الوجه القاتم لانتصار ريال مدريد .. سلبيات لم تذكرها الصحف

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • الحكم يشهر البطاقة الحمراء في وجه مودريتش

    موقع سبورت 360 – 48 ساعة فقط كانت تفصل بين حالة النحيب، التشاؤم، البكاء وحالة الفرح والنشوة والاحتفالات، هذا حال الصحف الرياضية في العاصمة مدريد، فقبل ساعات من انطلاق مباراة سيلتا فيجو ضد ريال مدريد كان هناك إجماع بأن حال الفريق سيء جداً ويجب إجراء تغييرات جذرية على قوامه، إلا أن هذه اللهجة بالخطاب تغيرت وتبدلت بعد الفوز بنتيجة 3-1 !

    المتصفح اليوم للمواقع الالكترونية المدريدية يرى بأم عينه بأن هناك حالة تهليل غير عادي، ولا يتناسب مع المناخ العام الذي تسيد هذه الصحف قبل انطلاق المباراة، وكأن زين الدين زيدان _مدرب ريال مدريد_ يملك عصا سحرية واستطاع أن يسحر الجميع بلمسة واحدة.

    في الحقيقة؛ زيدان يبدو أنه معه الحق لعدم الاكتراث لما تريده صحف مدريد (وهو الشيء الذي أزعجها في الأيام الماضية) فما هو واضح أنه يهمهم البيع وزيادة القراء فقط، وخلق حالة من الدراما لزيادة الأرباح، أما النقد الموضوعي فهو آخر همهم.

    أين الحديث عن سلبيات الفريق أمس؟ أين الحديث عن أهمية الاستمرارية في المستوى والتشديد عليها بأنها الأولوية، فالانتصار في لقاء لا يعني العودة للمسار الصحيح؟ أين الحديث عن مشاكل وسط الملعب وعدم قدرته على فرض إيقاعه لتناقل الكرة حتى الدقيقة 41 من اللقاء؟

    لست ضد ذكر الإيجابيات، لكني ضد التسرع في إطلاق الأحكام، وضد المبالغة في الانتقاد ثم المبالغة بالإشادة. نعم ريال مدريد قدم مستوى إيجابي أمس، الفريق أظهر صلابة في التنظيم الدفاعي في وسط الملعب، ومساهمة فعالة دفاعياً من الخط الهجومي، أظهر تضحية ومثابرة خلال الشوط الأول، وهدوء وتمالك للأعصاب بعد طرد لوكا مودريتش، لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن هناك سلبيات مؤثرة وقاتلة:-

    1- ريال مدريد ما زال بحاجة للتعاقد مع لاعب في خط الوسط. الفريق لم يستطع السيطرة على الكرة بأريحية حتى الدقيقة 41 من عمر اللقاء، وسيطر عليها حينها لدقيقة ثم خسرها حتى هدف توني كروس الثاني. هذا الأمر يؤكد بأن لاعبي خط الوسط تراجعت قدراتهم في التعامل مع الضغط العالي للمنافس، وتراجعت قدراتهم البدنية والفنية في الحفاظ على الكرة.

    ربما سيتحسن اللاعبون أكثر وأكثر في قادم المواعيد، لكن حتى تطور صفوف الفريق يجب أن تحسن من جميع خطوطه وهو شيء لم يحدث في وسط الملعب حتى الآن.

    2- جاريث بيل كان رائعاً أمس، قدم عملاً بدنياً جباراً، ضحى وقاتل من أجل الفريق، كما كان له دور هجومي فعال للغاية. لكن كل ذلك حدث في لقاء وحيد، ويبقى الأهم هو الاستمرارية في المستوى العالي فنياً وبدنياً، فلطالما قدم بيل مستويات رائعة على فترات محدودة، ثم تعرض لإصابة أو تراجع لديه الشغف.

    3- مارسيلو لم يعد لقمة مستواه كما يتم وصفه في صحف مدريد، هو قدم مستوى أفضل مما قدمه في الموسم الماضي فقط، ونذكر هنا بضرورة الاستمرارية ومواصلة التحسن، لأن بمستواه الحالي الريال سيعاني أيضاً.

    لاعبو ريال مدريد

    4- عطفاً على النقطة الأولى، ريال مدريد لم يستعد ثقته بلعب كرة القدم بعد، بل ظهر مرتبكاً وخائفاً حينما يمتلك الكرة في بعض الفترات خلال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، وربما يأمل زيدان أن يستعيد الفريق ثقته بنفسه مع مرور الوقت في حال استمر بتحقيق الانتصارات.

    5- المشاكل الفردية الدفاعية كانت حاضرة بكثرة أمس، مثلاً سيرجيو راموس ترك موقعه أكثر من مرة وتقدم لقطع الكرة من وسط الملعب مما جعل الفريق مرتبكاً لإغلاق الثغرة التي خلقها لأنه لم يستطع استعادة الكرة، بينما ارتكب أودريوزولا هفوة كبيرة بالتعامل مع الكرة في مناطق ريال مدريد، وظهر أنه خائف من فقدانها، ففقدها بالفعل وتحول ذلك لهدف ألغاه حكم الفيديو بعد ذلك.

    أيضاً التمركز من اللاعبين والتواصل الثنائي بينهم ضعيف، سيرجيو راموس كسر مصيدة التسلل في إحدى اللقطات، أما راموس وفاران فكان يسهل ضربهم بالكرة العرضية العالية، بينما يسهل ضرب فاران أودريزولا بالكرة الأرضية البينية بكل سهولة وسط غياب الرقابة من المدافعين، مع غياب الضغط على حامل الكرة من لاعبي خط الوسط.

    كل هذه المشاكل السلبية لا تعني أنني متشائم من موسم ريال مدريد، فكما أسلفت الذكر، الريال قدم مباراة إيجابية بالمجمل، كل ما في المسألة أن الريال لم يستعد عافيته بنسبة 100% بعد، كما لم يكن كارثياً بنسبة 100% قبل 48 ساعة، وهو الأمر الذي لا تلمسه في صحف مدريد.