قصف جبهة .. عندما نمنح الحرية للآخرين لنحصل على حريتنا

رامي جرادات 17:28 12/09/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سيرجيو راموس

    عندما بدأت فقرة “قصف جبهة”، كنت أواجه معضلة في اختيار الموضوع الذي أريد طرحه خلال الأسبوع، أبحث طويلاً بين جميع الأخبار التي تم تداولها في الأيام الماضية لأجد شيئاً مثيراً للجدل أتحدث به، لكن مع مرور الوقت، أصبحت الأمور أسهل كثيراً، اكتشفت أن الأمر لا يحتاج سوى البحث عن اسم آرسين فينجر في محرك جوجل، ومتابعة تصريحاته الأخيرة “أبسط من كده مفيش”.

    المدرب الفرنسي واصل ممارسة هوايته المفضلة بانتقاد الأندية الأخرى، وأوضح أن سبب مشاكل مانشستر يونايتد الحالية تتلخص في عدم قدرة اللاعبين على اللعب بشكل جماعي، كما وصف اللاعبين بأنهم غير ناضجين.

    لن أجاملك عزيزي فينجر هذه المرة وأقول أنك محق في كلامك، فمثلاً فريقك في آرسنال كان يلعب بشكل جماعي، واللاعبين كانوا ناضجين أيضاً، ورغم ذلك ظللت تنافس على المركز الرابع لعقد من الزمن، حتى أن شركات المراهنات أصبحت تخرج فريقك من المعادلة قبل بداية الموسم لكي لا تخسر الملايين.

    راموس .. عندما نمنح الآخرين الحرية لنفعل ما يحلو لنا

    في ريال مدريد، هناك ألفة بين اللاعبين، وسيرجيو راموس هو من يدير هذه المنظومة الموحدة، الجميع متعاون وكل لاعب يساعد الآخر، وأحياناً تكون المساعدة من نوع مختلف مثل التغطية على سلوك سيء من زميل مقابل الحصول على امتيازات، أما زيدان فهو يترك اللاعبين يتدبرن أمورهم دون تدخل، لا تزعجوه بحديثنا.

    راموس دافع عن جاريث بيل الذي يتعرض لانتقادات بسبب شغفه المبالغ به بلعبة الجولف، والذي يرى البعض أنه أحد الأسباب الرئيسية لعدم جديته باللعب في ريال مدريد وكثرة إصاباته، وقال راموس “من حق الجميع أن يفعل ما يحلو له في أوقات الفراغ”.

    لا أريد أن أفاجئك عزيزي راموس، لكن أنت تحصل على 10 ملايين يورو سنوياً وتلعب في واحد من أكبر أندية العالم ليس لتفعل ما تريد في وقت فراغك، وإنما لتكون لاعباً محترفاً، وتساعد فريقك على الفوز، وإن كان نشاطك خارج التدريبات والمباريات يؤثر على مستواك أو عملك الأساسي، فهذا يعني أنك لا تتصرف بنحو جيد وتخرق قواعد اللاعب المحترف.

    معذرة، لقد بدأت بتقديم النصائح وأخذت الأمور بجدية أكثر من اللازم، فلا داعي لكل ما قلته في الفقرة السابقة، من حق الجميع أن يفعل ما يحلو له في ريال مدريد، كما من حق راموس اللعب كمدافع على الورق والتحول لمهاجم لمدة 89 دقيقة من أصل 90 دقيقة في المباراة، ولا يهم الأهداف التي ستدخل عندما يرتد الخصم ويجد فاران وكاسيميرو يناطحان نفسهما وحيدان ينتظران مساندة من راموس ومارسيلو وكارفاخال، فالأهم أن لا يلاحظ أحد ما يفعلونه، ويحاول كل واحد منهم خلق العذر للآخر أمام وسائل الإعلام والجماهير.

    بابل .. الأحقاد الدفينة

    عندما تنتصر يعلو صوتك، تصبح قادراً على قول ما تريد وما كنت عاجزاً عن قوله سابقاً، هذا ما حدث تماماً مع ريان بابل نجم جلطة سراي ومنتخب هولندا الذي سجل هدفان في مرمى أستونيا قبل ثلاثة أيام، وللأسف نحن من سندفع ضريبتهما، على أية حال، بابل حمّل الرباعي شنايدر وروبن وفان بيرسي وفان دير فارت مسؤولية عدم الفوز بلقب كأس العالم 2010 لأنهم فضلوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الفريق، ويرى أن الفريق الحالي أقوى لأنه يلعب كمجموعة.

    اعتقد أن بابل لم يكن لديه اشتراك في بي إن سبورت بذلك الوقت، ولم يجد وسيلة لمشاهدة مباريات منتخب بلاده، واستخدم حزم الإنترنت الخاصة في هاتفه الذكي مؤخراً ليرى ملخص ما حدث في النهائي أمام إسبانيا، هذا التفسير الوحيد لما قاله.

    يجب أن نجد وسيلة نخبر فيها بابل أن هذا الرباعي أحرز 7 أهداف وصنع آخرين خلال مباريات كأس العالم، وكان السبب في صعود هولندا من الأساس لنهائي المونديال في إنجاز تاريخي، في الوقت الذي كان فيه بابل يتمنى المشاركة في المباريات مع ليفربول، لكن لا مشكلة، هذا يكون شعورك عندما يتم استبعادك من خوض أفضل نسخة لمنتخب بلادك في المونديال، سوف تترك إنجازات زملائك وتركز على تفاصيل اختلقها عقلك الباطن.

    تشيزني الأفضل في التاريخ .. قصة خيال علمي

    أراد تشيزني حارس يوفنتوس مجاملة جيجي بوفون، فقرر أن يضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث يقوم بواجبه تجاه زميله لكي لا يسبب له المشاكل بحكم سلطته بالنادي، وفي الوقت ذاته يوم بتلميع نفسه أمام الجماهير والصحافة، وكأنه يقول لهم “أنا موجود هنا، انظروا لي”.

    تشيزني اعتبر أن مشاركته أساسياً هذا الموسم وجلوس بوفون على دكة البدلاء، يجعله أفضل لاعب في التاريخ، منطق عجيب جداً! لم أسمع شيئاً مماثلاً، أو ربما سمعت، لقد تذكرت تصريحات مرتضى منصور المضحكة “مش الأهلي بطل الدوري، والزمالك كسب بطل الدوري، يبقى الزمالك بطل الدوري”.

    مورينيو يقتله الحنين .. ذاكرة السمكة

    منذ إقالته من تدريب مانشستر يونايتد، لا يتوقف مورينيو عن مغازلة ريال مدريد، ويوم أمس خرج لنا بتصريح جديد يؤكد خلاله أن تجربته في ملعب سانتياجو برنابيو كانت أفضل فترة في مسيرته الاحترافية، لا تتعجب عزيزي القارئ، فمشاعر مورينيو تتغير بحسب الظروف، مثل تغيير الحرباء للونها بشكل مستمر.

    كان من الأفضل وضع فقرة مورينيو في بداية المقال، لم أكن موفقاً حينما قررت وضعه في الخاتمة، لقد فقدت طاقتي لإضافة مزيداً من الأسطر واستعراض التصريحات التي سخر لم يتحدث بها السبيشل ون بطريقة جيدة عن ريال مدريد، أو عندما سخر من سيرجيو راموس وكريستانو رونالدو، أو بتأكيده عشرات المرات أن تجربته مع أنتر ميلان كانت الأفضل، وفي أحيان أخرى وصف تدريبه تشيلسي بأكثر الأشياء إثارة في حياته، لا أعلم هل يتمتع مورينيو بذاكرة الأسماك أم أنه يتلون مثل الحرباء للوصول إلى غاية شخصية؟!

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.