جوارديولا غاضب بدون سبب وسيميوني يبحث عن فلسفة ريال مدريد

رامي جرادات 15:41 05/08/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • من خصائص بعض البشر إنهم ينزعجون من رأي الناس حولهم حتى لو كان صحيحاً، البخيل لا يطيق أن يصفه أحد بذلك رغم معرفته أن هذه الصفة تناسبه تماماً، والسارق سيشعر بالحزن والإحباط إن نعته بهذا الوصف، لكنه لن يتوقف عن السرقة.

    بيب جوارديولا مثال منطقي يمكننا أسقاط أمثلتنا السابقة عليه، بالطبع هو ليس سارقاً ولا بخيلاً، وإنما مبذر في سوق الانتقالات، ويشعر بالغضب من أي شخص يصفه بذلك، فهو يعتقد ان هذه الصفة سلبية لسببٍ ما،  ربما لأنه يرفض أن يتم نسب الفضل في الألقاب التي يحققها إلى الأموال، وليس لعبقريته الفذة في التدريب.

    لنروي القصة من البداية، قبل مباراة مانشستر سيتي وليفربول في الدرع الخيرية، أكد يورجن كلوب امتلاك السيتيزنز تشكيلة أقوى من اللاعبين بحكم أنه ينفقون ببذخ في سوق الانتقالات كل عام، لكن هذا الكلام لم يعجب بيب جوارديولا الذي رد عليه “بالطبع أزعجني ما قاله كلوب لأنه غير صحيح، ليس صحيحاً أننا نصرف 200 مليون في كل عام“.

    في الحقيقة، من حق بيب جوارديولا أن يغضب، فلو احتسبنا إنفاق مانشستر سيتي في آخر 5 أعوام، سنجد أنه صرف 932 مليون على شراء اللاعبين، ولو أخذنا معدل الإنفاق بالموسم الواحد، سنجد أن النادي يصرف 186 مليون وليس 200 مليون كما أدعى “المضلل” يورجن كلوب.

    جوارديولا مدرب يهتم بالتفاصيل في عالم التدريب، وكذلك في المؤتمرات الصحفية، لذلك لن يوافق على اتهام ناديه بصرف 200 مليون في السنة، لأن هذا الرقم ليس دقيقاً، فهناك 14 مليون يورو أضافها يورجن كلوب من عقله، يجب محاسبته عليها، كيف يعقل هذا؟!

    ربما كان يتوجب على بيب جوارديولا مراجعة قائمة مشترياته الطويلة منذ وصوله إلى ملعب الاتحاد قبل أن يحرج نفسه وينفي ما قاله كلوب، لأن الأرقام تؤكد أنه صرف 700 مليون في ظرف 4 فترات انتقالات صيفية، لكن كما أسلفنا سابقاً، الشخص المتهم سيشعر بالغضب من تذكيره بالتهمة الموجهة إليه، وسينكر كل شيء ببساطة، لكن موقع ترانسفير ماركت العالمي دائماً موجود لنكتشف الحقيقة.

    وننتقل من بيب جوارديولا إلى نقيضه، دييجو سيميوني صانع الأمجاد في أتلتيكو مدريد والذي خرج بتصريح فلسفي على عكس كرة القدم القتالية التي يقدمها، حيث قال “يجب على المدرب احترام فلسفة النادي الذي يذهب إليه، هناك أندية تملك فلسفة خاصة مثل أياكس، برشلونة، كذلك أتلتيكو مدريد ويوفنتوس، بينما ريال مدريد لا يملك، إنه يعتمد على المواهب والنجوم لحصد الألقاب“.

    لو قلت مثلاً أن ماريو بالوتيلي أكثر لاعب منضبط في العالم، فربما يكون تناقض هذه الجملة أقل وطأة من ما قاله سيميوني، لست خبيراً في تاريخ أتلتيكو مدريد، لكن ما أعرفه أن هذا النادي كان دائماً يقدم كرة قدم هجومية ولا يكترث بالدفاع، قبل أن يتحول تحت إشراف سيميوني إلى فريق مصارعة حرة.

    أتلتيكو مدريد ازدهر مع سيميوني وأسس فلسفة خاصة به، وهذا شيء يحسب له بكل تأكيد ويجعله من أفضل المدربين في العالم والأفضل في تاريخ أتلتيكو على الإطلاق، لكن الحديث عن احترام المدرب لفلسفة النادي كان غير موفقا منه، فآخر من تتوقع أن يتفوه بهذا الكلام هو سيميوني نفسه.

    قد يكون سيميوني محقاً أن ريال مدريد لا يملك فلسفة ثابتة، وأن أسلوبه يتغير من جيل إلى آخر، وهذا حال معظم أندية العالم أيضاً، لكن ما هو غير مفهوم لماذا استثنى أتلتيكو مدريد من المعادلة، على أية حال، إن بحث سيميوني جيداً سيجد أن هناك فلسفة خاصة لغريمه التقليدي وعدوه اللدود، متمثلة بالفوز بالألقاب الكبيرة وعدم خسارة النهائيات في الدقيقة الأخيرة.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.