بالملكي: سبب رئيسي لانتفاضة ريال مدريد .. وما يجب أن تدركه الجماهير

رامي جرادات 14:58 23/09/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ريال مدريد

    خلال 3 أيام فقط، أعاد ريال مدريد ترتيب أوراقه من جديد وتفادى جميع مشاكله وأزاح الضغوط المفروضة عليه من الجماهير والصحافة، وذلك عبر خطف انتصار ثمين جداً من ملعب يعد الأصعب على الفريق في السنوات الأخيرة كونه لم يحقق فيه أي انتصار منذ عام 2015.

    وصل ريال مدريد لأقصى مرحلة من التدهور في مباراة باريس سان جيرمان التي خسرها بثلاثية نظيفة، كل شيء كان سيئاً، ولم يخرج الفريق بأي إيجابية تذكر من هذه المباراة، واعتقد الجميع أن الأمور سوف تزداد سوءاً في رامون سانشيز بيزخوان، لكن المفاجأة جائت بظهور الريال بحلة جديدة تعيد الذكريات لحقبة زيدان الأولى التي صنع فيها المعجزات.

    هناك الكثير من الأمور التي تحسنت من مباراة باريس سان جيرمان إلى مباراة إشبيلية، ويمكننا كتابة عشرات السطور حولها، لكن جميعها كانت نتيجة لنقطة رئيسية قرر زين الدين زيدان واللاعبين مناقشتها ووضع حداً لها.

    السبب الرئيسي وراء انتفاضة ريال مدريد أمام الفريق الأندلسي بعيداً عن الأمور الفنية والتكتيكية ومستوى اللاعبين، يتلخص في الروح القتالية والرغبة باللعب حفاظاً على سمعة هذا النادي، كل لاعب أراد استرداد كرامة الفريق وكرامته الشخصية بعد موسم كارثي وانطلاقة سيئة في موسم جديد.

    عندما قرر الجميع وعلى رأسهم زيدان العمل كفريق بالفعل، وبذل كل ما يمكن للخروج بالنقاط الثلاث، تحسن كل شيء، ونستنتج من ذلك أن المشكلة الرئيسية في الفريق منذ نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 كانت تتلخص بعدم الجدية باللعب والاستسلام.

    ريال مدريد قدم بعض المباريات الجيدة في الموسم الماضي وحتى هذا الموسم، لكن حتى عندما كان يلعب بشكل مميز، لم يكن يقاتل مثلما رأيناه بالأمس، الالتزام التكتيكي الذي ظهر به والروح التي لعب بها اللاعبين لم نكن نراها إلا في ولاية زيدان الأولى، وبالأخص في أول موسم ونصف، لأن الموسم الثالث كان مفهوم الراحة واللامبالاة بدأ يتغلغل لأذهان اللاعبين.

    زيدان أشار إلى نقطة مهمة في المؤتمر الصحفي عندما قال “كنا نعرف أنه يمكننا خلق الكثير من الفرص، لكن العمل الجماعي كان مفتاح الفوز بالنسبة لنا، الثلاثة (هازارد وخاميس وبيل) قدموا أداء جيد على الصعيد الدفاعي، وهذا ما ساعدنا للفوز في مباراة صعبة”.

    لو أردنا تقييم كل لاعب من ريال مدريد في مباراة إشبيلية بشكل منفصل، سنجد أن أفضل لاعب ربما كان كاسيميرو أو كريم بنزيما وربما داني كارفاخال، وجميعهم لم يقدموا مباراة مثالية، أي أن مستوى اللاعبين لم يتحسن، وإنما ما تطور هو الروح التي لعبوا بها، باختصار التزموا بالتعليمات وقاوموا الإرهاق.

    عندما تجد أن نصف تحركات جاريث بيل وإدين هازارد وخاميس كانت في نصف ملعب ريال مدريد يمكنك استنتاج بسهولة التغيير المفاجئ الذي حدث في أداء الفريق، وهذه تكون النتيجة بالنهاية عندما يقوم كل لاعب بدوره على أكمل وجه حتى لو لم يقدم أداء فني عالي على الصعيد الفردي.

    إن نجح زين الدين زيدان في الحفاظ على هذه الروح، واستمر اللاعبين بتنفيذ الأوامر بشكل حرفي، فحينها لا اعتقد أن هناك خوف على الفريق بالأخص أمام الخصوم التي لا تملك جودة عالية، وهذا ما يقودنا للنقطة الثانية التي يجب الحديث بها.

    ما لا تفهمه جماهير ريال مدريد

    مشكلة ريال مدريد ليست بالأفراد، فمسألة تحميل بعض اللاعبين مسؤولية الإخفاق أمر غير منطقي أبداً، فمنهم من يلقي باللوم على مارسيلو، والبعض الآخر على توني كروس، وأحياناً نرى اتهامات لسيرجيو راموس أو جاريث بيل أو حتى كريم بنزيما المتألق هذه الفترة.

    التشكيلة والأسماء التي تلعب لا علاقة لها بالأزمة التي دخل بها الريال، لأن الفريق خسر الكثير من المباريات وبجميع التشكيلات وبجميع الأسماء أيضاً، حتى أنه عانى مع 3 مدربين خلال بضعة أشهر.

    المدرب عليه اختيار الأسماء التي يعتقد أنها الأفضل، ورغم اختلافنا معه في بعض الأحيان، وعدم صحة قراراته بشكل واضح في أحيان أخرى، إلا أن هذه مجرد تفسيرات وتفاصيل تؤثر بشكل بسيط على النتيجة، الأهم من هذا كله أن اللاعب المتواجد في الملعب يريد التضحية فعلاً من أجل الفريق، ويكون في كامل تركزيه الذهني كما حدث أمام إشبيلية.

    لماذا نقول هذا الكلام؟ لأن هناك فئة كبيرة من عشاق النادي الملكي ينظرون للفريق وكأنه يملك تشكيلة سيئة للغاية، وأن معظم فرق أوروبا لديها أسماء أفضل، وهذا أمر غير صحيح أبداً، فرغم أن الجودة ربما انخفضت قليلاً في الريال، وهناك بعض الفرق بالفعل تتفوق في بعض الخطوط، لكن هذا لا يعني أن تشكيلة ريال مدريد ليست ضمن الأفضل في العالم.

    أي لاعب في ريال مدريد يمكنه اللعب في معظم أندية اوروبا كأساسي، بل ويكون نجم الفريق أيضاً، لكن كما قلنا، الخلل كان في المنظومة والعقلية، الفريق بشكل عام كان قد فقد شغفه، واللاعبين خسروا الروح القتالية التي كانوا يلعبون بها، وبالتالي كان من الطبيعي ان يظهر بعض اللاعبين بشكل كارثي أحياناً، فعندما تأتي الهزائم، يبدأ الجميع في البحث عن كبش الفداء.

    بالأسماء التي يملكها ريال مدريد هذا الموسم، يمكنه المنافسة على الألقاب، فلا أحد يقنعني أن ليفربول مثلاً يملك تشكيلة أفضل، الفارق الوحيد هو مدى التزام اللاعبين بتعليمات يورجن كلوب والشغف اللا متناهي الذي يلعب به الفريق للفوز بالألقاب بعد سنوات عجاف طويلة، بينما وصل معظم لاعبي الريال إلى نقطة جعلتهم فاقدي الشهية للعب والفوز والألقاب، لكن من المفترض أن هذه فترة مؤقتة، ويمكن لزيدان أن يخرج الفريق منها كما فعل أمام إشبيلية.