ريال مدريد

موقع سبورت 360 – واصل ريال مدريد انتفاضته بفوز ثمين ومستحق على أوساسونا بهدفين نظيفين، استعاد من خلاله الصدارة وانفرد بها وحيداً بعد تعثر اتلتيك بيلباو، ليؤكد الفريق مرة أخرى أنه قادر على المنافسة في الموسم الحالي رغم الانتقادات التي تعرض لها.

ريال مدريد قدم مباراة مثالية على الصعيد الدفاعي، تماماً مثل مباراة إشبيلية، وذلك رغم أن زين الدين زيدان لعب بتشكيلة شبه احتياطية، فلم يشارك من الأساسيين سوى سيرجيو راموس وتوني كروس وكاسيميرو، وفيما يلي أبرز الملاحظات على المباراة:

زيدان الحكيم

انتقص الكثيرين من زيدان في الآونة الأخيرة، ووجه له البعض انتقادات لاذعة، وصحيح أنه أخطأ في بعض القرارات، وكان الفريق في حالة يرثى لها في مباراة باريس سان جيرمان، لكنه أثبت صحة موقفة بخصوص العناصر الشابة والتعامل مع دكة البدلاء.

أكثر ما تم انتقاد زيدان عليه هو عدم الاهتمام بالشباب والوافدون الجدد والاعتماد فقط على الحرس القديم الذين يثق بهم رغم أن مستواهم متراجع، لكن اتضح اليوم أن زيزو صاحب نظرة حكيمة لم يقدرها أحد، فقد كان ينتظر الفرصة المناسبة لإقحام لاعبين مثل فينيسيوس ولوكا يوفيتش ورودريجو وفالفيردي وميليتاو ورودريجو الذي اشترك كبديل.

في بداية الموسم وحتى مباراة باريس، كان الفريق يعاني من ضغط مهول، والدفع بهذه الأسماء كان سيكون مجازفة وحرق لبعضهم، فالشباب يتأثر مستواهم بشكل أكبر بسبب الضغط والأجواء السلبية، وربما يؤثر هذا أيضاً على تطورهم.

بعد الفوز على إشبيلية، وحصول الفريق على دفعة معنوية قوية بالتربع على الصدارة، جاء القرار ببدء المداورة وإشراك معظم الاحتياطيين ومنحهم الفرصة في سانتياجو برنابيو، وكانت النتيجة أكثر من ممتازة، حيث قدم جميعهم مستوى مميز، حتى لوكا يوفيتش كانت تحركات ممتازة لو استثنينا الفرصتين اللتان أهدرهما، فهذه الامور تحدث بالنسبة للمهاجمين في مبارياتهم الأولى.

وفي الوقت ذاته، لم يكن يرغب زيدان بأن يشعر اللاعبين الأساسيين أنهم مهددين، لأن فلسفته التدريبية تعتمد على الهدوء وبناء الثقة مع الجميع، لذلك حصل منهم أولاً على انتصار مهم من إشبيلية، وأعاد هيبتهم أمام الجماهير والصحافة، ثم قرر بدأ مداورته المعتادة.

توني كروس .. كلمة السر

بكل بساطة، عندما يتحسن خط وسط ريال مدريد، يظهر الفريق بشكل قوي للغاية، واليوم شاهدنا توني كروس يقدم أداء لم نعتد عليه في الأشهر الأخيرة، فقد كان متحكماً بوسط الميدان، ومبادر في الهجوم، ويقوم بواجباته الدفاعية على أكمل وجه، باختصار أظهر نسخته الحقيقة التي ساعدت الفريق على تحقيق إنجازات مهمة في الماضي.

هناك سببان وراء تحسن مستوى كروس، الأول هو الحصول على دفعة قوية بعد مباراة إشبيلية كحال معظم زملائه، والسبب الثاني والأهم يعود لمشاركة إرنستو فالفيردي الذي جعله أكثر تحرراً بالتقدم وبناء اللعب بدلاً من إسراف كل طاقته على مطاردة لاعبي الخصم.

فالفيردي ليس لاعباً بارعاً، يجب أن نتفق على ذلك، امكانياته متوسطة ولا اعتقد أنه سيأتي يوم يكون فيه لاعب أساسي، لكن دوره اليوم كان مهماً لأنه ضغط بشكل متواصل على لاعبي محور أوساسونا ومنعهم من الخروج بالكرة، لم يتكاسل أبداً عن مراقبة اللاعبين والضغط في ملعب الخصم، وهذه النقطة كنا نفتقدها بخاميس رودريجز ولوكا مودريتش وإيسكو رغم أنهم يفوقونه بالمهارة.

الروح والالتزام .. عاملان مهمان في هذه الفترة تحديداً

ريال مدريد يمر بفترة صعبة بعد إنجازات كبيرة حققها في السنوات الماضية، الفريق مر بفترة فراغ خلال الموسم الماضي، واستمر أثرها لبداية هذا الموسم، وبالتالي لم تكن لتتحسن النتائج والأداء لو لم نشهد ردة فعل من زيدان واللاعبين في آخر مباراتين على صعيد الالتزام والروح القتالية.

عندما يكون أي فريق قد وصل لمرحلة فقد فيها الثقة بنفسه، ومعظم اللاعبين مستواهم قد تراجع، فلا يمكنه العودة لسابق عهده إلى إن استعاد الفريق الروح القتالية وقرر اللاعبين أن يبذلوا مجهودات أكبر من التي اعتادوا عليها، فبهذه الفترة لا يمكن الفوز أمام فرق مثل أوساسونا وإشبيلية من خلال اللعب باستهتار والاعتماد على الجودة والمهارات كما كان يفعل الفريق في الماضي خلال بعض المباريات ويحقق انتصارات كبيرة.

الفريق ليس مطالباً باللعب بهذه الندية والالتزام في جميع مباريات الموسم، لكن بهذه الفترة، لا يمكن الفوز إلا بهذه الطريقة، وذلك حتى تستقر الأمور ويؤمن الفريق نفسه بعدد كافي من النقاط، بعد ذلك لا مشكلة بتهدئة الرتم قليلاً.