كريم بنزيما وإدين هازارد

موقع سبورت 360 – ما زال ريال مدريد يفشل في الحفاظ على ثبات المستوى والنتائج، فلم يعد هناك ثقة بزين الدين زيدان ورجاله في أي مباراة وأمام أي منافس، ورغم أن الأداء تطور قليلاً وتم معالجة بعض المشاكل، إلا أن الفريق يتعثر بشكل مستمر ويهدر فرص ثمينة لاستعادة الصدارة.

ما حدث يوم أمس أمام ريال بيتيس سيناريو تكرر في العديد من المباريات هذا الموسم، سيطرة وضغط في معظم أوقات المباراة، لكن بالنهاية يفشل الفريق في ترجمة الفرص السهلة إلى أهداف، ليجد نفسه قد خسر نقطتين بدون مقدمات.

يمكننا القول أن زيدان عالج بعض المشاكل المتعلقة بالضغط والمساحات الناتجة في الخط الخلفي، لكن ما زالت مشكلة إهدار الفرصة تتفاقم من مباراة لأخرى، والوضع يزداد سوءاً كلما خلق الفريق فرصاً أكثر، وهذا ما يدفعنا للتساؤل، أين تكمن المشكلة الحقيقة في خط هجوم الريال؟

ريال مدريد يملك خط هجوم ممتاز

أولاً وقبل أي شيء، يجب أن نتفق أن ريال مدريد لا يعاني من انخفاض الجودة في الخط الأمامي، الجماهير والصحافة تطالب دائماً بمهاجمين من طراز عالي، لكن لو نظرناً للأمور بعيداً عن العاطفة وما نشاهده من لقطات على موقع يوتيوب لمهاجمين آخرين، سنجد أن الفريق يمكنه فعل الكثير بهذه التوليفة التي يملكها.

إدين هازارد كان يقدم مستوى أكثر من ممتاز مع تشيلسي سواء بالتسجيل أو الصناعة، صحيح أنه لم يصل لمستوى كريستيانو رونالدو بالحسم، لكن بحكم أنه لا يقترب كثيراً من منطقة الجزاء، فأرقامه أكثر من جيدة، وهي الأفضل بين اللاعبين الذين يشغلون مركز الجناح الأيسر، علماً أنه ساهم بتسجيل 38 هدفاً في الموسم الماضي.

وهناك أيضاً كريم بنزيما الذي ساهم بتسجيل 40 هدفاً في الموسم الماضي ما بين التسجيل والصناعة، في حين أحرز لوكا يوفيتش 27 هدفاً مع فرانكفورت، وهذا كله لم نتحدث عن أسماء مثل جاريث بيل الذي كان يصنف ضمن أفضل اللاعبين في العالم قبل عامين أو ثلاثة، ولاعبين آخرين مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو الموهوبين بشدة.

من حيث الجودة، ريال مدريد لا ينقصه أي شيء في الخط الأمامي، والدليل أن الفريق يهدد مرمى الخصم أكثر من 10 مرات في كل مباراة، لكنه نادراً ما ينجح بالتسجيل، وبالتالي فإن المشكلة تكمن في عوامل أخرى.

فشل ريال مدريد باستغلال الفرصة الأولى

في معظم المباريات تقريباً، يهدر ريال مدريد فرصة سانحة للتسجيل في أول نصف ساعة من عمر اللقاء، هذه الفرصة لو تحولت إلى هدف، لانقلبت الموازين بشكل كامل، وشاهدنا ماذا حدث في مباراة ليجانيس عندما هز رودريجو الشباك مبكراً.

كلما مضى الوقت والنتيجة تعادل أو تخلف بفارق هدف أمام فرق مثل بيتيس وليفانتي وإيبار ..الخ، كلما ازداد الضغط على المهاجمين، ونعلم جميعاً أن الضغط يلازمه دائماً فقدان بالتركيز، وهذا تحديداً ما يفسر لماذا نرى شلال من الفرص الضائعة في الشوط الثاني، تماماً كما حدث في مباراة الأمس.

ريال مدريد انتصر بفارق هدفين على الأقل في 6 مباريات تمكن فيها من تسجيل هدف خلال النصف ساعة الأولى، والمباراة الوحيدة التي فاز فيها بفارق هدف وتمكن من التسجيل مبكراً، كانت أمام غلطة سراي.

جميع تعثرات ريال مدريد سواء بالتعادل أو الهزيمة لم ينجح فيها الفريق في هز شباك المرمى في أول نصف ساعة، وفي الغالب يفشل في التسجيل خلال الشوط الثاني، أو يسجل هدف أو اثنين لا يكونان كافيان للخروج بالنقاط الثلاث.

يجب على زين الدين زيدان واللاعبين أن يحاولوا استغلال الدقائق الأولى من المباراة ومحاولة تسجيل هدف لأن هذا سيزيل الضغوط عنهم، ويسمح لهم بتسجيل أهداف أكثر مع مرور الوقت، كما يجب أن يعمل المدرب الفرنسي على تدريب اللاعبين أن يكونوا أكثر هدوءً أمام المرمى عندما لا تكون النتيجة في صالحهم، فالمشكلة نفسية قبل أن تكون فنية.

طريقة بناء الهجمات والتمركز في ريال مدريد

من الأسباب الأخرى أننا نشاهد فرص عديدة تهدر من جانب ريال مدريد، هو أن الفريق لا يفرض الكثافة العددية المناسبة داخل منطقة الجزاء، فهناك ميزة ذو حدين في خط هجوم الريال وهو أنه ديناميكي متحرك بشكل مستمر، فبوجود كريم بنزيما الذي يعود للخلف كثيراً ليشارك بالهجمات وبناء اللعب، وهازارد الذي يفضل الانطلاق من الخلف، والتزام رودريجو بتعليمات زيدان ومساندة الظهير، وعدم مجازفة توني كروس ولوكا مودريتش بالتقدم كما يجب، نجد أن منطقة الجزاء تكون فارغة في الكثير من الأحيان، واللاعبين يتمركزون جميعهم على حواف المنطقة سواء على الأطراف أو العمق.

أحياناً يتقدم أحد لاعبي خط الوسط أو المدافعين ويقرر استغلال المساحة التي يفرغها خط الهجوم بشكل بارع، لكن معظم الفرص يتم إهدارها كما حدث مع فيرلاند ميندي وسيرجيو راموس يوم أمس، وذلك بسبب بسيط جداً، لأن هؤلاء اللاعبين لا يجيدون التهديف مثل الثلاثي الأمامي.

هناك خياران أمام زيدان لمعالجة هذه المشكلة، إما يواصل إقحام لوكا يوفيتش سواء على حساب بنزيما أو لاعب آخر، فهذا سيساعده على تثبيت لاعب داخل منطقة الجزاء يمكنه استغلال العرضيات الكثيفة، أو أن يلتزم كريم بنزيما بدوره كرأس حربة، بالإضافة إلى إجبار هازارد ورودريجو (أو بيل وفينيسيوس) على الدخول للعمق عندما يتقدم الظهيرين، أو يتمركز أحدهما كمهاجم ثانٍ داخل المنطقة عندما تكون الكرة على الجانب الآخر.