قصف جبهة: مورينيو وبيل .. الانفصال عن الواقع حرفياً

رامي جرادات 14:10 10/10/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مورينيو وجاريث بيل

    موقع سبورت 360 – في بعض الأحيان، نصادف أشخاصاً يحاولون الهرب من الواقع كلما سنحت لهم الفرصة، يعلقون زلاتهم وعدم نجاحهم على شماعة المجتمع، الظروف، السحر، القدر، أي عامل خارجي يعفيهم من تحمل المسؤولية، المهم أن يبرؤوا أنفسهم، ولكي يشعروا بالرضا المزيف، والذي غالباً ما يكون مؤقتاً.

    في عالم كرة القدم، هناك عشرات الأمثلة على هذه النوعية من الأشخاص، أحدهم النجم الويلزي جاريث بيل الذي لم يعد سعيداً في ريال مدريد ويريد الرحيل بحسب ما أجمعت عليه وسائل الإعلام في الساعات الماضية.

    جاريث بيل يشعر بالاستياء من معاملة زيدان له واستبعاده من مباراة كلوب بروج رغم أنه لم يكن مصاباً، كما سبق له أن صرح بشكل علني قبل بضعة أسابيع أنه تم استخدامه ككبش فداء في الميركاتو الصيفي، وتم تحميله مسؤولية اخفاق الفريق أكثر من بقية زملائه، ملمحاً إلى أنه غير سعيد في النادي الملكي.

    عندما تظن نفسك على حق .. جاريث بيل أنموذجاً

    جاريث بيل

    هناك مثلٌ شعبيٌ رائجٌ في بلاد الشام يوضح سخرية الوضع الحالي لبيل “رضينا بالبين والبين ما رضي فينا”، النفاثة كما يحب البعض تسميته رفض الرحيل عن النادي لمدة عامين، وقاتل بضراوة من أجل البقاء، طبعاً القتال كان بتصريحات وكيل أعماله وليس في الملعب، رقعة الأرض الخضراء الوحيدة التي يرتبط بها هي ميدان الجولف، وبعد أن وجد ريال مدريد نفسه مضطراً للإبقاء عليه، أصبح هو من يريد الرحيل.

    ألم يصرح زيدان بشكل علني أن النادي يبحث لبيل عن مخرج؟ وألم تظهر بوادر واضحة على الإدارة والمدرب أنهم لا يرغبون باستمراره؟ لقد تجاهل كل ذلك مثل ضيف ثقيل أتى لمنزلك في وقت متأخر وتحاول إخباره كم تشعر بالنعاس، لكنه لا يحرك ساكناً، بل “يتجبد” مثلك تماماً، ثم يعود لوضعية الاسترخاء المستفزة.

    جاريث بيل يجب أن يكون ممتناً لما فعله له زين الدين زيدان، فرغم كل ما حدث في الماضي، المدرب الفرنسي تجاهل كل ذلك وواصل الاعتماد عليه على حساب لاعبين أحق منه، أو على الأقل أحق بالحصول على فرصة للعب مثل فينيسيوس جونيرو، ورغم ذلك صديقنا يشعر بالاستياء الآن، لو أخبروني في الصيف أن بيل سيكون لاعباً أساسياً في تشكيلة زيدان هذا الموسم، لقلت أنه سيناريو مناسب لأفلام كريستوفر نولان.

    بخصوص الاستبعاد من مباراة كلوب بروج، دعني أخبرك بسر صغير عزيزي بيل، زيدان أراد إراحتك فقط، وبدليل أنك شاركت أساسياً في المباراة السابقة والتالية، لأنه يعلم أنك عندما تلعب 3 أو 4 مباريات على التوالي تحتاج بعدها لشهرين لكي تتعافى من الإصابة.

    مورينيو .. عالم موازي

    جوزيه مورينيو

    ملك استغلال الفرص، ثعلب منطقة الجزاء لكن في عالم التدريب وليس على أرض الملعب، بالطبع نتحدث عن جوزيه مورينيو أو السبيشل ون كما يدعو نفسه دائماً، رغم أنني لا أعلم سبب ملاصقة هذا اللقب له حتى يومنا هذا.

    عشاق مورينيو أعادوا تداول تصريحه والمتعلق بأن فترته مع مانشستر يونايتد تعد الأنجح في مسيرته بحكم الإمكانيات التي كان يملكها والظروف التي يعيشها  (ما قاله في بداية العام الحالي)، مستغلين الأزمة التي يعيشها الفريق مع المدرب أولي جنار سولشاير.

    فشل سولشاير مع مانشستر يونايتد لا يعني أن مورينيو كان نجاحاً، هذا أولاً، أما ثانياً، لا اعتقد أن السبيشل ون قارن بين الفريق الذي كان يملكه عندما أحرز المركز الثاني والفريق الحالي.

    سولشاير فقد مروان فيلايني، أندير هيريرا، أنتونيو فالنسيا، أليكسيس سانشيز، زلاتان إبراهيموفيتش، روميلو لوكاكو وهنريك مخيتاريان، عدا عن تراجع مستوى ديفيد دي خيا بشكل رهيب، فعن أي مقارنة يتحدث عشاق مورينيو الآن؟ على الأقل حقق سولشاير نتائج جيدة في دوري أبطال أوروبا وأمام فريق أقوى منه بمراحل من حيث الجودة، في الوقت الذي خرج به مورينيو أمام إشبيلية الذي كان قد خسر بخماسيتين في الليجا قبل مباراته ضد اليونايتد، ولم يكتفي بذلك، بل عاقب النادي بتصريح مهين، كنوع من الشكر على الثقة التي وضعت به.