أداء بنزيما الجديد مع ريال مدريد .. ترقية أم تحديث

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • منذ بداية الموسم الحالي لريال مدريد وبنزيما هو مركز الاهتمام في النادي الملكي بعد أن انتقل من مركز المهاجم المساند إلى مركز رأس الحربة إثر رحيل أسطورة النادي كريستيانو رونالدو إلى اليوفنتوس. وبالنظر إلى تاريخ الفرنسي في إضاعة الفرص خلال السنوات السابقة فالجميع توقع فشلاً كبيراً للاعب الذي كان مادة أساسية للسخرية وسبباً أساسياً لغضب لجمهور الريال . لكن الذي حدث هو العكس تماماً حيث قدم بنزيما أداءً فاق كل التوقعات وحمل الريال على كتفيه في كثير من أوقات الموسم الصعبة ..والثلاثية أمام بلباو هي المثال الأخير وليس الأول على هذا الارتقاء في الأداء.

    في التكنولوجيا يستعمل تعبيرا الترقية upgrade و التحديث update للدلالة على التطور في برنامج أو في الكيان الصلب . الترقية او الـ upgrade تعني إحلال شيء جديد مكان القديم.

    بمعنى أنك عندما ترقّي فإنك إما تستبدل هاتفك بهاتف جديد بخصائص جديدة كلياً أو تقوم بتغيير نظام التشغيل فيه إلى نظام آخر من نفس الروحية لكن اكثر تطوراً بكثير أما التحديث فهو التجديد على ما هو موجود أساساً وإجراء تحسينات عليه . فإن كنت تستعمل برنامجاً ما فالتحديث إما سيطور الأداء الأمني أو يغلق بعض الثغرات فيه …إلخ

    إن سحبنا الأمر على بنزيما يصبح السؤال المطروح ، هل ما حصل مع بنزيما هو ترقية بمعنى أننا أمام بنزيم جديد كلياً أم أن الذي حدث هو تطوير في الأداء وحسب لا أكثر؟

    الأرقام تتحدث

    على الصعيد البدني والجسماني فإن بنزيما هو نفسه لم يتغير ، لطالما تميز بالبنية القوية واللياقة العالية ولم ينتقد يوماً على أي ضعف بدني ، لكن الذي تغير هو المعدل التهديفي وبنظرة سريعة على الأرقام:

    بنزيما سجل في الموسم الماضي عشرة أهداف ، خمسة منها في الدوري وخمسة في الأبطال التي فاز الريال بلقبها أي في كامل المسابقة . أما في الموسم الحالي فبنزيما سجل 21 هدفاً في الدوري و أربعة في الأبطال والريال غادر من دور الـ 16 (علماً انه لعب نفس عدد المباريات مع الموسم الماضي في دوري الابطال وهو ثمانية )

    مرتان فقط تعدى بنزيما حاجز العشرين هدفاً في الموسم الواحد خلال تواجده مع ريال مدريد ، الأولى موسم 2011 – 2012 عندما سجل 21 هدفاً كامل الموسم و سبعة أهداف في الأبطال (فيها توج الريال بطلاً لليغا مع جوزيه مورينيو) والثانية موسم 2015 – 2016 عندما سجل 24 هدفاً في الدوري وأربعة في الأبطال (وفي هذا الموسم فاز ريال مدريد بالأبطال للمرة الأولى مع زيدان)

    الآن ومع بقاء خمس مراحل على النهاية بنزيما قد سجل رقماً قريباً من أعلى معدل له لموسم كامل …بمعنى أنه يتوقع له أن يكسر هذا الرقم ويحقق أفضل سجل له على الاطلاق.

    هذا التغيير في المعدل التهديفي ناتج عن سبب رئيسي هو تغير موقع بنزيما في الفريق وتحوّله إلى مركز رأس الحربة بعد أن كان اللاعب المساند لرونالدو، وانخفاض معدل التمريرات الحاسمة (خمسة في الموسم الحالي ) مقارنة مع عشرة في الموسم الماضي هو تجسيد واضح على هذا التغيير. فأن تكون اللاعب المساند يعني بالضروة أن نوعية تدريباتك مختلفة عنها عندما تكون رأساً للحربة . ففي الأولى أن تعمل على فتح المساحات للزملاء وصناعة اللعب والتمريرات للهداف الأول (وهما المسألتان اللتان أثارتا سخرية جمهور مدريد دائماً ) وبالتالي سيكون التركيز عليها ، أما في الثانية فالتدريب يرتكز على تسجيل الأهداف وبالتالي من الطبيعي أن يظهر النجم المدريدي تطوراً كبيراً في هذا الجانب بالإضافة لكونه بات أقرب للمرمى مقارنة بالمواسم السابقة .

    باختصار بنزيما لم يتغير ..هو نفسه الذي نعرفه منذ زمن والذي يعتمد عليه المدربون دائماً والدليل هو معدل دقائق اللعب في السنوات الخمس الماضية حيث لم ينزل عن حاجز الـ 2000 دقيقة سوى موسمي 2015 – 2016 وأيضاً 2016 – 2017 وفي الموسمين لعبت الإصابة دورها . أيضاً ارتفاع معدل الصناعة للأهداف ودقة التمرير و كون المعدل العام للاعب مرتفعاً ـلم ينخفض عن معدل سبعة من عشرة إلا مرة واحدة في موسمه الأول مع ريال مدريد ـ واعتماد كل المدربين عليه منذ مورينيو يدل بوضوح أننا أمام نفس اللاعب ..لكن التطوير كان في الدور والتدريب ، بما يعني أننا أما تحديث وليس ترقية ، فبنزيمة كان قيّماً دائماً للريال ، والذي حدث أن الفرصة أتيحت له ليثبت نفسه في أمر كان الجميع يفترض أنه من واجباته الأساسية وهو التهديف لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك …فاقتضى التنويه