بوجبا سيحسن مستوى ريال مدريد! لماذا لم يتحسن اليونايتد إذاً؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – “الجميع يعلم بأنني معجب ببول بوجبا، لا يوجد الكثير من اللاعبين مثله في العالم” هكذا رد زين الدين زيدان على آخر سؤال وجه له عن مواطنه الفرنسي نجم مانشستر يونايتد، وهذا ما سيرد به على كل سؤال سيوجه إليه عن نفس اللاعب في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، حيث أصبح من الواضح للجميع بأن المدرب الفرنسي يضع بوجبا على رأس أولوياته منذ أن وافق على العودة إلى البيت الملكي.

    تصريح زيدان ليس الأول من نوعه، بل قال كلمات مشابهة في الشهر الماضي، مما يزيد من التكهنات حول إمكانية انتقال بوجبا بالفعل إلى صفوف ريال مدريد صيف 2019، وهي صفقة تهدف إلى رفع جودة الفريق في وسط الملعب الذي يبدو أنه أصبح ثقيل الحركة وبطيء في الموسم الحالي.

    لكن السؤال .. هل بوجبا قادر على رفع جودة خط وسط ريال مدريد؟

    لا أستطيع الجزم حول مدى قدرة بوجبا على رفع جودة أداء الريال في المستطيل الأخضر خلال الموسم المقبل أم لا، فمسألة القول بأن الريال سيتحسن معه لن تكون دقيقة، كذلك الأمر إن قلت بأن الريال لن يتحسن بل سيزداد سوء.

    لكن ما أستطيع فعله الآن هو رصد بعد الظواهر التي رافقت أداء النجم الفرنسي في السنوات الثلاث الأخيرة مع مانشستر يونايتد، لأجيب على السؤال السابق بسؤال آخر: هل نجح بوجبا برفع جودة خط وسط مانشستر يونايتد من الأساس؟

    GettyImages-1144157841 (1)

    بالمنطق، نحن أمام لاعب يبلغ من العمر 26 عاماً أي وصل إلى أفضل فترة في مسيرته، علماً أنه انتقل إلى اليونايتد بسن 23 عاماً صيف 2016، ويقضي موسمه الثالث مع الفريق، لكن خلال هذه المواسم الثلاث لم نلحظ أي تحسن في أداء الفريق الأحمر، ولا في نتائجه.

    موسم 16\2017 تعرض بول لانتقادات حادة في وسائل الإعلام خصوصاً في القسم الثاني من الموسم حيث ظهر بشكل شاحب بقميص اليونايتد وهو ما جعل فريقه يحتل المركز السادس على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي، أما موسم 17\2018 فرغم احتلال اليونايتد المركز الثاني في الدوري إلا أنه أخفق بحصد أي لقب، وهو ما يتكرر في الموسم الحالي 18\2019.

    طبعاً يد واحدة لا تصفق، لذلك لا يجوز تحميل بوجبا لوحده مسؤولية إخفاق مانشستر يونايتد، لكن لا يجب إهمال أيضاً بأن مستوى اللاعب فنياً غير مقنع، وهو من الأسباب التي جعلت اليونايتد يخفق في إحداث ثورة في صفوف الفريق على مدار 3 مواسم متتالية، فكيف ستحدث ثورة إن كان أفضل نجوم فريقك واللاعب الذي يفترض أن يقود هذه الثورة هو أسوأهم في الملعب؟

    لن أبالغ في وصف بوجبا بالأسوأ، بل هذه هي الحقيقة التي لمسناها حينما تواجه برشلونة ضد مانشستر يونايتد، فحينما كنا نشاهد الثنائي ماكتوميناي وفريد يقدمان أداءً مميزاً في وسط الملعب خصوصاً في لقاء الذهاب، كان بول غائب تماماً عن الأجواء ولا يساعد زميليه بالشكل الكافي في الملعب، وهو بالمناسبة ما حدث أيضاً ضد باريس سان جيرمان في دور الستة عشر.

    هذه المعطيات يجب أن يأخذها زيدان بعين الاعتبار، فحينما تريد التعاقد مع لاعب لرفع جودة أداء فريقك، فيجب أن يكون هذا اللاعب قد استطاع رفع جودة أداء فريقه الحالي، وهو الشيء الذي لا يتوفر في حالة بوجبا.

    لا ننسى أيضاً بأن يوفنتوس لم يتأثر موسم 16\2017 بعد رحيل بوجبا، بل على العكس وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وكان منافساً شرساً لريال مدريد في الشوط الأول، مما يعني بأن اللاعب لم يخلق فجوة بعد رحيله وهو شيء مستغرب إن كان عنصر ذو ثقل في الفريق.

    (Getty Images)

    ريال مدريد بحاجة للأداء وليس للأسماء الرنانة والتذمر

    بعد كل ما ذكر في الفقرة السابقة، نستطيع الانتقال الآن إلى الفكرة الأساسية بأن ريال مدريد بحاجة للاعبين قادرين على العطاء بشكل جيد في أرض الملعب، وليس بحاجة لأسماء رنانة بالوقت الحالي، لأنه إن كانت الفكرة هو استقطاب النجوم أصحاب الأسماء المدوية فالأولى الإبقاء على خط الوسط الحالي لأنهم لا يقلون شأناً من ناحية النجومية والشهرة عن اللاعبين خارج صفوف الفريق.

    لذلك ربما يكون لاعبين مثل أدريان رابيو، والدنماركي إريكسن، خيارات جيدة لريال مدريد لتعزيز التشكيلة الأساسية ودكة البدلاء في وسط الملعب، فالأول يستطيع الانتقال إلى أي نادي بصفقة انتقال حر، والثاني متبقي عام واحد فقط على نهاية عقده مع توتنهام وتستطيع التعاقد معه مقابل مبلغ مخفض، ناهيك عن وجود نجوم شبان أيضاً متألقين مثل فان دي بييك لاعب أياكس أمستردام.

    ويجب أن لا ننسَ هنا بأن تصرفات بول بوجبا لم تكن احترافية كما يجب في الأيام الأخيرة بعلاقته مع جوزيه مورينيو، حيث ظهر التذمر المبالغ به على اللاعب، واللا مبالاة،  كما يقال بأن سخر من المدرب بعد إقالته، ناهيك عن غضب جماهير الفريق منه جراء لا مبالاته إزاء نتائج الفريق المتردية، وهو شيء لن يسعد جماهير سانتياجو برنابيو المتطلبة بشكل أكبر وأكثر حدة.

    معضلة أديداس وكيفية التخلص منها

    لو افترضنا جدلاً بأن زيدان وجد بأن صفقة بوجبا لن تساعده كثيراً لرفع جودة أداء الفريق بناءً على كل ما تم ذكره مسبقاً، فماذا سيحدث بعد ذلك مع الشركة الراعية أديداس؟

    ريال مدريد مقبل على صفقة رعاية قياسية مع أديداس ستكون الأعلى في تاريخ اللعبة وبفارق واضح عن باقي المنافسين، وهو ما يتطلب وجود نجم بقيمة تسويقية هائلة داخل صفوف الفريق ويملك عقد رعاية خاص مع أديداس أيضاً، لكن هذا الأمر غير متوفر في ريال مدريد كون جاريث بيل سيرحل قريباً.

    لذلك تؤكد صحيفة أس الإسبانية بأن ريال مدريد سيكون مضطراً للتعاقد مع بوجبا من أجل إرضاء أديداس كون اللاعب يعد واجهة تسويقية هائلة لها، خصوصاً مع عدم نجاح مشروع مانشستر يونايتد في الوقت الحالي.

    لكن من وجهة نظري هناك صفقات يستطيع ريال مدريد عقدها مع نجوم بقيمة تسويقية إيجابية، وفي نفس الوقت يقدمون الإضافة المطلوبة للفريق، الأول هو فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول والمرشح لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز والذي أصبح مؤخراً يروج لبعض منتجات أديداس لكن بدون عقد رعاية، والآخر هو محمد صلاح الجناح الأيمن في صفوف ليفربول والذي يستطيع تقديم إضافة جيدة لريال مدريد على صعيد تسجيل الأهداف ما دام كريم بنزيما سيستمر كما هو مرجح في مركز رأس الحربة.

    صحيح أن صفقة فان دايك أو صلاح ستكلف الكثير والكثير من الأموال والجهد، لكن بالمنطق، ألن يكلف بوجبا مبلغاً ضخماً للتعاقد معه بل وسيكلف الريال مجهوداً كبيراً للحصول عليه في ظل سوء العلاقة التي تربط فلورنتينو بيريز بإدارة مانشستر يونايتد بعد صيف 2015؟

    هناك أيضاً لاعبين آخرين مثل باولو ديبالا، وإن كان الأخير تراجع مستواه بشكل واضح في آخر عام ونصف.

    مسألة الأجور .. بوجبا سيؤدي لحدوث مشاكل داخل صفوف الفريق

    يجب أن لا ننسى بأنه من أسباب رغبة بول بوجبا بالرحيل عن مانشستر يونايتد هو إصراره على الوصول لأجر سنوي مرتفع، بل يقال بأنه يريد نيل نفس الأجر الذي يتقاضاه أليكسيس سانشيز والذي يصل إلى 24 مليون جنيه استرليني سنوياً، أي ما يعادل 27.73 مليون يورو سنوياً.

    بوجبا سيطالب بنفس الأجر تقريباً للموافقة على الانتقال إلى ريال مدريد، مما يعني بأنه سيصبح الأعلى أجراً في النادي وبفارق كبير عن باقي اللاعبين، وهو ما سيخلق موجة من الجدل سيصعب التعامل معها باعتبار أنه لاعب خط وسط وليس مهاجم هداف، خصوصاً إن كان ريال مدريد يفكر بالإبقاء على لاعبين مثل إيسكو ألاركون، توني كروس، ماركو أسينسيو، والذين لا يقلون شهرة عن النجم الفرنسي.

    زيدان عودنا أن يفكر بمنطقية وبضرورة توحيد غرفة خلع الملابس مع كل صفقة يقدم عليها ريال مدريد، بل أنه منع النادي من التعاقد مع كيبا أريزابلاجا في يناير 2018 حتى يحافظ على استقرار الفريق، صحيح أن المرحلة المقبلة مختلفة وهي تعتمد بالأساس على إجراء تغييرات في المنظومة الحالية، لكن هذا لا يعني بأن يترافق التغيير مع احتمالية حدوث زوبعة داخل النادي من ناحية التعامل مع أجور اللاعبين.

    زيزو يستطيع تجنب كل هذا بالتوجه للاعبين آخرين بجودة عالية في خط الوسط ويقبلون بأجور قريبة من أجور لاعبي الفريق حالياً… لكن بالنهاية المدرب الفرنسي أكثر دراية بعالم كرة القدم، وأكثر قرباً للفريق، ويستطيع تحديد الجيد بالنسبة له ولفريقه.