الملعب على اليمين، كما بالصورة. تجده على مقربة من كارفخال، يغطي خلفه أثناء المرتدات، وينطلق بالكرة ومن دونها في القنوات الشاغرة عند الاستحواذ. وفي حال فقدان الكرة من زملائه، يضغط سريعاً على مقربة من بنزيما والبقية بالثلث الهجومي الأخير.


80715047_608733203268262_8580483001069076480_n

أمام بلباو في الليجا، تغير مركز فالفيردي داخل الملعب ليصبح لاعب وسط دفاعي صريح، مكان كاسيميرو الموقوف. الأوروغوياني أقل من زميله البرازيلي في الافتكاك والعرقلة والتدخلات البدنية، كما يتضح في ضعف أرقامه الدفاعية في الصورة، لكن أيضاً طريقة لعب الفريق الباسكي الدفاعية وندرة هجماته، كلها أسباب قللت من مردود لاعبي الريال دفاعياً، بما فيهم فيديريكو.

قدم اللاتيني مباراة مميزة هجومياً، لأنه جيد في لعب الكرات الطولية، سريع جداً بالكرة في الاختراق والمراوغة والاندفاع إلى الأمام، ولديه دقة تمريرات تتخطى حاجز الـ 90 %، لذلك لم يكن مجرد ارتكاز كلاسيكي أقرب إلى كاسحة الألغام في القطع والافتكاك وخلافه، بل لعب دوراً محورياً في شن الهجمات وبناء اللعب من الخلف، أمام رباعي الدفاع المدريدي وحارس مرماه.

كل ما سبق يؤكد بوضوح أهمية فالفيردي الصغير في تكتيك ريال مدريد هذا الموسم، ويمكن اعتبار رهان زين الدين زيدان عليه موفقاً حتى هذه اللحظة، سواء في مباريات الليجا أو المواجهات الكبيرة بدوري أبطال أوروبا، ليصبح قطعة رئيسية في التشكيلة الأساسية بدلاً من مودريتش، عندما يحتاج مدربه إلى السرعة والقوة في الضغط والتحولات على حد سواء.