البدايات خادعة والعبرة في الخواتيم ..لكن سماههم في وجوههم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بنزيما ولوكاكو ومحمد صلاح وديفد لويز وأنتوان جريزمان

    مع نهاية لقاء الإنتر مع ليتشي في الدوري الإيطالي أكملت الدوريات الأوروبية انطلاقتها بشكل رسمي لتكتمل الصورة الكروية في القارة الاوروبية بمشاهدة آخر الفرق المثيرة وهو نادي الإنتر الإيطالي مع مدربه أنطونيو كونتي.

    تتميز لغتنا العربية الجميلة بالحكم ( الشعبية منها والفصيحة) والتي تعكس فهماً عميقاً لدى الأقدمين للإنسان وأساليب الحياة. وبما أنه لكل مقام مقال فإننا نجد الكثير من هذه الأمثال متناقضاً بشكل كبير وملفتا للنظر. فمثلاً مقولة : ” العبرة في الخواتيم ” أو ” الآخرة يا فاخرة ” تتناقض كلياً مع ” المكتوب ظاهر من عنوانه ” أو “تعرف الشجرة من ثمارها ” .

    لأقوال الأولى تؤكد أن الأهم هي النتائج والنهايات في حين تؤكد المقولات الثانية على أن البدايات كافية لتحكم على العمل. والسبب أن الأمور مرهونة بظروفها وفي الحياة معظم الأحكام الصحيحة تحتاج إلى وقت لإصدارها ، لكن أحياناً يمكن الحكم على العمل من بداياته بناء على عوامل عديدة .وكرة القدم كالحياة ، العمل فيها تراكمي ويحتاج لوقت ليعطي نتائجه. لكن في بعض الحالات يمكن الحكم مبكراً بأن الفريق أو المدرب سيحقق نتائج باهرة هذا الموسم لأن البدايات الصحيحة تؤدي إلى نهايات صحيحة.

    هذا المشهد يتجسد في إنجلترا بشكل واضح ، فرغم البداية القوية لمانشستر يونايتد بالفوز على تشلسي برباعية لكنه عاد ليتعثر مرتين بالتعادل في حين أن تشلسي الذي تلقى النتيجة الكبيرة تحسنت نتائجه تدريجياً بتعادل تالي أمام ليستر ثم فوث على نورويتش . لكنه في كل مرة قدّم أداء هجومياً مميزاً بلاعبين شبان ومدرب شاب وهو ما يعد بالكثير في قادمات الأيام.

    أما ليفربول ومانشستر سيتي فيمكن القول منذ الآن أنهما سيعيدان نفس لعبة الموسم الماضي و ” المكتوب ظاهر من عنوانه ” لكن المفاجآت تبقى واردة.

    في أسبانيا بدأ برشلونة بداية سيئة وخسر أولى مبارياته من دون ميسي في حين فاز الريال بإبهار كبير ، لكن في الجولة التالية انقلبت الحال وحقق برشلونة (من دون ميسي وسواريز هذه المرة) فوزاً كبيراً للغاية كان بطله أنطوان جريزمان في حين عانى ريال مدريد كثيراً في مباراته الثانية وثارت الشكوك حول جدوى الصفقات الجديدة التي لم يشارك منها سوى يوفيتش. وهنا الصورة لا تزال غير واضحة لمن ستكون الغلبة بين العملاقين التقليديين وإن كان أتلتيكو يزحف ببطء لكن دون أداء مقنع كالعادة والأمور بحاجة لبعض الوقت لتتضح فالعبرة بالخواتيم . لكن الأكيد أن مشروع ريال مدريد الجديد سيمر بصعوبات كبيرة و” المكتوب ظاهر من عنوانه ” هذا الموسم لأن هناك تخبطاً في إدارة موارده البشرية فلا بيل خرج ولا خايميس (الذي أصيب) في حين أن سيبايوس الذي رحل بعد سوء استخدام يقدم أداء كبيراً مع أرسنال وإن كان هو الآخر بحاجة لوقت واستمرارية ليثبت أنه قد تم ظلمه في مدريد وهو في المكان الصحيح لإظهار إمكانياته.

    في إيطاليا ينطبق المثلان معاً ، فاليوفي لم يقدم الأداء المأمول لكن هناك ظروفاً تحيط به كمرض مدربه وعملية تغييره لجلده وهنا ينطبق عليه مبدأ العبرة بالخواتيم . في حين أظهر كل من الإنتر ونابولي قوة كبيرة وتحديداً الإنتر الذي أعطى انعكاساً حقيقياً لشخصية مدربه أنطونيو كونتي ومثالاً في وضوح التفكير حيث تألقت كل العناصر التي أصرّ كونتي على جلبها ومنها سينسي ولوكاكو وأيضاً بروزوفيتش في مكانه ودوره التكتيكي وكانديريفا بحلته الجديدة ليعطي مثالاً على وضوح الأفكار وينطبق عليه مبدأ ” سماههم في وجوههم ” حيث أن الفريق غالباً ما سيؤدي أداء مميزاً هذا الموسم والعكس بالنسبة لميلان الذي ” ولا أتمنى شخصياً ذلك ” أظهر تخبطاً واضحاً والمكتوب الظاهر هو أن الصعوبات حاضرة . لكن الأمل بأن تكون العبرة بالخواتيم .

    بالمحصلة …الموسم لا يزال في أوله والحكم مستحيل على من سيفوز بالألقاب . لكن المؤشرات حول موسم مميز واضحة تماماً حيث ستتغير الخارطة التنافسية في عدد مهم من البلدان خصوصاً إيطاليا . كما سنرى تغيراً في الخارطة الديموغرافية للاعبين حيث أن كثيراً من اللاعبين والمدربين قد تحركوا تجاه وجهات جديدة بعيدة عن مراكز كرة القدم في السنوات الأخيرة بالإضافة لبروز عدد من اللاعبين الشبان الواعدين . والشيء الظاهر من عنوانه أن هذا الموسم سيكون جديد بجديد وبعيد بشكل كبير عن التكرار على الأقل في نمط التنافس التقليدي ، والغد لناظره قريب.